كشف فكرت أوزر قنصل تركيا لدى المملكة ل «اليوم» أن بلاده سلمت واشنطن الادلة التي تثبت تورط فتح الله غولن في المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي جرت هذا الشهر، ومن المرجح أن يقوم وزيرا الداخلية والخارجية بالسفر إلى الولاياتالمتحدةالامريكية للبحث في تسلمه. في وقت أكد فيه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الاثنين ان العلاقات بين أنقرةوواشنطن سوف تتأثر إذا لم تسلم الولاياتالمتحدة رجل الدين فتح الله كولن الذي تتهمه تركيا بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة هذا الشهر، وأوضح أنه سيلتقي بمسؤولين أمريكيين لمناقشة الأمر خلال زيارة مقبلة. وأبان قنصل تركيا خلال مؤتمر صحفي عقده بمقرالقنصلية بجدة، أن التحقيقات أوضحت عقب اعتقال 5603 ، والاخذ بأقوالهم أن 40 بالمائة من الجيش التركي من خريجي حركة غولن، مبينا أن هذه الحركة تسببت في استشهاد نحو 246 شخصا من أبناء الشعب التركي من المدنيين ومن جنود قوات الأمن في مدينتي أنقرة واسطنبول، حيث أصُيب أكثر من 2185 مواطنا وهم يقاومون محاولة الانقلاب. وأوضح ان الحكومة أعادت كافة الأسلحة والآليات العسكرية والطائرات الحربية والعمودية التي سيطر عليها الانقلابيون، بما فيها الطائرة المروحية التي فر بها بعض الانقلابيون إلى اليونان، مطمئناً الجميع بعدم وقوع أسلحة بأيدي مجموعات إرهابية، بعد أن تمت السيطرة عليها جميعها،. مؤكداً استمرار الحياة الاقتصادية والسياحية في المدن التركية دون أي قلق يذكر . وشدد أوزرعلى أن العمليات التي تجريها السلطات الحكومية تتم باحترام كامل للحريات والحقوق الاساسية، وأوضح أن حياة المواطنين العاديين لن تتأثر خلال فترة حالة الطوارئ، مؤكدا أن السلطة ستكون بيد الحكومة وليست بيد المسؤولين العسكريين . وأشار إلى أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي تطبق إعلان حالة الطوارئ في ظروف عصيبة كهذه، ضاربا المثل بالعديد من الدولة المتقدمة التي عاشت حالة كهذه عندما واجهت نفس المخاطر والتهديدات الأمنية، مثل فرنسا الدولة العضو في الاتحاد الأوربية والمجلس الأوروبي، والتي مددت الاسبوع الماضي حالة الطوارئ لتصل إلى ستة اشهر. مبيناً أن حفظ الله لتركيا كان سبب في نجاتها من كارثة حقيقة كانت ستعصف بالبلاد وقال القنصل التركي إن الموقف الأخوي من حكومة خادم الحرمين الشريفين واضح ويلجم كافة المشككين فالمملكة البلد الاول التي أظهرت تضامنها مع الشعب التركي ، وقد استقبل الرئيس التركي أردوغان المكالمة الهاتفية من خادم الحرمين الشريفين الذي أدان الأعمال الاجرامية التي قام بها الانقلابيون وأعرب عن خالص تعازيه للشعب التركي ، وهنأ الرئيس بعودة الهدوء الى تركيا ، ثم قامت السلطات السعودية بإيقاف الملحق العسكري التركي في مطار الملك فهد الدولي بمدينة الدمام أثناء محاولته الفرار إلى أوروبا ، بناء على طلب من أنقرة وتسليمه إلى السلطات التركية ، مشيرا إلى أن هذا دليل واضح لوقوف المملكة العربية السعودية مع الشعب التركي ولتحقيق الامن والسلام في المنطقة . على صعيد منفصل قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية أمس الإثنين، إن تركيا ليست في موقع يؤهلها لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب، وإن مفاوضات انضمامها للاتحاد ستتوقف على الفور إذا أعادت تطبيق عقوبة الإعدام. في وقت أصدرت فيه السلطات التركية مذكرات توقيف بحق 42 صحافيا في إطار التحقيق في محاولة الانقلاب، حسبما اوردت قنوات تلفزيونية. وأوقفت السلطات التركية ثلاثة انقلابيين يشتبه بأنهم كانوا ضمن المجموعة التي هاجمت الفندق الذي كان أردوغان ينزل فيه في مرمريس، في الوقت الذي أعفت فيه الخارجية عددا من السفراء، كما سرحت الخطوط الجوية التركية 211 موظفا لعلاقتهم بالداعية فتح الله غولن.