العمل التطوعي من العوامل المهمة التي تساعد على تكوين شخصية الطفل، حيث تنمي فيه مبادئ وقيما تجعله عضوا نافعا لنفسه ولمجتمعه، مثل العطف والعطاء والتعاون، كما ينمي أيضا ذكاءه الاجتماعي.. فكيف ندرب أطفالنا على العمل التطوعي؟ العمل التطوعي سلوك إنساني لا بد أن يغرسه الآباء والأمهات في أبنائهم، فتدريب الأطفال على الأعمال التطوعية يشبع رغباتهم ويشغل فراغهم كما يشعرهم بالسعادة والراحة النفسية، كما يكسبهم الكثير من الخبرات وينمي القدرات الذهنية لدى المتطوع ويعطيه ثقة بنفسه. ويقول مختصون إنه يمكن تدريب أطفالنا على العمل التطوعي بعدة طرق، فمثلا يمكن تحفيزهم على إنجاز الأعمال بأنفسهم، ولا بد من تشجيعهم وتذكيرهم بفضل العمل الذي يقومون به ونزع الخوف من نفوسهم تجاه المشاركة في الأعمال التطوعية الإيجابية. حيث أجرى موقع «Psychology Today» دراسة على مائة الأطفال: خمسين منهم قضوا إجازتهم بالكامل في التنزه مع الأصدقاء، بينما قام الخمسون الآخرون بتقسيم إجازاتهم بين الترفيه والعمل التطوعي، وبعد انتهاء الإجازة أجروا اختبارات نفسية وصحية على المائة طفل، وقد كشفت نتائج هذه الدراسات عن الآتي: مستوى الضغط العصبى لدي المجموعة الثانية أقل من الأولى. حماس المجموعة الثانية لاستئناف الدراسة يفوق الأولى. أرجع المحللون النفسيون ذلك إلى أن أفراد المجموعة الثانية رأوا أناسا أقل منهم بكثير، فأصبحوا أكثر رضا عن حالهم. وهذه بعض النصائح والأفكار العملية لتحفيز أبنائك على التطوع: أشرك ابنك معك في فعل الخير، فمثلا اعطه الصدقة وكيف يعطيها للمحتاج بتواضع.. إلخ. دعه يتعرف على قصص لشخصيات خدمت أوطانها. علمه مساعدة الآخرين وخدمة الكبار. علمه الإحساس بالآخرين عن طريق رؤية الأقل منه حالا «زيارة المرضى، توزيع الطعام على الفقراء.. إلخ». خصص له مسئوليات يقوم بها حتى يتعود على تحمل المسئولية، كأن يساعد أخاه الأصغر في ارتداء ملابسه.. إلخ. تناقش معه في فوائد التطوع. اغرس فيه أن يكون صاحب رسالة ومبادئ. اكفل يتيما «مع بقائه في دار الأيتام»، اصطحبه للتنزه معكم، واصطحب أبناءك لزيارته بانتظام. شجعه على التطوع بشكل دوري. اربط التطوع لديه بحافزمحبب، كأن تصطحبه إلى نزهة بعد الانتهاء من العمل التطوعي، أو تشجعه على الذهاب مع أصدقائه. حث أبناءك على الادخار فى «حصالة الخير»، وبشكل دوري تفتحون الحصالة وتصطحبهم للتبرع بهذا المبلغ لأي عمل خير. اعقد مسابقة بين أبنائك وأصدقائهم، قسمهم إلى فرق وكلف كل فريق بمهمة تطوعية. كيف تشجع أبناءك على العمل التطوعى؟ الترهيب: طريقة مغرية لأنها قد تؤتي نتيجة سريعة، ولكنها مع الوقت تفقد تأثيرها وتترك آثارا نفسية سلبية. المكافآت المادية: مفيدة جدا في البداية ولكنها تفقد قدرتها على المدى البعيد، لأن الأبناء إذا اعتادوا عليها فلن يتحركوا إلا إذا كان هناك حافز مادي، بالإضافة إلى أنهم ربما يعطون العمل على قدر ذلك الحافز المادي فقط، هذه الطريقة تصلح أكثر مع السن الأصغر. التحفيز المعنوى: من خلال إقناعهم بفوائد التطوع لهم وللآخرين، وتعريفهم بثوابه، والثناء عليهم عندما يستحقون ذلك. والطريقة الأخيرة هى الأفضل، لأنها تعتمد على التحفيز الداخلى الدائم، بعكس الطريقتين الأخريين إذ تعتمدان على التحفيز الخارجي الوقتي، ومع هذا، يمكننا حسب سن الطفل وشخصيته أن نمزج بين أكثر من طريقة مع البعد عن أسلوب الترهيب. كيف تكون البداية؟ وينصح مختصون في العمل التطوعي ضرورة أن نجلس مع الأبناء وسؤالهم عما يحلمون به لأنفسهم فى حياتهم، وعما يتمنون رؤيته في منزلهم، مدرستهم، الحي الذى يعيشون فيه، مجتمعهم، أو حتى في العالم، وأن ندع الطفل يفكر في مواهبه، وكيف يمكنه أن يفيد بها الآخرين؟.. قد تكون هذه الجلسة هي البداية التي ينطلق منها ليختار العمل التطوعي الذى يخدم أهدافه.