في حوار "الجسر الثقافي" معه من روما أوضح الفنان التشكيلي أحمد فلمبان، أن غيابه عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية، كان غيابا قهريا حيث تعرّض لأزمة صحية طارئة أثناء إجازته في روما، وأُجريت له عملية القلب المفتوح وأضاف: لقد حدثت لي بعد العملية الجراحية مضاعفات بسبب السكر، تعرضت أذناي لضرر شديد، ومعاناتي في البحث عن العلاج هنا وهناك، حتى منّ الله عليّ بالشفاء بفضله ورحمته ثم بفضل دعم وزارة الخارجية التي تحمّلت مصاريف العلاج، بناءً على توجيهات سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، ومتابعة السفير الأستاذ صالح الغامدي، ووقفة سفارة خادم الحرمين الشريفين في روما، في تقديم كافة التسهيلات والتعاون، وقيامهم بالواجب بإعطاء الصورة المشرفة لسفارة المملكة، كبيت للمواطنين في الخارج، وقلعتهم الحصينة ودرعهم الحامي. الفنان القدير أحمد فلمبان، وخلال فترة إقامته الطويلة في روما للعلاج، يخوض تجربة ألوان الأكريلك للمرة الأولى في مجموعة "اجترار المواجع"، التي أنجزها هناك، وسألناه، ماذا تود قوله في نصوصك البصرية هذه وماذا عن هذه التجربة؟ أجاب: "ليست تجربة، بل خواطر ومعاناة عن أزمة مررت بها، وكانت مريرة ومتعبة، جالت بخاطري العديد من المشاهد المؤلمة، ووضع المرضى، وآلامهم وصراخهم وأنينهم ومعاناتهم في البحث عن العلاج، آمنت أن الصحة نعمة كبرى لا تُقدر بثمن، وأنها تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفه إلا المرضى، والموضوع الجديد أيضا، عن الإنسانية ومعاناتها للعديد من المشاكل التي تمر عليها ولا تخرج منها، والمرض إحدى هذه المشاكل، عنوان الموضوع (اجترار المواجع)، محاولا رسم ما شاهدته، وعانيته شخصيا من خلال أزمتي الصحية، بجعل ما هو خلف العالم المرئي قابلا للرؤية، وليس نسخا لصورة الواقع المرئي. وقد أنتجت مجموعة من اللوحات بمقاسات موحدة بألوان الأكريلك. وعن قراءاته للمشهد التشكيلي وتجارب الفنانين في «المحترف السعودي» التي تحظى بتقدير ورضا البعض في الوسط الفني، فيما يراها البعض الآخر، أنها أشبه بمعول هدم. يعلق بالقول: "مشكلة الفن التشكيلي السعودي أنه يعاني غياب النقد والناقد، الذي يمتلك الأسس الصحيحة لعملية النقد، والموجود عندنا مدح ومداحون! وهم مكمن خطورة الفن التشكيلي السعودي، الذي يقضي على فكر وأداء الفنانين، ويساهم في وأد الجادين، لأن معظم الفنانين لدينا، يركنون إلى تلك المقالات المشبعة بعبارات المدح والثناء والإطراء، ويصّدقونها وتصيبهم حالات الغرور والكبرياء، لأنهم أصبحوا من كبار الفنانين، ويقع المتلقّون والمهتمون بالفن، في تعقيدات تساهم في تكثيف وزيادة الضبابية، من خلال اشتقاق مصطلحات غريبة وعبارات معقدة غامضة وغير دالة على طبيعة الإنتاج الفني، تعرّض الفن التشكيلي السعودي لمواقف صعبة! وهذا الزخم بحجة النقد، احد عوائق تطور الفن التشكيلي السعودي، لذا فهو (مكانك سر)، وللأسف فإن الكثيرين يحكمون على مقالاتي أنها نقد وهجوم ومعول هدم، وفي الواقع، مقالاتي ليست نقدا، بل خواطر ورأيا واستياء وطرحا لما يُعانيه الفن التشكيلي المحلي نتيجة انتشار المفاهيم السلبية وتداعياتها والممارسات الخاطئة، وهذا نابع من حبي لهذا الفن الذي نريده نقيا خاليا من العاهات والدخلاء، يمثل واقعنا وثقافتنا وحضارتنا، وألمي على ضياع منجز الفنانين الجادين، ولم أتعرّض لأي فنان في شخصه أو في كيانه، مقالاتي عن إنتاج الفنان، فطالما رضي بعرضه على الجمهور، فعليه قبول المدح أو القدح، لأنه سيكون صاحب تبعة ومسؤولية ذلك الذي ينزل بفنه إلى الناس ليعرض عليهم ما كان يعمله في بيته. دائرة الفنون وحول المزادات الفنية التي تُقام بين الحين والآخر.. وما هو المأمول منها للارتقاء بالفن التشكيلي السعودي المعاصر ؟ يجيب: "ليس هناك مأمول، لأن وراء هذه المزادات شركات ومؤسسات تجارية، هدفها الربح ليس إلاّ!! وهناك عصابات دولية محترفة تقوم بتزوير الأعمال الفنية المشهورة والأنتيكات بدرجة عالية من الدقة، وتجني من هذه العملية مكاسب كبيرة، ومخاطرها أقل من تزوير العملات، ووجود السوق التي تستوعب إنتاجها وخاصة دول الخليج، في إيطاليا (مثلا)، لايمكن عرض أو بيع أي عمل فني، إلاّ عن طريق دائرة الفنون بجهاز الجمارك، لذا: يجب الحذر من هذه العمليات، سواء العرض أو البيع تحت مسمى أعمال كبار الفنانين، وأن تكون هناك ضوابط ومعايير وإشراف رقابي من وزارة الثقافة والإعلام أو الجمارك، ومنع بيع وعرض أي عمل فني، ما لم يحمل شهادة أصل ومنشأ، بما فيها المستنسخات والبوسترات، ويجب أن تكون لدى هذه الجهات أجهزة للكشف على الأعمال الفنية كما هو الحال لدى البنوك، وتوعية المقتنين بعمليات الغش والتزوير الفني والأعمال المستوردة دون شهادات معتمدة.