قبل يومين وأثناء قطف الفراولة نسيت كل شيء، توقفت تماماً عن التفكير أو الاستماع وتهت في متعة القطاف وبعد نصف ساعة تحسست يداي، الشاهد ندخل أنفسنا في مواضيع تبدو لنا جذابة ونغفل بواطنها رغم أن أساسيات تعليمنا في الأسرة والمجتمع تنادي بدع ما يريبك إلى ما لا يريبك؟ انقلاب تركيا ليس الأول ولن يكون الأخير وهو جزء من تبعات سياسية مبنية على الفعل ورد الفعل والتصفية، وسنظل نجهل السياسة فهي كالفراولة ظاهرها دبلوماسي وباطنها (...). الشاهد مرة أخرى لا ينبغي أن نندمج ككتاب رأي في تحليل السياسة فما يبدو صحيحاً اليوم سيربكنا غداً، الفاصل في ما يدور حولنا هو حقوق الإنسان واستحقاقاته وكان للورد الدبلوماسية سعود الفيصل- رحمه الله- تفسير حضاري للربيع العربي قائم على مبدأ تمكين الأفراد من أساسيات العيش باعتبار «الجانبين الاقتصادي والاجتماعي كانا سببين في قيام هذه الثورات، وتذمر هذه الشعوب ناتج عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية». ولن ننسى أنه عارض الخلط بين «محاربة الإرهاب» ودعم ثورة الشعب السوري، مدللاً «أن معركتنا مع الإرهاب يجب أن تبدأ بالقضاء على الشروط المجحفة التي أنتجته في المقام الأول». وبعيداً عن هذا كله فنحن أمام رهان عالمي كبير اسمه اسرة ومجتمع ومدرسة ومؤسسة ودولة2030 م، لنركز في وطننا نحن بنياناً وتنميةً وحباً- ودعواتنا أن يحفظ الله سائر بلاد المسلمين من كل شر- لتكون وتستمر سعوديتنا قبلة لكل الأديان والأطياف والأنفس. نحن دار الأمان والبلد الآمن ولابد لنا أن نرسخ هذه القيمة مع قيم التسامح والحب والايجابية، وان نروج عالمياً أننا بلد الاحتواء للشرق والغرب، وألا ننسى ان الديانات نسخت بعضها والإسلام نسخ الجميع، سنظل نرفض الممارسات الخاطئة لليهود والنصارى، كما نرفضها إن بدرت من المسلمين، لكننا مؤتمنون على أن تكون دارنا ملجأ للجميع. العالم يعيش الآن تبعات التهميش والكراهية في أوروبا وأمريكا، وتبعات الديكتاتورية واستغلال الشعوب في الدول العربية، وان لم نكن مفصلاً للعالم الذي تخاذل أمام نفسه فمن يكون؟ انا من هالأرض.. أمي الصحراء.. احضنتني رمالها وارتويت بطهرها.. أطعمتني تمرها.. وفرشت لي ظلالها انا من هالأرض اللي مال عيالها.. غيرها أرض قالوا: البيت الحرام.. قلت: ارضي قالوا: الشرع الامام.. قلت: ارضي قالوا: الحب السلام.. قلت: ارضي قالوا: في مدحك نزود.. قلت: يفداها الحسود ما على هالارض.. ارض مثل أرضي صاحب السمو الملكي الأمير/ بدر بن عبدالمحسن