في إطار دوره الريادي في الاحتفاء بأعمال الفنانين السعوديين ورموز الحركة التشكيلية السعودية يحتضن جاليري حافظ بمدينة جدة المعرض الشخصي الخامس عشر للفنان التشكيلي الرائد أحمد فلمبان مساء يوم الأربعاء القادم 07/ 09/ 2016م ويستمر لمدة شهر، وعلى هامش المعرض سيتم تدشين كتابه «ماذا.. ولماذا؟؟»... «أسرار اللون وحدس الضوء»، يرعى المعرض الفنان القدير هشام بنجابي. «فلمبان» الذي عبر عن تقديره لجهود الجاليري مثمناً اهتمامه ودعمه اللامحدود للفن والفنانين التقيناه وسألناه عن سر الغياب الطويل عن الساحة الفنية، فقال: «الفن في دمي وروحي وجزء من حياتي ولا استطيع الاستغناء عنه، انا موجود في الفن ولم اترك العمل من اجله أو اغيب عن المشاركات يوما واحدا وكان لي نشاطي خارج المملكة اذ شاركت في معارض جماعية في روما وبرلين وخلال الشهرين القادمين عندي مشاركة في روما وميلانو ونابولي وفيينا، ولكن داخليا حضوري للرؤية فأنا مبتعد فنيا منذ 13 سنة بسبب الشللية وكتمان وسرية المشاركات فيما بينهم ومن له شأن في أمور الفنانين، بالإضافة الى محدودية الأنشطة ونمطية معارضها وتدني مستواها والغثاثة في معظمها، انا لا اميل الى هذا الأسلوب، وايضا هي فترة تأمل واسترخاء وانهاء ما لدي من التزامات فنية، والحمدلله انتهيت من طباعة كتابي «لماذا..؟ ولماذا...؟» وسيتم تدشينه ان شاء الله مع معرضي الشخصي ال15، وانتهيت أيضا من اعداد كتابي «فن في نصف قرن» وهو يحوي اكثر من 900 صفحة ويضم اكثر من 700 فنان وفنانة وهو الآن بفضل الله في طور الطباعة وسيصدر ان شاء الله مع بداية العام 2017م. وخلال حديثه مع «الجسر الثقافي» سألناه كونه فنانا وناقدا تشكيليا عما هي العوامل التي تتقاطع مع تقييم العمل الفني وتحديد قيمته؟ حيث يتداول هذا الموضوع في الساحة الفنية على نطاق واسع، وهناك الكثير من الاجابات المتباينة لدى العديد من الفنانين بهذا الصدد. وأجاب: «في كل مجال هناك قيميون ومثمنون، فما بالك في الفن!! فهي عملية معقدة، أهمها معرفة تاريخ الفنان وسيرته الذاتية ونوعية إنتاجه والتزامها بالمعايير الفنية وخصوصيتها وأصالتها وتميزها ومراحل تطورها وعدد ما انتجه وتاريخ بدايته فيها وانتهائه منها وجودتها والخامات المستخدمة وحالتها الطبيعية، مع ضرورة وجود مختبر لفحص اللوحات والمعامل المتخصصة لبيان «البصمة» مزود بأجهزة أشعة فوق البنفسجية وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء والفحص الطيفي والتكوين الكيميائي للألوان لفحص الأعمال وأصالتها وخاماتها وجودتها (خاصة القديمة وللفنانين المتوفين) وهذا يتطلب أولا: وجود قاعدة بيانات للفنانين وسجلات لمتابعتهم ومعرفة انتاجهم ووجود الخبراء المحترفين ولديهم الخلفية الفنية والثقافة في تاريخ الفن والحضارات وعلمي الفيزياء والكيمياء وعلم الجمال وملما بتاريخ الفنان ومراحل تطوره وإنتاجه، ومنها يمكن تحديد قيمة العمل الفني وتقييمه وما يستحقه، كما هو الحال لدى الدوائر الفنية في ايطاليا. فلمبان عبر عن سعادته بافتتاح معرضه مساء يوم الأربعاء 07/ 09/ 2016م القادم في جاليري حافظ بمدينة جدة تحت عنوان «اجترار المواجع»، وعن اجترار المواجع يقول: «هي خواطر عن معاناة للأزمة الصحية، التي داهمتني قبل سنتين وصورة محزنة عن الإنسانية في عصر الجحود والنكران ومعاناتها للعديد من المشاكل، التي تمر عليها ولا تخرج منها، والمرض إحدى هذه المشاكل، محاولا رسم ما شاهدته من معاناة البشرية في العلاج وطابور الانتظار، وما عانيته شخصيا من خلال أزمتي الصحية، بجعل ما هو خلف العالم المرئي قابلا للرؤية، وقد أنتجت مجموعة من اللوحات بمقاسات موحدة بألوان الأكريلك، التي استعملها لأول مرة مستخدما أوراق المجلات واكياس الإسمنت والمعاجين ومواد متعددة».