قبل ثماني سنوات تقريبا شاركت مع زملائي بناء على تكليف لنا باعداد برنامج صعوبات التعلم (تربية خاصة) من الناحية المنهجية، حيث انتشرت تلك الرغبة شرقا ووسطا وغربا وشمالا كالنار في الهشيم ولم تكن لنا علاقة بالجوانب الادارية على شاكلة الاعتراف به من قبل ديوان الخدمة المدنية او وجود وظائف لدى الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لعدم الاطلاع كفنيين. وتخرجت دفعات واتضح لاحقا أن هناك تخصصات أكاديمية أخرى يتم الصرف عليها من الدولة -أعزها الله- مازالت قائمة لا جدوى من وجودها لتعذر مخارجها حتى في الفصل الصيفي رأيت أساتذة متعاقدين يدرسون براتب اضافي لهم في حين يطبل البعض خلال حفلات التخرج أن تلك كواكب ومازالوا مستمرين في قبول تخصصات للطالبات والطلبة على شاكلة آداب لغة عربية وعلوم الفيزياء والاحياء وانجليزية واعاقة فكرية ومعلم صف ودراسات اسلامية ولغات وترجمة واعلام وعلاج طبيعي وأشعة ومختبرات وأسنان ومحضري مختبرات. وعندما تذهب للمدارس الحكومية يقولون اي كلام وعندما تذهب للمدارس الخاصة لا ترى الا وافدين من الجنسين لم تتم سعودة الوظائف فيها كما فعلوا مع الاتصالات «ما أدري ليش؟» أهو وجل مع وجود البدلاء اذا تم تأهيلهم مرة أخرى أو ما يسمونه اعادة التجسير. وعندما تذهب للمستشفيات الجامعية والحكومية لا ترى الا الجنسية الفلبينية طاغية وتم شغرها بهم في حين يوجد سعوديات وسعوديون، ولما تذهب لأرامكو ومؤسسات القطاع الخاص تجد هناك محاسبين ومصممين وادارة أعمال وحاسبا آليا مشغولة بهنود وآسيويين ونسبة بسيطة من السعوديين لذر الرماد في الوجوه كأننا ناقصون وما عندنا كليات والفيز تزيد ما تنقص. متأكد أني كتبت الكثير، لكنه التصميم منهم وانا شخصيا أتعاطف مع بناتي وأبنائي الطلبة والطالبات في الوطن اجمع ومع من توجهوا للوزارة، ثم للديوان الملكي وكلي ثقة في أن هناك طالبات وطلبة محطمون في بيوت ذويهم منذ سنين أو يعملون برواتب متدنية غير مأمونة. وأعرف جامعيين يعملون بالمتاح مثل سكرتي أو ناقل أموال لسيارات البنوك براتب ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال اضطرتهم الحاجة، وهناك طالبات على نفس السياق فمن يكتب البانر لهن ويقول خطبة عصماء أمام الجمهور يستعطف بها أصحاب القلوب الرحيمة للنظر في وضعهن، وهنا لي رجاء من الصامتين غير المكترثين بوزارات التعليم والتخطيط والخدمة المدنية والعمل من ذوي الاختصاص ومن بيدهم القرار على مستوى بعض مديري الجامعات أن يضعوا أنفسهم مكان الطلبة لا أكثر لتعود بهم الذاكرة الى مرحلة الأحلام والتطلعات ليتصوروها جيدا فيزنوا الأمور بهذا الميزان، وليثقوا أن الله، ثم الدولة والمجتمع لن يكلوا الدعاء لما يتسببون فيه لمئات الألوف من خريجات وخريجي الجامعات والابتعاث الخارجي من الجنسين من آلام نفسية واجتماعية والسبب مقولة: الجامعات للتعليم لا للتوظيف وهي حجة واهية لعدم التنسيق المسبق، ولأن الدولة يجب ألا تذهب أموال الوطن دون عائد وفي محلها ولأن ما يرد من تقارير عن جودة التعليم المحلي وجدواه كما هو حال منتخبنا الكروي وألعاب القوى هو في أغلبه حبر على ورق. وقبل الختام والد الجميع -الله يطيل عمره على الطاعة- عندما يقول: أبشروا بالخير فمعناه أن الهم الذي يعيشه بعض أبناء وبنات الوطن المتعثرين وظيفيا من خريجات وخريجي الداخل والخارج سيحزم في أمرهم وهو بالتمام. وفي الختام: اللهم أدم الأمن والرخاء والاستقرار على ربوع وطننا، وأدم عزك وتوفيقك ونصرك على ولاة أمرنا، واحفظ جندنا على الحدود، وحقق لهم ما يتمنون، واجعلنا واياهم هداة مهتدين... آمين.