من المسلمات في التجارة، أنه بقدر ما تحسن تقديم الخدمة، نوعاً وتعاملا وسعرا منافسا، بقدر ما تحقق من النجاح في مشروعك التجاري، مادياً ومعنوياً، حيث ان الناس في مختلف مجتمعاتهم، لا يستغني بعضهم عن بعض، ولا يترك بعضهم التعامل مع بعض للاستغناء. فمثلاً عندما ترغب في قضاء وقت طيب وأنت تتناول الطعام بصحبة الأسرة أو الأصدقاء في أحد المطاعم، فإنك تفكر في أمور كثيرة، وقد يكون بعضها بسيطا إلا أن له أهمية، لإضفاء بعض البهجة والرضا على نفوس الرواد، من نظافة المكان، وجمال التصميم، وحسن الاستقبال، بالإضافة الى الاهتمام بالطعام وحسن تقديمه بالشكل المطلوب، عندها تدفع المبلغ المطلوب بكل سرور وامتنان، بعكس لو لم يتوافر الجو المناسب، سوف لن تعود إليه مرة أخرى، بل سوف تتحدث عن هذه التجربة سلباً أمام الآخرين، وهذه بداية فشل المشروع. وقس على ذلك جميع الخدمات التي تقدم للآخرين، لأننا نتوقع عند طلب الخدمة، ان تقدم بالصفة التي نتوقعها، فالتاجر لا تروج بضاعته ولا يألفه الناس ليتعاملوا معه، إلاّ إذا كان سمحاً ليّناً، يعامل الناس برفق وإحسان، ويصدق مع من يتعامل معه، ويوفي الكيل والميزان، متأسياً بدلالة هذا الحديث: (رحم الله امرأ سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى). لذلك نجاح الأعمال التجارية، يعتمد بعد توفيق الله على التخطيط السليم، أخذاً بالمثل القائل «التجارة شطارة»، ومن واقع الحياة فالتجارة فن وذكاء، فاذا علمنا أن الشهير( بيل جيتس) صاحب شركة ميكروسوفت يقول: لقد درست الهندسة في الجامعة ولكني لم أنجح ونجح صديقي واليوم أصبحت أنا صاحب أكبر شركة في العالم وأصبح صديقي موظفاً عندي. من الأمور المهمة الإعلان الجيد الذي يجعل السلع تتحدث عن نفسها، وهو الذي يجعل العملاء يستطيعون الوصول إليها، لأنه يستحيل على الناس القيام بشراء شيء لا يعلمون عنه شيئا، كذلك من الصعوبة ان يذهب أحد يبحث عن سلعة في مكان لا يعلم إذا كانت تباع فيه أم لا، وبدون الإعلان تبور السلع. خلاصة القول زمن الدخول العشوائي، في الأعمال التجارية، صار من الماضي، وأصبح الأسلوب الاحترافي القائم على الدراسة والتخصص ودراسة الجدوى، هو المطلوب لضمان النجاح، والبعد عن شبح الفشل.