الأمومة عالم عظيم، وأجرها كبير عند رب العالمين، الأمومة عالم من الحب والدفء والعطاء، والامان وحماية الأبناء من كل سوء، الأمومة جنة والأم عالم من الحنان والمحبة للأبناء، ولقد أوصى سيد البشرية على الأمهات في حديثه وكرر مرارا أمك ثم أمك ثم أمك، وذلك لعظم فضلها وما تقدمه للابناء، من حماية ومحبة وخوف عليهم من مصائب الدنيا، ولكن قد نسمع أخبارا لا يصدقها العقل، وهو ما حصل اخيرا من سفر مجموعة من الأمهات مع صغارهم وأعمارهم لم تتعد السنوات العشر الى مناطق الصراع، وفي هذه الأوضاع التي من الصعب ان يتحملها انسان؛ لذلك نتساءل هل كانت ستدفعهم بالقوة لخوض أمور من الصعب ان يفهموها، هل كانت ستعرضهم للخطر نتيجة الأوضاع الصعبة التي فر منها من خاف على أولاده من خطر ما يحصل حولهم ما دفع والدهم للتبليغ عن مغادرتهم الوطن، وقامت الحكومة بإعادتهم للبلاد، ثم إيداعهم في إحدى الدور الاجتماعية. إنهم أبريا، يحملون أملا جميلا وحلما أجمل لخدمة الأرض التي عاشوا على ترابها وأكلوا من خيراتها، إن مستقبلهم وتعليمهم أمانة في عنق أبويهم، فأنا هنا أتساءل لماذا لم يتم منعهم ومراقبتهم من قبل الأب الذي هو حريص عليهم وله كل الشكر انه أنقذهم في اللحظات الأخيرة؟ إن تربية الأبناء أمانة عظيمة ويجب ان لا نغامر بحياتهم ونفرض عليهم أمورا لاعلم لهم بها، ان الأوضاع التي تعيشها بعض الدول العربية وما حصل لمواطنيهم وأطفالهم من تشرد وضياع نتيجة ظروف فرضت عليهم نتيجة الحروب الطاحنة والمشاكل التي يعيشونها في بلادهم تدعونا للدعاء، لهم وأن يفرج الخالق محنتهم. إن الجميع بحاجة ماسة لأن يعلم أطفاله ان التفاعل والاهتمام بالشعوب الأخرى هو تقديم المساعدات والمعونة وليس الذهاب الى أماكن الصراع والحروب، لذلك كانت إعادتهم وتحذيرهم من قبل الدولة واجب للحفاظ عليهم، إن الأوضاع بحاجة لأن يكون لدينا في مناهجنا ما يوضح بعض الأمورالتي يعيشها العالم، وما هو واجبنا نحوهم وكيف نساعدهم وما هو دور الجميع في الدفاع عن الوطن؟ يجب ان تكون معايشة لكل ما يحدث من أمور لكي لا يتلقى الطفل المعلومة من مصدر واحد وفكر واحد، إن جيل اليوم بحاجة للحوار والتوجيه والتضحية من أجل الوطن اذ يجب ان يسعد بطفولته ويتدرج بتفكيره عبر برامج ومناهج توضح ما حوله، ويجب ان يكون هناك حوارات أسرية بين الأهالي والمدرسين والمدرسات فالتقارب الفكري من أهم الأمور ليفهم ما يجري حوله، كم نحن بحاجة لعروض اجتماعية وثقافية ووطنية ترشد الصغار وتنور أفكارهم. إن ما يتعرض له هذا الجيل بحاجة ماسة للتفاعل من قبل الأمهات والآباء ويجب محاربة كل ما يشتت الفكر حول ما يجري حولنا. إن الجهل من بعض الناس وإهمال توجيه هذا الجيل سوف يضر بالمجتمع والوطن، يجب ان يتعايش الجميع صغارا وكبارا مع الأحداث بما يناسب افكارهم. ان الرأي الأوحد والتوجيه الخاطئ في كل الأمور يدمر ويضيع ويغضب رب العالمين. إن ديننا دين المحبة والرحمة والتعاطف، إن جهاد المرأة في بيتها وتربية أبنائها شرف عظيم يجب أن نساعد هذا الجيل ليعيش ويتعايش ويتعلم ويدرك ويستمتع بكل مراحل حياته بحب وأمان وسكينة، وأن نبعده عن كل ما يشوش فكره ويشتت عقله ليخدم دينه ووطنه بكل حب وإخلاص، إن الجميع مسؤول أمام الله.