حسبي من الحُب إني بالوفاء لهُ أمشي وأحمل جرحا ليس يلتئمُ وما شكوت لأني إن ظُلمت فكم قبلي من الناس في شرع الهوى ظٌلموا كلما اقرأ هذه الابيات لطاهر زمخشري يقفز الى رأسي سؤال وتتحدر من شفتي ابتسامة حول الشعر ودعوى المظلومية، فما أكثر الشعراء الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس بأبيات الحب والأنين، والحزن والحنين، وخيانة من اعتقدناه أمينا!! .. وليت شعري هل ظلم الحبيب من أسباب اتقاد الشاعرية وتهافت الابيات على مخيلة الشاعر وسيل المشاعر ليسكب في أسماعنا أجمل الكلمات وأعذب الأغنيات، أم أن الحب ما هو الا ذلك الوحش الكاسر الذي ما ان يخترق القلوب حتى يكسر اضلاع المحب ويحوله من شخص سوي البدن والقلب الى مظلوم مكلوم مهموم لا يجد ما يداوي جراحاته الا أبياتًا تفرزها آلامه.. فينثرها على جروحه لعلها تداوي روحه، أبياته التي تأتي عليه بمفعول السحر حتى يُخيل له أنها تمتمات طمأنينة وتمائم أمان فتريح نفسه المحرومة التي ظلمها الحب ورهنها المحب لنزواته ومغامراته.. فهل نقول أهلا بالظلم ومرحبا باستجداء ألم المظلومية كل ليلة إن كانت السبيل لكتابة أجمل المقطوعات التي خلدها التاريخ؟! يا فؤادي، رحم الله الهوى كان صرحا من خيال فهوى اسقني واشرب على أطلاله وارو عني، طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثا من أحاديث الجوى وبساطا من ندامى حلم هم تواروا أبدا، وهو انطوى إبراهيم ناجي