يستمر الطقس حاراً جداً اليوم السبت، في معظم مناطق المملكة، وأشارت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إلى استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، التي تحد من مدى الرؤية الأفقية، على منطقة نجران، والجزء الجنوبي من شرق المملكة، وأوضحت هيئة الارصاد في تقريرها عن حالة الطقس اليوم السبت، أن الفرصة لا تزال مهيأة لتكون سحب رعدية ممطرة بمشيئة الله، تسبق بنشاط في الرياح السطحية، على مرتفعات جازان وعسير والباحة، وتكون السماء غائمة جزئياً إلى غائمة، على وسط المملكة وقد تهطل منها أمطار خفيفة. من جهتهم، يتوقع متابعون لأحوال الطقس، استمرار الاجواء شديدة الحرارة، على أن تتحسن تدريجيا بإذن الله، اعتبارا من الاسبوع الاول في سبتمبر المقبل، حيث يعد الاول من هذا الشهر، بداية فصل الخريف من الناحية المناخية، ويتزامن ذلك مع ملامح التغيرات الواضحة في طبيعة الغلاف الجوي، وفي هذه الفترة وفقا للمتكرر موسميا، يبدأ فصل الصيف بالرحيل، حيث تتسارع رحلة الشمس الظاهرية نحو الجنوب، أما من الناحية الفلكية فتُعتبر ظاهرة الاعتدال الخريفي، وتساوي الليل والنهار يوم 23 أيلول سبتمبر، هي الانطلاقة الفعلية لفصل الخريف، فيطول الليل بشمال الكرة الأرضية، وبالتالي اصطدام الكتل الهوائية الباردة القادمة من العروض العليا تدريجياً، بالهواء الساخن في مناطق شبه الجزيرة العربية وشرق المتوسط وشمال افريقيا، مؤديا الى حالات من عدم الاستقرار الجوي خلال شهور فصل الخريف: (سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر). وبحسب باحثين في مراكز الارصاد الاقليمية والدولية، يستمر ارتفاع درجات الحرارة، في معظم مناطق العالم حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل، في اشارة الى ان شهر تموز يوليو الماضي، كان الأشد حرارة منذ بدء الرصد والمتابعة في القرن التاسع عشر، حيث شهد صيف هذا العام مستويات ارتفاع غير مسبوقة خلال مائة عام الماضية، ويُوعز ذلك وفقا لهذه التقديرات، الى ما ساهمت به الغازات المسببة للاحتباس الحراري، واكدت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن عام 2016 يعتبر متميزا في تسجيل اعلى قيم للحرارة، فيما توضح وحدات التغير المناخي في الجامعات البريطانية، ان هنالك احتمالية انخفاض حرارة الأرض خلال العام المقبل 2017 ان شاء الله، مقارنة بالمستويات القياسية شديدة الحرارة التي دفعت كثيرا من الدول مؤخرا، إلى التوصل لاتفاق معني بعملية البدء في اجراءات عملية، لمكافحة مسببات التغير المناخي، وبحسب تقارير مناخية في هذه المتابعة، اطلعت «اليوم» على نسخة منها، ان الارتفاع الحاد والمتزايد في درجات الحرارة، اصبح مسألة تدعو للقلق، الذي يؤدي الى مخاطر محدقة بحدوث تقلبات مناخية متطرفة، وهو ما اعاد الجدل الى الواجهة في علاقة ذلك بظاهرة الاحتباس الحراري. الذي يعني وفقا للخبراء، تركيز الجهود الدولية في اطار تفعيل بنود قمة المناخ، التي تتمثل أبرز نقاطها في متابعة الجهود لوقف زيادة ارتفاع الحرارة، من خلال تحديد هدف الدرجتين المئويتين، ما يفرض التعامل المباشر مع المؤثرات المسببة للاحتباس الحراري، وذلك باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة، والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات، حيث أعلنت 186 دولة عن إجراءات تسهم الى تقليص انبعاثاتها من الغازات الدفيئة متوقعا خلال فترة 2025-2030، لكن حتى في حال نجاح هذه الخطوات المزمع القيام بها، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض، سوف يكون بنحو 3 درجات مئوية، الذي لا يمنع وفق تطلعات اتفاق قمة باريس للمناخ، من السعي نحو الهدف، من اجل التحكم في ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة بأسرع ما يمكن، والقيام بعمليات خفض سريع، ووصولا الى توازن بين الانبعاثات التي تسببها أنشطة بشرية، والانبعاثات التي تمتصها آبار الكربون، خلال النصف الثاني من القرن.