قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن خطة لانتقال سياسي في سوريا تشترط تنحي بشار الأسد قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة.وقال جونسون «بعد الاستماع إلى الجميع هنا ليس لدي شك على لإطلاق انه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ.» وكان جونسون يتحدث في اجتماع في لندن عقب محادثات مع رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية والذي قدم خطة لتسوية سياسية جديدة في سوريا. وقال جونسون «بعد الاستماع إلى الجميع هنا ليس لدي شك على لإطلاق انه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ». من جانبه قال رياض حجاب أمس الأربعاء، إن الهيئة سترفض أي اتفاق تتوصل إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير سوريا إذا كان مختلفا عن رؤيتها. بينما صرح وزير الخارجية عادل الجبير بأن هناك احتمالا قويا للتوصل إلى اتفاق حول سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية أمس عنه القول، بشأن فشل جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا رغم لقاء الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين في الصين: «بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار، فلا يمكننا التحدث عن فشل، بل عن عملية مستمرة، وقد تكون هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق ما خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة». وقال حجاب إن المسألة لا تتعلق بالإبقاء على الأسد لمدة ستة شهور أو شهر أو يوم خلال المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن الروس والأمريكيين يدركون ذلك ويعلمون تماما موقف الشعب السوري الذي ضحى بالكثير ولن يتخلى عن مطلبه هذا. وتابع، إنه لا يمكن أن يكون هناك حل في سوريا إلا إذا كان يرضي طموحات الشعب السوري. وأضاف حجاب إن التحدي الأكبر في سبيل تحقيق الانتقال السياسي يأتي من المجتمع الدولي، مشيرا إلى الحرس الثوري الإيراني وفصائل مسلحة إقليمية أخرى وقبل كل ذلك روسيا لحمايتها للأسد. وأضاف إن ما طرحه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالنسبة للأسد لن يحل المشكلة متهما موسكو باستخدام أسلحة محظورة لدعم النظام. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن مقترحات الهيئة العليا للمفاوضات تقدم أول صورة يمكن التعويل عليها لسوريا يعمها السلام دون الأسد. وكتب جونسون في مقال بصحيفة التايمز الأربعاء، «لا تزال هناك فرصة لإنجاح هذه الرؤية إذا ما تمكن الروس والأمريكيون من التوصل لوقف إطلاق النار يمكن حينها استئناف المحادثات في جنيف» مضيفا إن الأطراف ستكون قد شهدت على الأقل مؤشرات لسوريا ما بعد الأسد. من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري سيجريان مباحثات حول الأزمة السورية اليوم الخميس وغدا الجمعة في جنيف. فيما أعربت عن قلقها العميق على ما أسمته «سيادة سوريا» بسبب توغل القوات التركية في شمال سوريا. ودعت أنقرة «للكف عن أي خطوات تزيد من تزعزع الوضع في سوريا». وكان المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال، الثلاثاء، إن روسيا أبدت دعما كاملا للعملية التركية الساعية لتطهير الشريط المحاذي لحدودها الجنوبية من تنظيم داعش الإرهابي. إلا أن بيان الخارجية الروسية كشف عن تباين روسي تركي إزاء العملية، التي تهدف أيضا إلى وقف تمدد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا ودفعها إلى الانسحاب إلى شرقي الفرات. ويتقاطع الموقف الروسي الجديد مع موقف واشنطن التي تختلف مع تركيا، بشأن دور وحدات حماية الشعب التي تقدم لها الدعم العسكري في عملياتها ضد داعش، مما سمح لها بالتمدد بشمال سوريا. وحول لقاء كيري ولافروف اليوم، قالت الخارجية الروسية في بيان أمس، إن الوزيرين عملا خلال اتصال هاتفي الأربعاء على «تفاصيل اتفاق تعاون روسي أمريكي في التصدي للجماعات الإرهابية في سوريا وايصال المساعدات الإنسانية وبدء العملية السياسية».وأضافت «تم التوافق على مواصلة المشاورات خلال لقاء بين لافروف وكيري في جنيف يومي الثامن والتاسع من سبتمبر». وخلال المكالمة الهاتفية مع نظيره الأمريكي، احتج لافروف على العقوبات الجديدة التي أقرتها واشنطن بحق موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.وتابعت الوزارة «تم التشديد على أن من المستحيل قيام تعاون طبيعي يشمل تسوية النزاعات الإقليمية، الامر الذي تطلبه إدارة الرئيس باراك اوباما بشكل دائم، من دون احترام حد أدنى من التوافقات». على صعيد آخر، قال مسؤول تركي، إن مجموعة من 292 سوريا عادت إلى بلدة جرابلس الأربعاء في أول عودة رسمية لمدنيين من تركيا منذ بدأت أنقرة عملية توغل عسكري في شمال سوريا قبل أسبوعين لمحاولة تأمين المنطقة الحدودية. وجرابلس التي كانت تحت هيمنة تنظيم داعش هي أول بلدة يسيطر عليها الجيش التركي ومقاتلون سوريون حلفاء له في هجوم بدأ في 24 أغسطس؛ بهدف إبعاد الجماعات الإرهابية والفصائل الكردية المسلحة من الحدود.