من أجمل دواوين الشعر الشعبي التي صدرت في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ديوان (نوايا الغيم) للشاعر المبدع علي الضوي، ومن أُتيح له الاطلاع على أشعار الضوي قبل هذا الإصدار لا يُمكن أن يتوقع شيئاً غير الجمال والإبداع في هذا الديوان، وقد قسّم الشاعر ديوانه الذي يقع في 196 صفحة إلى ثلاثة أقسام: الأول جاء تحت عنوان: (القصايد دمع طاح من الكلام)، وتضمن هذا القسم ما يقارب الثمانين قصيدة تنوعت بين الشكل العمودي والتفعيلة واستهلها بقصيدة رائعة اسمها (ثوبي دنس) يقول في بعض أبياتها: أركض ورى الدنيا وأنا كلّي ذنوب واشكي هوى نفسي ويكثر خطاها ثوبي دَنس يا رب محتاج لي ثوب أطهر بياض من السحابة وماها ارفع يديني وانكسر عود محطوب من قاع ما تنبت شجر من ظماها وتضمن القسم الثاني (ورق للريح) أبيات شاردة وتغريدات ومقطوعات قصيرة تتراوح بين البيتين والأربعة أبيات، أما القسم الثالث (الكلام اللي على أطراف الأصابع يمشي) فقد جمع فيه الشاعر مجموعة من المقطوعات في شعر التفعيلة التي ترتفع فيها نبرة الشاعرية أحياناً وتنخفض أحياناً أخرى، وفي هذا الديوان الكثير مما يستفز القلم للكتابة، ولعلي أجد فرصة أخرى للحديث عنه بشكل أشمل وأكثر ملامسة لخصوصية الإبداع عند علي الضوي.