عبداللطيف النمر الدمام – إبراهيم جبر هناك غسيل أموال في محال للذهب يديرها وافدون أكد ل «الشرق» رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة المنطقة الشرقية «سابقاً»، الشيخ عبداللطيف النمر، وهو أحد كبار العقاريين في المملكة الآن، وجودَ «مافيا» في تجارة الذهب من الوافدين أزاحت السعوديين من السوق، داعياً الشباب السعودي إلى أخذ مكانهم الطبيعي في جميع الأسواق، وليس في سوق الذهب فقط، قائلاً «عندما تسافر لأي بلد في العالم تجد أن صاحب المطعم، وبائع اللحم، وبائع السمك، وسائق سيارة الأجرة، جميعهم من أبناء البلد، فلماذا نسخر نحن من الحرفيين، ويعزف أبناؤنا عن مزاولة الحرفة، وهي عماد المجتمع»، مؤكداً «هنالك خلل». «حلم الوظيفة» ووجه نصيحته إلى الشباب السعودي قائلاً «اتركوا يا أبنائي حلم كرسي الوظيفة الرسمية، أو غيرها، فلا توجد دولة في العالم تستطيع توظيف كل أبنائها. توجهوا إلى الأسواق والحرف، واعملوا بأيديكم، واجتهدوا حتى تستطيعوا منافسة غيركم. انظروا يا أبنائي إلى الصين، وكيف غزت العالم عندما اشتغل شبابها بالحرف والتجارة». الماس المغشوش وحول ظاهرة التستر التي ساعدت على السيطرة على أسواق معينة في المملكة، قال «المتستر مجرم في حق الوطن، ولا أحد يغفر له فعلته، فهو يضر بالمواطنين والبلد، ويُمكِّن غير السعودي من ممارسة التجارة. أنا تاجر، وأدعو الشباب إلى ممارسة التجارة، ففيها تسعة أعشار البركة، ولا تقلْ ليس لدي رأس مال، بل توجه إلى سوق الخضار، واشترِ ثلاثة صناديق برتقال، وقم ببيعها، واشترِ سبعة، وهكذا، ولا تستعجل النجاح، ولا تخجل من الاستفادة ممن هم أكثر خبرة منك». وحول استغلال بعضهم لجهل المواطن بالماس والأحجار الكريمة، والغش فيها، قال «أنصح من يريد شراء الماس والأحجار الكريمة ألا يشتريها إلا من محل معروف وموثوق، وأن يحتفظ بفاتورة الشراء، ويطلب كتابة مواصفات ما اشتراه، ليضمن حقه عند غشه». غسيل أموال وعن عدم تفعيل قرار سعودة محلات الذهب، أفاد «أنا من أكثر الذين نادوا بسعودة محلات الذهب، لأنه حساس، وثروة وطنية، وكنت أحث زملائي في مجالس الغرف المحلية والوطنية لكي يتم تفعيل هذا القرار، وأؤكد ما تناوله بعض الأخوة أن بعض محلات الذهب التي يديرها وافدون عبارة عن غسيل أموال، وتجارة سجل وهمية، ويجب أن لا تمنح سجلات تجارة الذهب إلا لأصحاب الأسماء النظيفة فقط». شيخ الحرفة وعن شيوخ الحرف بين الأمس واليوم، قال «اختفت، مع الأسف، فشيخ الحرفة أصبح الآن «حبراً على ورق»، وأصبح «بصَّاماً»، يطلب منه أن يبصم فيبصم، فالصلاحيات بيد وزارة التجارة، أتمنى إعادة تفعيل شيوخ المهن، وأن يمنحوا صلاحيات للإبلاغ والضبط والإغلاق، بمعاونة من الجهات الرسمية، كي يتعافى السوق المحلي، وتنتهي سيطرة الوافدين والمافيا على أسواقنا». وحول تعرضه لعمليات نصب، أو سرقة، قال « ذات مرة، بعت إلى محل صفقة كبيرة من الذهب، وعندما رجعت إليه بعد الصلاة، وجدت المحل مغلقاً، فعدت في اليوم الثاني لأتفاجأ بأن المحل لايزال مغلقاً، فاتصلت بصاحب المحل السعودي، وسألته عن البائع، فقال إنه سافر. ولذلك أنا أطالب الدولة بأن تضع يدها بشدة على المتسترين، وتنتبه لهم، لأن الذهب ثروة وطنية». تعادل الكفة وعن نسبة السعوديين في بيع الذهب، أوضح «كانت سابقاً مائة في المائة، وتراجعت إلى ثلاثين في المائة، وستتلاشى (الثلاثون) بعد سنوات إذا لم تلتفت الجهات المختصة لهذا الأمر، والضحية هو المواطن البسيط الذي لا يعرف إن كان يشتري ذهباً جيداً، أم مغشوشاً». وعن حجم سوق الذهب في المملكة، قال «كان السوق السعودي يحتل المرتبة الرابعة دولياً، ثم تراجع للمرتبة ال 19، وبعد أن كان المركز العالمي لتجارة الذهب في المملكة، انتقل قبل سنة إلى الهند، وتفوقت علينا في التصنيف العالمي نتيجة تراجعنا في جلب وتداول الذهب الأصفر». وحول اندثار مهنة «الصاغة» في بعض الأسرالمعروفة، ومنها عائلة النمر، قال «جيل أبي، وجيل الحرفيين، انتهوا الآن، وجيلنا لم تعد لديه الرغبة بالعمل ك(صاغة)». مؤكداً أن جيل الأبناء لا يوجد منهم من يستطيع إصلاح (خاتم مقطوع). وكثير منهم يميل للعمل في التجارة، وإذا تمت مضايقتهم من الوافدين سنخرجهم أيضاً من سوق التجارة، ولذلك أقول أعطوا أولاد البلد الفرصة أن يرجعوا لسوق التجارة بشكل عام، حتى تتعادل الكفة على الأقل ما بين الوافد المتستر عليه، والسعودي ابن الوطن».