يصوت مجلس الوزراء الاسرائيلي الامني المصغر يوم غد الاحد المقبل على مقترح قدمه وزير المواصلات الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، لبناء جزيرة اصطناعية على بعد 4 كيلو مترات من شاطئ غزة، وعليها ميناء ومنشآت طاقة ومطار لنقل البضائع إلى القطاع المحاصر منذ عام 2006. وقد لقي المقترح دعما من قبل منظومة الدفاع، التي تقلقها احتمالية اندلاع حرب جديدة في غزة بسبب انهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة والفقر وتدني مستوى الخدمات الاساسية جراء الحصار الإسرائيلي الخانق. وأضاف كاتس خلال مقابلة اجرتها صحيفة «جروزالم بوست» إن «العالم يرى أن غزة هي مسؤولية اسرائيل»، قائلا إن السماح ببناء الميناء سيسهل على المواطن الغزي العادي كسب لقمة عيشه، وسيحسن مكانة اسرائيل الدبلوماسية العالمية». وقال «ان هذا لن يغير عقلية أيديولوجية حماس ولكن السماح لغزة بالتجارة مع العالم بالتأكيد لديه الامكانية ان يقيد حماس عن طريق تمكين الغزيين من تصدير البضائع للخارج واعطائهم أفق اقتصادي جديد». وأضاف «ان هذا سيضعف قبضة حماس على السيطرة، حيث سيفقد النظام الإسلامي قبضته الحديدية المطلقة على المليونين نسمة في غزة، فالوضع الحالي لا يمكن الدفاع عنه، وانه يجب على اسرائيل ان توافق وتبدأ ببناء الميناء، مشيرا الى ان اسرائيل لن تدفع تكاليف هذا الميناء». وقال كاتس ان بناء الميناء سيكلف حوالي 5 مليارات دولار، مضيفا ان شركات القطاع الخاص ستتكفل بكيفية تمويل الميناء وسيتم ربط الميناء بالبر عن طريق جسر ونقطة أمنية وستكون لاسرائيل حقوق حصرية بمراقبة وتفتيش جميع السفن والمستودعات، التي تصل الميناء، مؤكداً ان هناك تواصلا مع جهات دولية حول هذا الموضوع. وسيمتد الميناء على جزيرة بمساحة 8 كيلو مترات، وسيستغرق بناء الميناء قرابة خمس سنوات. وعقب الدكتور نبيل شعث مسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح وزير الخارجية والتخطيط الفلسطيني السابق على المقترح الاسرائيلي بالقول: «اسرائيل لا تستطيع ان تبني هذا المشروع الا بقوة انها سلطة محتلة لانه مخالف لقوانين البحار ومنظمة التحرير موقعة على هذا القانون، فلا احد يستطيع ان ينشئ ميناء دون التفاوض مع كل جهات البحار في العالم، وهذا المشروع يجب ان يكون بإشراف دولي من خلال حكومة فلسطينية واحدة تديره كما في معبر رفح». واضاف شعث «نحن لسنا ضد اقامة ميناء في غزة، لكننا نريده ميناء فلسطينيا يكرس الوحدة ولا يكرس الانفصال بين غزة والضفة الغربية كما تريد اسرائيل، لذلك سوف نتوجه لكل دول العالم للقول ان هذا مشروع للفلسطينيين، السلطة هي لها الحق في انشائه وتشغيله». واكد شعق ان اقامة ميناء يكون هدفه الانفصال بين الضفة وغزة هو مرفوض.