كشف وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج الحقباني، عن وجود تستر هائل في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وأنه جارٍ العمل على دعمها من أجل عدم السماح للمتسترين بالاستفادة من الدعم الذي تقدمه الوزارة، كما نفى معرفة أعداد الممارسين للتوطين الوهمي كونه اتفاقا بين الطرفين على توقيع العقد، وبالتالي لا تستطيع الوزارة اكتشافه. وأشار إلى أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عمدت إلى تطوير «نطاقات» إلى «نطاقات الموزون» لمحاصرة التوطين الوهمي، وذلك من خلال احتساب أربعة متغيرات إضافية منها: متوسط رواتب السعوديين، ومشاركتهم في المناصب القيادية، ومعدل استقرارهم، وكذلك مشاركة الإناث. وقال على هامش تدشينه البوابة الوطنية للعمل «طاقات» البارحة الأولى في الرياض، إن الجهة المعنية بنشر معدلات البطالة هي الهيئة العامة للإحصاء، إلا أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ستعمل على نشر معدلات البطالة، لكنها لا تعبر عن طالب العمل ولا البطالة، موضحا أن النشر سيكون لعدد الذين عرضت عليهم الوظائف، والذين قبلوا أو رفضوا. وذكر الدكتور الحقباني أن وزارته ألزمت كل طالبي «التأشيرات» بعرض الوظائف أولاً على طالبي العمل من المواطنين، كما سيتم نشر تقارير أسبوعية لسوق العمل، وذلك عبر البيانات الخاصة من بوابة «طاقات»، مبيناً أن التقارير تعبر عن واقع طالبي العمل وعددهم وعن التخصصات المطلوبة، إضافة إلى عدد الوظائف المقبولة أو المرفوضة. وفيما يخص تقليص ساعات العمل، أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن الموضوع مازال قيد دراسة المقترحات الواردة من القطاع الخاص ومن طالبي العمل، مبيناً أنه على ذلك تم عقد العديد من ورش العمل، وستعمل الوزارة بالرأي الذي يحقق المصلحة العامة. وذكر أن مستوى الوعي لدى الشباب السعودي ارتفع عن السابق للحصول على الوظيفة الحكومية، وأن هناك تعاونا مع القطاع الخاص على تهيئة فرص عمل لائقة لجذبهم للعمل فيها، للاستغناء عن انتظار فرص العمل في القطاع الحكومي، مشيراً إلى أن معدل نمو التوظيف في القطاع الحكومي أصبح متناقصا نتيجة لاكتفاء معظم الأجهزة الحكومية بالكوادر البشرية، والدور قائم حالياً على وزارة العمل والتعليم على تهيئة عنصر العمل السعودي على أن يكون مشاركا حقيقيا في القطاع الخاص وليس الحكومي. وفيما يتعلق بإغلاق المحلات الساعة التاسعة مساءً وربطها بتوظيف النساء من الوظائف، قال الدكتور الحقباني: «نحن لدينا نية لنرفع مساهمة المرأة السعودية في كل مكان، تحت شرطين مهمين أولهما أن يكون العمل في بيئة آمنة، والثاني أن يكون العمل لائقا، والمملكة تخسر الكثير في حال عدم مشاركة المرأة». ولفت إلى أن الشباب السعودي أثبت جدارته في «قطاع الاتصالات»، مطالباً بعدم التسرع في الحكم، بسبب أن التجربة مازالت في البداية، وقال: «أتابع بشكل يومي تقارير الزملاء وهم حريصون على ألا نكتفي بالتوطين، وإنما ماذا سيحدث بعد تاريخ 12/1 حتى يكون 100%، وسنطلق قريباً التفتيش المجتمعي الذي سيسمح لكل أفراد المجتمع بالإبلاغ عن المخالفات، ونظام العمل أعطى وزير العمل صلاحية إعطاء المُبلغ مكافأة نظير تبليغه». وحول سعودة سيارات الأجرة ووكالات السيارات، أوضح الحقباني أنه يجب عدم التسرع في الحكم على نجاحه في عمل السعوديين، ونظراً لوجود سوق بهذه الحالة ويخضع بسيطرة شبه كاملة للعمالة الوافدة، لذلك كي تنجح فأنت بحاجة إلى ضمان مسببات النجاح. وأضاف: «وكالات السيارات ربما تكون مماثلة لقطاع الاتصالات لكن ليس أنا فقط من اتخذ القرار، وأنا لا بد أقدم التحليل الكمي واتشارك مع زملائي أصحاب المعالي المعنيين بهذه الأنشطة، وإذا اتفقنا جميعا على أن هذا القطاع جاذب للسعوديين فنسعوده». وبالعودة إلى البوابة الوطنية للعمل «طاقات»، قال الدكتور الحقباني، إن البوابة ستعيد هيكلة سوق العمل سيراً مع برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق من رؤية المملكة 2030، لافتاً النظر إلى أن «طاقات» ستسرع من وتيرة توظيف السعوديين والسعوديات وتمنح أصحاب العمل ميزة الحصول على موارد بشرية وطنية مؤهلة بدلا من الاتجاه لجلب الوافدين من الخارج. وتطرق إلى أن «طاقات» ليست مجرد بوابة إلكترونية فحسب وإنما اداة لتقييم وتشخيص سوق العمل، من واقع تزويد الباحثين والباحثات عن عمل بالفرص الوظيفية المتاحة والبرامج التدريبية المناسبة لمسارات السوق، فضلاً عن تقديمها خدمات متكاملة لكلا أطراف الإنتاج، ومن ذلك توجيه شركائنا أصحاب العمل بتقديم كل طلبات الاستقدام على بوابة العمل باعتبارها عرضا للوظائف المطلوبة بغية الاعتماد على العناصر الوطنية وتقليص استقدام العمالة الوافدة. وأضاف: «سنستمر ونعمل مع شركائنا في وزارة الخدمة المدنية على أن تكون هذه البوابة ليست للتوظيف في القطاع الخاص فحسب، وإنما في الحكومي أيضاً، وهذا ما حرص عليه وزير الخدمة المدنية الذي دعمنا دعما كبيرا في هذه البوابة وحرص أيضاً أن تكون موحدة للتوظيف وسيتحقق ذلك». وزاد: «ستكون البوابة الوطنية للعمل رافدا مهما لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة والأبناء الأيتام والأسر الضمانية وأفرادها، وكذلك الأسر المنتجة من الوفاء باحتياجاتهم وتطلعاتهم، كما أن طموحي وطموح زملائي في صندوق تنمية الموارد البشرية،، خصوصا ومنظومة العمل والتنمية الاجتماعية عموما هو طموح كبير على هذه البوابة، وأتطلع أن نستثمر كل ما فيها لقيادة رؤيتنا المستقبلية وتطوير سياساتنا وتشريعاتنا التي تنظم سوق العمل». واستطرد بقوله: «بالأمس أطلقنا «نطاقات الموزون» لنغير مفهوم التوظيف من التوظيف الكمي إلى التوظيف النوعي واليوم جمعنا أصحاب العمل والعمال في ملتقى واحد لنحقق الكثير من خلال البوابة الوطنية للعمل طاقات». من جهته، أكد الدكتور عبدالكريم النجيدي، مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، أن اطلاق «طاقات» يأتي ادراكاً من القيادة الرشيدة بأهمية الاستثمار في الموارد البشرية كونها أحد أهم مقومات التنمية المستدامة، والمساهم الرئيس في عجلة التنمية الاقتصادية التي تشهدها بلادُنا، إذ تسعى حكومة المملكة لتوفير الخدمات وتسخير الإمكانات للمواطن، من خلال تهيئة بيئة عمل تنافسية غنية بفرص العمل المتنوعة والمجزية. وأبان، بأن البوابة جاءت ضمن استراتيجياتِ دعم التوظيف، لمواكبة رؤية المملكة الطموحة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، التي تهدف إلى توفير فرص توظيف مجدية لأبناء وبنات الوطن من الباحثين والباحثات عن عمل، وخدمة اصحاب العمل والمنشآت في توفير موارد بشرية وطنية منتجة، وإشراك كل شرائح المجتمع في هذه الفرص، وإيجاد بيئة مهنية محفزة تمكن المواطن السعودي من العمل ليحقق ذاته وطموحه أولاً، ويسهم بقوة في تنمية الوطن الاقتصادية ثانياً. واستطرد قائلا: «إن هذه البوابةَ التفاعلية التي تعد أكبرُ شبكة لسوق العمل في المملكة تساهم في إدارة السوق عبر منصة إلكترونية معلوماتية متكاملة تشتمل على أهم خدمات سوق العمل المرتبطة بالتدريب والتوظيف والتأهيل». وعن خدمات البوابة تحدث النجيدي، أن البوابة توفر حالياً خياراتٍ وظيفية ومهنية متعددة ومتنوعة، وسيزداد عدد الوظائف المتوافرة تدريجياً على البوابة الوطنية للعمل، حيث ستقوم جميع المنشآت، ببدء رحلة البحث عن الموظف المناسب من خلال البوابة ليتم توفير هذا الاحتياج من خلال المتوافر من الموارد البشرية الوطنية، على أن يتحول هذا الطلب إلى طلبٍ لاستقدام الأيدي العاملة من الخارج، عند عدم توافر الكفاءات الوطنية المؤهلة لسد احتياج المنشآت من الموارد البشرية، ما سيزيد من الفرص الوظيفية والخيارات المهنية المتاحة لطالبي وطالبات العمل من أبناء وبنات الوطن. كما ستعمل البوابة كمرآة لسوق العمل، من خلال التقارير التفصيلية، التي سيتم اصدارها حول المؤشرات الأساسية لسوق العمل، ما سيسهم في دعم اتخاذ القرارات الخاصة بسياسات واجراءات سوق العمل، كما سيسهم في تزويد المهتمين والباحثين في قضايا سوق العمل ببياناتٍ تفصيليةٍ حول مؤشرات السوق وتوجهاته. ونحو رؤية «هدف» أكد النجيدي، أن تنمية وتطوير وتأهيل الشباب هي بالتأكيد أساس رؤية مشتركة وتنسيق وتعاون دائم بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وصندوق تنمية الموارد البشرية والقطاع الخاص، حيث تلتقي جهود هذه الجهات في هذه البوابة لتنمية القوى العاملة الوطنية ورفع قدرتها التنافسية، وتطوير مهاراتها وخبراتها، والاستفادة منها في إدارة سوق العمل وتنظيمه لدعم اقتصادنا الوطني. وتمنح البوابة الوطنية للعمل السعوديين والسعوديات فرصة الحصول على الوظائف وفقاً لنظام العمل السعودي الذي أعطى الأفضلية في التوظيف للمواطنين، والتقنين من استقطاب الموارد البشرية من الخارج، حيث لن يتم إصدار أي تأشيرات عمل لاصحاب الأعمال قبل التأكد من عدم وجود المواطن، الذي تتناسب مؤهلاته مع الوظيفة المطلوبة، وفي حال لم يتوافر السعودي المناسب للوظيفة، فإنه يتم السماح باستقطاب وافد شريطة أن يضيف قيمة لسوق العمل. وتقدم البوابة خدمات متكاملة لكل أطراف العملية الإنتاجية والقطاع الخاص، من بينها الحصول على كل البرامج التدريبية والتأهيلية وبرامج الدعم والتوظيف، التي يحتاج إليها الباحثون عن العمل وأصحاب الأعمال ومراكز البحوث والدراسات والجهات المعنية في سوق العمل. كما تتميز البوابة الوطنية للعمل بسهولة الاستخدام، وتوافر التقنيات المتطورة وأدوات التحليل والقياس التي يحتاج إليها سوق العمل. وتدعم البوابة توجهات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فيما يتعلق بالأنظمة والبرامج الوظيفية والتدريبية والتمويلية، التي تعمل عليها الوزارة بالتعاون مع الوزارات الأخرى وأمارات المناطق، التي تعنى بالتخطيط القطاعي والتدخل المناطقي وبرامج التوطين والتنمية الاجتماعية الموجه. كما تخدم البوابة كل عملاء الوزارة والمستفيدين من برامجها وخدماتها، وتعمل على تعزيز إيجاد طاقات بشرية وطنية مؤهلة ومنتجة ومستقرة. د.الحقباني أكد وجود تستر في المنشآت الصغيرة والمتوسطة د.النجيدي خلال حديثه عن تدشين «طاقات» د.الحقباني يتوسط عددا من المسؤولين د.إبراهيم الشافي وسلمان الجشي وعبدالوهاب الفايز جانب من حضور حفل التدشين