الزائر لشاطئ نصف القمر في المنطقة الشرقية، خلال أيام الأعياد، يلاحظ حجم الإقبال من قِبَل الأهالي والزوار للاستمتاع بهذا الشاطئ البديع، وسط منظومة تجهيزات من مظلات ودورات مياه ومساحات خضراء وملاعب مجهّزة للأطفال وأخرى للكبار، إضافة إلى توفير المياه النقية، وعدد كبير من عمال النظافة الذين يخدمون المكان.. ولكنه يقف حائرًا عن مستوى النظافة بعد مغادرة الزوار مع بزوغ ساعات الفجر الأولى، فترى بقايا الأطعمة هنا وهناك، وانتشار قشور المكسرات وأعقاب السجائر وأكياس النايلون، والخافي أعظم، فيما تتقاذفه الأمواج من علب للمشروبات، وزجاج في منظر مقزز وغير حضاري. وهنا سنوقف عتبنا الدائم على البلديات، وسنبرِّئ ساحتها، فمجهود بلدية الظهران ومتابعة رئيس بلديتها المهندس صالح القرني ومساعديه لتهيئة الشاطئ قبل الإجازات والمناسبات لا يُنكره إلا جاحد، فهي تقوم من وقت مبكر بترميم دورات المياه، وتهيئة المياه النظيفة، وتكثِّف من جولاتها الميدانية بالعمل خلال فترات صباحية ومسائية، وتقوم بتوزيع أكياس النفايات، وتزيد عدد حاويات النظافة. إضافة إلى العناية بالمسطحات الخضراء والشجيرات والنخيل، وتقوم برش الحشرات والقوارض، وتتتبّع الباعة الجائلين، وكل هذه المجهودات تضمحل وسط عدم الوعي من بعض الزوار، فقليل من الوعي قد يوفر مجهودًا كبيرًا، وسينعكس ذلك على الحفاظ على هذه المنجزات، وسيكون مردوده إيجابيًّا على مرتادي هذا الشاطئ الجميل الذي تتجلى به الطبيعة من بحر وبر وإمكانات. ولا أعتقد أن الزائر الكريم ستكلّف عليه متعته تجميع بقايا غذائه ووضعها في الأماكن المخصصة لها، وما المانع أن يُبقِي دورة المياه بعده نظيفة لشخص آخر، ولماذا يترك الصنابير مفتوحة والشطافات ملقاة على الأرض؟ إنها النظافة، فهي نهج إسلامي قبل أن يكون حضاريًّا، وهي دافع داخلي يعكس نظافة الشخص في بيته وعمله ومصلَّاه، إنه انعكاس لثقافة الشعوب. ومن هُنا لا بد من مبدأ العقاب والمراقبة، ولا بد من تضافر الجهود التوعوية من قِبَل مختلف وسائل الإعلام والمدارس ومنابر المساجد، حتى تتضح الجهود البلدية، وتتوقف مقولة «في الهافمون.. الزائر يمون».