ادانة مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الانسان للنظام الايراني على خلفية اعدامه 20 شخصا بعد محاكمات جائرة، ليست الادانة الوحيدة التي تصدر ضد حكام طهران لاستهانتهم بحقوق الانسان، وضربهم عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية، فهم متهمون دائما بارتكاب جرائم شنيعة تمثل ارهابا يمارس على مرأى من سمع العالم ونظره، فالنظام الايراني لا يزال يستمرئ تلك الممارسات ضد أبناء الشعب الايراني وضد غيرهم. ولعل من أغرب الغرائب ازاء الادانة الجديدة تبجح النظام الايراني بأن اقدامه على الاعدامات يرتبط باتصال المعدومين بعمليات ارهابية، ومن المدهش بالفعل أن يدان أولئك بممارسة الارهاب ويعدمون بسببه، والتهم باطلة من أساسها، بينما يرتكب النظام الايراني مجازره الفظيعة ضد الايرانيين وضد غيرهم من أبناء المنطقة جراء تدخله السافر في الشأن الداخلي لكثير من دولها. وقد حامت الشكوك في نزاهة المحاكمات التي تمت ضد أولئك الأبرياء، غير أن النظام الايراني الذي ما فتئ يستهين بالمواثيق الدولية وحقوق الانسان لم يعبأ بتلك الشكوك، ولم يحترم الاجراءات القانونية الواجب اتباعها أثناء المحاكمات، بما يدل دلالة واضحة وأكيدة على أن الظلم وقع بحق أولئك الذين اتهمهم النظام بممارسة الارهاب، بينما يمثل هو رأس الارهاب داخل ايران وخارجها. تصدير الثورة الايرانية يمثل ارهابا، وتدخل ايران في الشأن الداخلي لكثير من دول المنطقة يمثل ارهابا، وتنصيب النظام لحزب الله اللبناني الارهابي ليمثله وينطق باسمه يمثل ارهابا، والاعدامات الأخيرة بحق أولئك الأبرياء المتهمين زورا وعدوانا بممارسة الارهاب تمثل ارهابا، والتنصل من الارهاب الذي يمارس من قبل النظام الايراني هو ألعوبة لا هدف من ورائها الا ذر الرماد في العيون، وخلط الأوراق أمام أنظار الرأي العام في كل مكان. ومن المدهش في الاعدامات الأخيرة وغيرها من الاعدامات السابقة أن النظام الايراني يتذرع بممارسة من تصدر بحقهم الأحكام الجائرة أنهم يمارسون الارهاب، وهم من هذه الظاهرة أبرياء، غير أن حكام طهران تعودوا على خلط الأوراق أمام العالم والادعاء بأنهم يمثلون العدل والحق والحرية، وهو ادعاء يحاول شرطيهم في المنطقة المتمثل في حزب الله الارهابي اشاعته والترويج له. يستشف من المحاكمات الجائرة التي جرت لأولئك المتهمين قبل اعدامهم أن التهم التي وجهت لهم فضفاضة ومبهمة ولا أساس لها من الصحة، بما يعني أن النظام الايراني بهذه التجاوزات المكشوفة يمارس ازدراء واضحا لحقوق الانسان ويحاول تهميشها تماما، وقد اتضح ذلك من خلال الابتعاد عن المحاكمات النزيهة التي كان يجب أن تمارس مع أولئك الأبرياء الذين زهقت أرواحهم ظلما وعدوانا على أياد ملطخة بدماء الأبرياء من الايرانيين وغيرهم. الاستنكار الأممي الجديد يضاف الى سلسلة من الاستنكارات الموجهة لحكام طهران وهم يمارسون أبشع الجرائم ضد الانسانية وضد حقوق الانسان وضد حرية وكرامة أبناء الشعب الايراني، وضد حرية واستقلال الكثير من الشعوب التي منيت بالتدخل الايراني السافر في شؤونها، فالاستنكارات عديدة ضد أولئك الحكام الذين ما زالوا يمارسون أبشع ألوان الارهاب ويتهمون من يعارض سياستهم الدموية الجائرة بالارهاب وهم بريئون منه.