أكد اقتصاديون ومحللون ماليون أن اقامة مهرجانات وفعاليات الصيف في مناطق المملكة تعد محفزات اقتصادية تساهم في نمو ناتج اقتصاد المملكة، خاصة وان الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أعلنت مؤخراً 13 مبادرة في برنامج التحول الوطني والذي يعد استكمالا لما تقوم به الهيئة من مشاريع سابقة قطعت الهيئة شوطا في التأسيس لها وتنفيذها، ليتوج برنامج التحول الوطني نجاح الهيئة في الاعداد لهذه المشاريع التي تمثل فرصا ناجحة وجاهزة للانطلاق. وأوضحوا ل «اليوم» خلال قراءة خاصة عن الأثر الاقتصادي لمهرجانات وفعاليات الصيف في مناطق المملكة ونتائج المبادرات المعلنة على المدى البعيد وكيفية تأثيرها في اقتصاد المملكة من خلال دعم السياحة المحلية ودورها الاقتصادي المهم لما تملكه من قدرة على إحداث تحولات اقتصادية في المملكة من خلال تنويع مصادر الدخل إلى جانب تنمية المناطق المختلفة وتوفير فرص وظيفية للمواطنين في مناطقهم. صناعة اقتصادية وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن الصنيع أن الأثر الاقتصادي لمهرجانات وفعاليات الصيف التي تشهدها مناطق المملكة يعد باكورة حقيقية وأثرا سيكون منعكساً على اقتصاد السياحة في ناتجه النهائي؛ كون السياحة في الوقت الحاضر تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي نظرا لما تحققه المبادلات السياحية من نتائج معتبرة، فالسياحة تعتبر صناعة اقتصادية تتسابق فيها الدول المتقدمة. وفي ذات السياق أكد عضو اللجنة السياحية في غرفة جدة، الدكتور فهد الغامدي، أن السياحة تعتبر رابطا اقتصاديا لأي دولة وواجهة حضارية، ولا يخفى على الجميع ان المملكة هي أرض الحضارات ومنشأ الحضارة الاسلامية، ولو تمت الاستفادة من الآثار في السعودية فسيزيدها زخما ونمو الاقتصاد، مشيراً الى أن ما يحدث يعد من أهم مسارات وتوجهات هيئة السياحة في ظل تراجع أسعار النفط تصبح الحضارة هي ركيزة الاقتصاد. الخدمات الفندقية من جهته قال الدكتور اسامة فلالي، المحلل المالي وأستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، ان السياحة تلعب دورا كبيرا في الجانب الاقتصادي لأي دولة، ونوه الى احتواء المملكة على كافة المقومات التي تجعل من السياحة بها منافسة لدول العالم، وكما أن عدد السياح في الدول الأخرى مثل فرنسا أو اسبانيا قد تجاوز ضعف عدد السكان. وشدد الدكتور فلالي بتوفر الخدمات الفندقية؛ لكونها من الخدمات المهمة، وكذلك الخدمات الأخرى كالطبية والغذائية وما إلى ذلك؛ لجذب اكبر عدد ممكن من السياح، مشددا على ان أهم مقومات السياحة هي الخدمات وأهم الخدمات هي الخدمات الفندقية. وأردف الدكتور فلالي قائلا: ان المملكة هي قبلة المسلمين ولديها استعداد لاستضافة عدد كبير من الحجاج والمعتمرين بطاقة استيعابية تقدر بحوالي 13 مليون شخص، ونحن لا نستطيع استقبال 20 مليون سائح في الوقت الحالي، فما يحدث في مكة والمدينة من استقبال عدد كبير من المعتمرين أو الحجاج تفتقر إليه أغلب مدن المملكة وهو وجود خدمات فندقية وغيرها. معللا ذهاب أكثر السياح لفرنسا وايطاليا إلى توفر الخدمات بكثرة في هذه المدن ولاعتنائها بأماكن السياحة لديهم. التراث ودعم الحرف من جانب آخر قال عضو اللجنة السياحية في غرفة جدة، مشعل النافع، ان إقرار برنامج التحول الوطني لمبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ورصد مبلغ 26 مليار ريال لدعم جميع مبادرات الهيئة التي عملت عليها بمجهودات جبارة منذ سنوات، خطوة كبيرة في افاق اقتصاد المملكة العربية السعودية ونتاج انعكاساتها كبير على الاقتصاد الوطني خصوصا وان المبادرات راعت الجانب التراثي والاهتمام بالمتاحف التراثية من خلال مركز خادم الحرمين للتراث، وتطوير وتأسيس الشركات المتخصصة لرعاية الحرف اليدوية وتمويلها من قبل بنوك محلية. ولا يخفى التطور السياحي ل4 وجهات سياحية في المملكة، والاهتمام بمختلف المناطق الساحلية وتطويرها، والاهتمام ببرنامج ما بعد العمرة والحج بزيارة مختلف المناطق السياحية، وكذلك دعم برامج التسويق السياحي في إطارخلق عنصر توازن لمناطق الجذب السياحي بالمملكة مما سينعكس بصورة ايجابية على تلك المناطق، ويساهم في استحداث وخلق الفرص الوظيفية في شتى المجالات. هذا وتشكل السياحة والتراث في المملكة العربية السعودية عنصرين مهمين من اقتصاد السعودية، ولذلك أولت المملكة العربية السعودية لهذه الهيئة اهتماما من حيث إعداد برنامج التحول الوطني لاستكمال مشاريع تنموية للارتقاء باقتصاد البلد.