أعترف بأنه لم يسبق لي أن سمعت بمصطلح الشيلة إلا قبل فترة وجيزة. ولم أستمع لبعضها إلا من خلال قيام بعض الزملاء بإرسالها لي عبر الرسائل الخاصة. ولكن وللأمانة لم يستهوني هذا النوع من أساليب التغني بالشعر خاصة إذا ورد اسم منطقة أو قبيلة فيها. والسبب يعود كوني مصابا بعمى ألوان فيما يخص القبلية أو المناطقية. فهذه الأمور غير مناسبة وخاصة في وقتنا الحاضر. وزيادة على ذلك أن هذا النوع من أساليب الشعر أحس أنه جديد علينا فلا أذكر منذ أيام الدراسة وحتى الصفوف الثانوية ان سمعت عنه. ولكن هل من الممكن أن تكون شيلة في عرس من المفروض أن يكون ليلة كاملة من الفرح أن تقلب شيلة بسيطة حفل زواج إلى مأتم؟ في الحقيقة من الصعب أن نظلم الشيلة، بل يجب أن نعترف بأن هناك قصورا في الوعي لدى الكثير في مجتمعنا. المعطيات تقول: إن الشيلة ليست وحدها هي ما تسببت في مقتل مواطن سعودي قبل عدة أيام. بل هناك تغيرات بدأت تظهر في مجتمعنا وهناك موروثات أيضا لم يستطع مجتمعنا أن يتخلص منها رغم أن الكل يتحدث عنها بسلبية. ففي الوقت الحالي لا تكاد تمر فترة إلا ونسمع عن موت أحد المعازيم في زواج بعد أن تلقى رصاصة بالخطأ من أحد المحتفلين والذين يتلذذون بإطلاق النار بكثافة من مسدسات أو رشاشات بحوزتهم رغم منع الدولة مثل هذه الأمور. فما هو الداعي لإدخال أسلحة لحفل زواج من المفترض أن يكون خاليا من اي آلة قتل. وما الذي يجعل صغار وكبار السن يحملون سلاح الجنبية الحاد الذي لا مكان له في حفل زواج من المفروض أن يعمه الفرح. وهناك أمر آخر وهو أنه وفي وقتنا الحالي من المفروض وكما كان في السابق وهو أن كل من تتم دعوته لحفل زواج أو مناسبة أن يقوم بتقديم الواجب ويقوم بتكريم أصحاب الموجب بالحضور وترك ما يجري في المناسبة لأهلها. فإن كان هناك طرب أو عرضة أو أي نوع من الغناء فيتركه لأصحاب الشأن. لأن الاعتراض قد يفهم خطأ في ظل تواجد مجموعات كبيرة من الصغار والكبار وبمختلف الفهم والوعي. ومن الممكن فهم أي تعليق خطأ خاصة أن البعض وأغلبهم من الشباب لديهم نعرات وقلة وعي وتسرع في الحكم على كثير من الأمور دون تفكير في العواقب. وغير ذلك ففي الوقت الحاضر أيضا يجب أن تتم تربية النشء بأن لا أحد أفضل من أحد، بل إنه من الضروري احترام الآخر. وكذلك احترام المناسبة التي دعيت لها واحترام من فيها. فما حدث شيء مؤسف بسبب التبعات والنتائج الوخيمة. أولها مقتل رجل كبير في السن وتورط شاب في مقتبل العمر بجريمة قتل، ولا ننسى تفكك أسرة أو أكثر بسبب لحظة غضب كان من المفروض ومن الممكن أن يتم تجنبها.