كشفت دراسة جديدة سبب إصابة بعض الأسر بأنواع مختلفة من السرطان عن طريق تحليل الجينات الوراثية. وأثبت تحليل عينات من 1100 مريض بنوع نادر من السرطان معروف بالساركوما أن نصف الحالات وُلدت بطفرات وراثية من شأنها زيادة خطر الإصابة بالسرطان. وقالت الدراسة، التي نُشرت في مجلة لانسيت أونكولوجي المتخصصة في علم الأعصاب: إن تلك الطفرات يمكن أن تكون أهدافا للعلاج في المستقبل. كما أشارت إلى أنه اعتمادا على الاكتشاف الجديد، يمكن توفير الفحص والإرشادات اللازمة للأسر التي يعاني أفرادها المرض. وهناك علاقة بين الطفرات الوراثية وسرطان الثدي، والمبيض، والمثانة، وغيرها من أنواع هذا المرض، والتي كشفت الدراسة أنها من الطفرات الوراثية المنتشرة بين المصابين بالساركوما. وقال باحثون: إن نتائج الدراسة ساعدت على تكوين صورة واضحة للعوامل التي تؤدي إلى انتقال خطر الإصابة بالسرطان عبر الجينات الوراثية. وقال إيان جودسون، رئيس الفريق البحثي المعد للدراسة في معهد أبحاث السرطان في لندن: «سوف نحتاج إلى التفكير في الوراثة بطريقة مختلفة». وأضاف: إنه «أحيانا نكون على ثقة بأن أمرا ما يتعلق بالعائلة، لكن النماذج المتوافرة لمعايير خطر الإصابة لا تتناسب مع الطريقة التي نفكر بها». وأكد أنه من الممكن بعد ظهور نتائج تلك الدراسة أن يتوصل الأطباء إلى العوامل الوراثية المسؤولة عن الإصابة بالسرطان من خلال اكتشاف بعض الطفرات الوراثية. والإصابة بالساركوما معروفة بأنها قد تتطور إلى إصابة بسرطان العظام، أو العضلات، أو الأنسجة المرنة في الجسم. ونظرا لأن الإصابة بهذا النوع النادر من السرطان متفشية بين الأطفال والشباب بنسب شفاء ضعيفة، قرر الفريق البحثي البريطاني المعد للدراسة أن يكتشف المزيد من العوامل الوراثية المسؤولة عن الإصابة بسرطان الساركوما. ويتعرض أكثر من 300 ألف شخص في بريطانيا إلى الإصابة بالساركوما. وحلل الباحثون المشاركون في الدراسة تتابع الحامض النووي ل 72 جينا وراثيا على صلة بخطر الإصابة بالسرطان لدى 1162 مريضا بالساركوما. وكشف التحليل أن خمسة من بين هؤلاء المرضى لديهم طفرات أو عيوب وراثية في أكثر من جين من الجينات التي خضعت للتحليل، والتي توصل الباحثون إلى أنها على صلة بالإصابة بالسرطان. وأشارت النتائج إلى أن المرضى الذين يعانون طفرة وراثية في أكثر من جين من جينات السرطان يكونون عرضة للإصابة بالمرض في سن أصغر ممن لديهم طفرة وراثية أو عيب وراثي واحد. وقال جودسون إنه حال اكتشاف هذه الطفرات، يمكن للأسر التوجه لإجراء فحوص وراثية والحصول على الإرشادات الطبية الضرورية. وقالت سارة ماكدونالد، مديرة مركز دراسات الساركوما في بريطانيا: «إذا تمكنا من التعرف على الأشخاص الذين ترتفع لديهم درجة خطر الإصابة بالساركوما، فسوف نحصل على كشف مبكر عن الإصابة وعلاج أكثر فاعلية لتلك الأورام».