طالب شيوخ المهن باقرار التعيينات الرسمية ومنحهم صلاحيات مطلقة وتأسيس مكاتب رسمية؛ ليتمكنوا من تأدية أدوارهم وأعمالهم المنوطة بهم على أكمل وجه. وأكدوا ان وجود شيوخ المهن يعتبر من أساسيات نجاح العمل الصناعي والمهني والتجاري، فقد اعتاد عليه التجار القدامى في أعمالهم، حيث من يقرأ عن تاريخ التجار سيجد ما يسمى شهبندر التجار، إضافة إلى أن وجود شيوخ للمهن يحافظ على المهن وعلى شرف المهنة فهم الذين سيكتشفون حالات الغش ومشاكل التجارة، فمثلا شيوخ التجار يحافظون على السوق وبورصة السوق تحت أنظمة وانضباطات معينة؛ للحفاظ على الأسعار، كما يقومون بحل الخلافات والمفاصلات بين التجار والمخاصمات بين العميل والتجار، فلكل تجارة عرف معين ونمط معين وعلى هذا الأساس لابد من توفر شيخ يمارس هذه المهنة مثل شيخ الصاغة شيخ التمارة وغيرهما. تعزيز الشراكة المجتمعية وأكد مساعد أمين الاحساء لتقنية المعلومات م. حمدان العرادي أن الأمانة وضمن التوجهات الرامية إلى تطوير منظومة الأعمال وتعزيز قاعدة الشراكة المجتمعية، اتخذت استعداداتها للبدء في عقد «انتخابات المهن البلدية» بهدف انتخاب شيوخ المهن في مجالات مختلفة، الأمر الذي سيُعزز من أهمية دور المجتمع في تطوير قنوات تقديم الخدمات البلدية، مشيراً إلى أن البداية في انتخابات المهن البلدية ستتمثل في اعادة انتخاب شيخ المعارض للسيارات سعياً للارتقاء بالخدمات المقدمة لسوق السيارات في الأحساء واعادة تنظيمها والمشاركة في تأهيل المعارض بما يتفق مع التطلعات المستقبلية للسوق، مبيناً انه يحق لكل ناشط تجاري في هذا المجال ومرخص له من قبل الأمانة لمزاولة المهنة المشاركة في هذه الانتخابات، بالإضافة الى انه يُمكن للمواطن المُمارس للمهنة لمدة لا تقل عن عام ويكون معدل عمره بين 30-65 عاماً ومشهود له بالاستقامة وحسن السيرة والسلوك واللياقة الصحية المُمَكنة له من أداء مهامه مع الالمام بالقراءة والكتابة الترشح للمهنة. ولفت العرادي إلى أن انتخابات شيوخ المهن البلدية ستتم توالياً خلال الفترة القادمة للعديد من المهن ومنها ( سوق الذهب، سوق الخضار، سوق التمور) وخلافها من المهن الأخرى. تنافس للكسب المادي وأشار عضو مجلس إدارة غرفة الأحساء ورئيس لجنة شباب وشابات الأعمال بالغرفة صلاح المغلوث الى أنه من المتعارف عليه ان شيخ المهنة أو رئيسها هو شخص حرفي وصل إلى مرحلة متقدمة في الخبرة والإتقان تمكنه من قياس قدرات العاملين في نفس قطاعه ليعطيهم التراخيص اللازمة للدخول إلى سوق العمل وليتولى بدوره «شيخ المهنة» الرقابة على أعمال الغش وتزييف العلامات التجارية والحكم في جودة مستوى المنتج وتحديد سعره بناء على الجودة وخاصية المنافسة العادلة، فغياب دور «شيخ المهنة» في مجتمعنا أحدث إرباكا في بعض الحرف خاصة في ما يتعلق بالنزاعات والمشاكل. ويرى المغلوث أن رئيس أو شيخ المهنة يمكن تطويره والاستفادة منه في إنشاء مدارس ومعاهد تؤهل بعض العمالة السعودية التي لم تجد نصيبها في الوظيفة وترغب في الحصول على عائد مادي مجز، مضيفا إن السعي الحثيث وراء منصب شيخ المهنة والتنافس الشديد عليه يأتي للاستفادة المادية، وليس سواها فتنظيم المزادات والحصول على العمولات يأتي على رأس المزايا التي يحصل عليها شيخ المهنة في حال انتخابه، وهذه ظاهرة غير جيدة وغيرة لائقة إطلاقا ولا تخدم القطاع المنتمي إليه هذا الشيخ، ومن المفترض أن تكون تلك العمولة لصالح العمل نفسه لاسيما أن هذه المهنة هي أصلا عمل تطوعي وغالبية المنتمين إليها من أصحاب الدخل الجيد. هذا وقد طالب المغلوث بضرورة وجود شيخ لقطاعات مهمة في الأحساء كشيخ العقار وشيخ التمور وشيخ المزارعين وشيخ الحدادين وشيخ الحرفيين وشيخ الصاغة وشيخ الورش، بالإضافة لشيخ المعارض الموجود حاليا، مع ضرورة أن تكون أدوارهم تحت مظلة اللجان القطاعية في غرفة الأحساء وبالتعاون مع الأمانة والجهات الأخرى ذات العلاقة؛ لكي يكون العمل منظما وموحد الجهود. تجار التأشيرات المهنية أما الخبيرالاقتصادي عادل المجحد فأفاد بأن شيخ المهنة مصطلح قديم كان يطلق على عميد أصحاب مهنة أو حرفة واحدة هو أخبرهم وكبيرهم الذي يمثلهم أمام المهن الأخرى، فكان لكل مهنة من المهن والصناعات معلموها وأصحابها، وكان يقال عن كبير أية مهنة «شيخ التجار». ومن هنا نتداول أسماء عائلات تبدأ بكلمة «شيخ» مثل شيخ النجارين وشيخ الحدادين وشيخ الصاغة. مضيفا: يتألف مجلس شيخ المهنة من عدة تجار ويعتبر شيخ المهنة رئيسهم، كما وتعقد مجالس لصالح الحرفة ويترأسها، ومن مهام شيخ المهن انه يعزز التواصل بين أهل المهنة ويحاسب حسابا عسيرا من أتى بإخلال في حق المهنة، كما ويقوم بإعطاء رتبة للمبتدئين الماهرين ويمكن أن يحصل على رتبة صانع أو يرتقي مباشرة إلى رتبة معلم. وأشار المجحد يعتبر هذا المنصب تطوعيا، غير أنه يتقاضى أجرا لدى المحاكم عند الفصل في قضايا الأمور التجارية وعند مشورته في جودة البضائع من مراقبي الحكومة، مبينا أنه قديماً كان لكل مهنة (شيخ) يُشرف عليها ويديرها وينظم شؤونها ويستقبل الراغبين في الإلتحاق بها، فلم يكن يتسلل لهذه المهن من هو (دخيل) عليها، وإذا حدث ذلك فرضاً فإنه يتم إدخاله في «القائمة السوداء» بمعنى حرمانه مرة ثانية من العمل؛ لأنه خدع الشيخ وحاول غشه. فكان هناك - على سبيل المثال - شيخ للسوق، وشيخ للحراج، وشيخ للخياطين، وشيخ للذهب، وشيخ للطباخين، وشيخ للصيادين، وشيخ للفواكه والخضراوات، وشيخ للجزارين، وشيخ للبنائين، وشيخ للنجارين، وشيخ للحدادين وغير ذلك من شيوخ المهن التي تتولى الإشراف على هذه المهن إشرافاً مباشراً - في الميدان والموقع - وليس عن بُعد فلا يستطيع - أي متطفل أو محتال - أن يقتحم مهنة ليس له بها صلة من بعيد أو قريب فكانت الأخطاء غير موجودة وإن وجدت أخطاء فهي بسيطة ويتم إصلاحها. واستطرد المجحد بقوله: انفرط عقد كل هذه المهن وغيرها مع إطلالة الطفرة وكثرة الأعمال والمهن والمشروعات وكذلك كثرة الأيدي العاملة - الوافدة - وغير المؤهلة والمدربة إلا القليل وضاع وسط الزحام - شيوخ المهنة - واحداً بعد الآخر، وساعد على ذلك تجار التأشيرات الذين يستقدمون عمالة سيئة في سبيل ما يحصلون عليه من أموال..! مؤكدا أن المشكلة التي قد لا يلحظها الكثير من المهتمين بإحياء هذا التراث المهني القديم - هو أن سيطرة الوافدين تقريباً على كل المهن ستجعل مهمة الانتخاب تواجه - بعض الصعوبات - نظراً لأن من يقود ويدير هذه المهن - هم الوافدون من كل الجنسيات العربية والأجنبية مع غياب شبه كامل للإدارات المعنية أو غياب كامل لأبناء البلد عن هذه المهن. مبينا أنه إذا كنا نريد إعادة أبناء المهن لمهنهم فعلينا أن نستعيد المبادرة ونوحد الجهود من جديد فإن الأمر يتطلب إجراءات كثيرة وطويلة تعيدنا لجو هذه المهن مرة ثانية بالتنسيق مع الإدارات الحكومية المعنية وزارة العمل وزارة التجارة والصناعة والتدريب المهني الغرف التجارية ورجال الأعمال. وعن شروط انتخاب شيخ مهنة تطرق المجحد إلى عدة شروط أهمها أن يكون قد اشتهر بحسن الأخلاق والطيبة وامتاز بمعرفة أصول الحرفة، كما لا يشترط بكونه أكبرهم سنا ولا من الشيوخ بل يجوز أن يكون حديث السن وأن يكون جامعا حسن الصفات والخبرة العملية، كما أن بعض الحرف تنتقل مشيختها بالوراثة من الأب إلى الابن شرط أن يكون بسماح شيوخ المهنة حتى لا يخالف شرط الانتخاب حتى أنهم إذا ارتأوا انتخاب غيره قاموا بذلك.