نشرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تقريرا مطولا عن التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية الكويتية مع الداعشي علي عمر محمد العصيمي البالغ من العمر 27 عاما والذي تم إلقاء القبض عليه مطلع الشهر الجاري على الحدود بين العراقوسوريا، وقد اعترف في التحقيقات بأن لدى تنظيم «داعش» «علاقة جيدة» مع نظام بشار الأسد في سوريا، واوضح فيها أن النظام أكبر مشتر للنفط من التنظيم الإرهابي، وبين العصيمي أيضا في التحقيقات، عن عمق العلاقة، حيث قال انه شارك في لقاءات حضرها كبار المسؤولين السوريين وكذلك ضباط الاستخبارات الإيرانية، ويضيف التقرير أن الكويت إحدى دول التحالف في الحرب ضد تنظيم داعش قامت بتزويد التحالف بتلك المعلومات. وأبان التقرير أن العصيمي واحد من أهم اعضاء التنظيم الإرهابي والذي يحمل معلومات استخباراتية نسبة لتوليه مهام الإشراف على حقول النفط وذلك بعد انضمامه للتنظيم بعد ثلاث سنوات من الدراسة في كلية الضباط البحرية التجارية (كلية البحرية في جنوب تينيسايد) والتي تعتبر واحدة من الكليات البحرية المرموقة في المملكة المتحدة، ويروي التقرير ذاته والمنشور في الديلي تلغراف أن العصيمي غادر منزله في ساوث شيلدز لسوريا في أبريل 2014. نظام الأسد وداعش وصفقات بيع النفط والعصيمي الذي تزوج من امرأة سورية وأنجب منها طفلة اعترف خلال التحقيق بلعب دور بارز داخل داعش، وحسب التقريرالذي نشرته الصحيفة أنه تسلم مسؤولية الإشراف على حقول النفط في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بجميع أنحاء الرقة، وأوضح أن قادة التنظيم اختاروا له هذه المسؤولية لإجادته اللغة الإنجليزية، ولمعرفته الهندسية المتخصصة والخبرة السابقة له في شركة النفط الكويتية. وحسب تقرير الديلي تلغراف فإن العصيمي كشف للمحققين الكويتيين كيفية تهريب تنظيم داعش للنفط وبيعه في السوق السوداء، ومن ثم بيعه لمشترين إقليميين وتجار دوليين بسعر أقل من أسعار عقود النفط في الأسواق العالمية، وكشف أيضا عن اسماء اولئك التجار غير أن التقرير لم يزح الستار عن تلك الأسماء. والعصيمي الذي وصفته الصحيفة البريطانية بأنه واحد من عدد قليل من كبار الشخصيات في تنظيم داعش التي قدمت معلومات استخباراتية رجحت بأن تكون (أي المعلومات) حاسمة في استهداف قوات التحالف للتجارة النفطية التي يعتمد عليها التنظيم كأحد أهم مصادر التمويل، وحسب تقدير العصيمي في التحقيقات بأنه وعلى الرغم من الهجمات الجوية المتكررة على التنظيم فإن إيرادات النفط تقدر ب 30 مليون دولار شهريا، بين التقرير أن العصيمي قدم معلومات أيضا بالأدلة الملموسة عن صفقات بيع النفط ما بين نظام الأسد وتنظيم داعش. وقال كايل أورتن، محلل شؤون الشرق الأوسط في معهد هنري جاكسون للدراسات، إنه ليس من المعتاد أن يقدم منشقون عن التنظيم معلومات مهمة بهذا المستوى، وأضاف أورتن أن القبض على العصيمي يوفر مصدرا قيما للمعلومات في الحرب ضد تنظيم داعش، وقال «هذه المعلومات نادرة، وفقا لما يملكه التحالف الذي يوجه الضربات الجوية، وان التحالف لا توجد لديه آليات لجمع المعلومات من داخل التنظيمات الإرهابية». العصيمي الداعشي يكشف علاقة إيران بالتنظيم وفي السياق كانت صحيفة «الجريدة» الكويتية قد ذكرت أن مفاجأة مدوية فجرها المتهم الداعشي علي عمر الملقب ب»أبو تراب» خلال التحقيق معه بتأكيده أن هذا التنظيم على علاقة جيدة بالنظام السوري والاستخبارات الإيرانية، مبينا أنه حضر شخصيا اجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام دمشق ومخابرات طهران. ووفقا لمصادر أمنية رفيعة قالت الصحيفة، ان المتهم قدم كشفا بأسماء القادة الميدانيين للتنظيم وجنسياتهم وآلية عملهم، واتصالاتهم مع بعض الجهات الاستخباراتية، واصفة "أبوتراب"، ب"الصيد الثمين"، إذ كشف، ووالدته حصة محمد، التي ألقي القبض عليها معه، كنزا من المعلومات الاستخباراتية أدهش قيادة التحالف العسكري الدولي ضد "داعش"، والذي تعتبر الكويت من أبرز أعضائه. وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، الذي استخدم اسما حركيا في التنظيم هو "أبو تراب الكويتي"، كشف عن كيفية تهريب التنظيم للنفط وبيعه في السوق السوداء إلى مشترين إقليميين في المنطقة، فضلا عن تجار عالميين. ويعتقد أن تنظيم "داعش" يجني ما قيمته 30 مليون دولار شهريا من تهريب النفط ويشير التقرير، نقلا عن السلطات الكويتية، إلى أن العصيمي قد أجرى لقاءات مع مسؤولين سوريين بارزين وآخرين في المخابرات الإيرانية، وأنه امتلك «علاقة جيدة» مع النظام في سوريا الذي اشترى نفطا من الجماعة. نوري المالكي يكشف المستور الى ذلك قال الباحث صالح عبدالله السليمان انه وبالعودة بالزمن قليلا، في عام 2009 ظهرت إلى السطح خلافات عميقة بين نوري المالكي وبشار الأسد، حينها أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن 90 بالمائة من الارهابيين ومن مختلف الجنسيات تسللوا إلى العراق عن طريق الأراضي السورية. واتهمت الحكومة العراقية وقتها نظام الأسد بإيواء المخططين للهجمات وطالبت بتسليمهم إليها، وهناك تصريحات عديدة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي آنذاك اتهم فيها النظام السوري ب»إيواء وتدريب وإرسال الإرهابيين» إلى العراق وتسهيل مهمة عبورهم الحدود المشتركة، وهذا موثق إعلاميا وسياسيا في سجلات الأممالمتحدة وحكومتي سورياوالعراق، وأضاف: كلنا يعلم ارتباط النظامين العراقي والسوري بإيران، وزاد: بالطبع لن اتناول تصريحات المالكي الأخيرة عن السعودية لأنها تخالف قاعدة من قواعد هذه الدراسة، فالمالكي معاد للسعودية فلا آخذ قوله كما لن آخذ قول المريد للسعودية فيه. فهل كانت إيران تلعب على الفريقين وتعتبرهما بيادق في يدها؟ مروحيات بمعاقل داعش وفي شهر يناير من عام 2015 وفي محافظة ديالى شرق العراق أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، عن فتح تحقيق موسع لمعرفة هوية مروحيات هبطت في معاقل تنظيم داعش في «المقدادية» ونقلت (أسلحة ومؤن) لقوات التنظيم. وقد صرح رئيس اللجنة صادق الحسيني في تصريح صحافي «ان مصادرنا الأمنية تؤكد هبوط مروحيات في معاقل التنظيم ضمن ما يعرف بحوض سنسل، شمال بعقوبة، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين الماضي». (بالطبع لم نسمع ولن نسمع نتائج هذا التحقيق) ولكن لنبحث نحن. هنا يذكر المسؤولون العراقيون «مروحيات» ومن يملك مروحيات في تلك المنطقة؟ إيران، أمريكا، الحكومة العراقية فقط. واضاف «لا أظن ان الجيش الأمريكي سيقوم بهذه العملية لأن الرقابة الشعبية والإعلامية داخل أمريكا ستكتشفها وسيسقط على إثرها الكثيرون، كما حدث في ووترجيت وإيران كونترا وحوادث أبوغريب»،وقال «تسليم أسلحة لداعش لا يمكن ان يقوم به امريكان، هذا هو المنطق فهم بريئون من هذا ليس شرفا بل خوفا من العواقب في بلادهم، يبقى لنا اما إيران او العراق، وهو الأقرب عقلا ومنطقا، فالجيش العراقي مخترق بالتنظيمات الإيرانية، وبالتالي فهو الأقرب عقلا ومنطقا انه من يقوم بهذه العمليات. ولاحقا تكررت مثل هذه الحوادث أكثر من مرة، ولن اكررها لئلا اطيل أكثر ويكفي ما صرحت به النائبة العراقية المستقلة حنان الفتلاوي في معرض انتقادها لرئيس الوزراء حيدر العبادي أنه قدم احتجاجا لاختراق طيران الجو الإيراني الأراضي العراقية ولم يقدم احتجاجا تجاه من قام بإسقاط الأسلحة لتنظيم داعش». وما يؤكد ارتباط إيران وحلفائها في العراق بعمليات تسليح داعش، ما حدث من عمليات هروب للجيش العراقي غريبة ومريبة من المدن وتسليم القواعد والمخازن العسكرية سالمة للتنظيم، ولنحاول الربط بين تلك الطائرات وهذا الهروب. فكل هذه وقائع مثبتة رسميا وإعلاميا. دبلوماسي إيراني: تفجيرات السعودية بأوامر من خامنئي وكان لافتا تصريح قاله الشيخ ياسر الحبيب، وهو معروف بأنه شيخ متطرف وصاحب قناة «فدك» الفضائية التي تسب السنة والمذهب السني ورموزه ليل نهار، حيث قال في تصريح متلفز له يمكن الرجوع له على اليوتيوب، واقسم على صحة تصريحه أغلظ الأيمان انه يشهد ان قادة التيار الصدري اثبتوا له ان إيران هي من يزود الانتحاريين المتطرفين بالسلاح، وعندما سئل عن سبب هذا التصرف الغريب في نظرة، قال انها المصالح العليا لإيران. ولا يمكن لأي شيعي او محب لإيران إنكار عداء ياسر الحبيب للسعودية فهو عداء تاريخي عقائدي راسخ، والرجلان أحدهما شيخ عشائري والآخر شيخ دين متعصب، وكلاهما يقران بأن إيران هي من يمول ويسلح التنظيمات الإرهابية في المنطقة. من ناحيته صرح «فرزاد فرهنكيان» وهو دبلوماسي ايراني عمل مستشارا بوزارة الخارجية الإيرانية ثم انتقل للعمل في السفارة الإيرانية بدبي وبغداد والمغرب واليمن، وكان آخر عمل له كمستشار وكان بمثابة الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في بلجيكا وقد هرب من إيران وأصبح معارضا للسياسية الإيرانية. صرح فرزاد فرهنكيان ان التفجيرات التي حدثت في السعودية والبحرين تمت بأوامر من آية الله خامنئي رغبة منه في خلط الأوراق في المنطقة. وخلال ندوة أقامتها المعارضة الإيرانية في باريس كشف أن العملية التي نفذها متطرفون ضد الشيعة في الأحساء بالسعودية تمت بإشراف مباشر من اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري لإيراني والعميد سلامي من قيادة الحرس الثوري الإيراني. وقال إن الحرس الثوري هو من يحرك ويشرف على كبار القادة الإرهابيين المتواجدين تحت الحماية الايرانية في مواقع سرية شرق إيران، وجميع الأوامر التي توجه لخلايا التنظيم لا تصدر من قادتها إلا بأوامر إيرانية. ويقول الباحث إن إيران تلعب بالشيعة العرب وبالسنة العرب، وتحاول ضرب الاثنين ببعضهما، ولا يهمها الشيعي العربي، بل ترغب في تأصيل العداء داخل المجتمعات العربية لتتمكن من السيطرة على المنطقة وجعل الشعوب العربية مطية لمصالحها. وأخيرا يذكر الباحث بقول مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي انه «لا حاجة للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي حيث ان أفضل الطرق لتحقيق ذلك هو بالهيمنة على العقول والأذهان». مخططات خطيرة لإيران وداعش وفي سياق كشفه لعلاقة النظام الإيراني بتنظيم داعش قال الدبلوماسي المعارض فرزاد فرهنكيان: إن من أخطر ما تأكدتُ منه هو أن العمل يسير بشكل سريع ومنظم لتطويق السعودية وجرها للحرب، وذلك بعد أن ينتقل الآلاف من المتطرفين أو ما يسمى تنظيم داعش إلى ليبيا كمحطة ترانزيت، ليتوجهوا إلى ساحة معركة كبيرة هي سيناء، حتى يتم إعلان دولة إسلامية في تلك المنطقة، وذلك بالتزامن مع محاولة اقتحام الآلاف من متطرفي تنظيم داعش الأراضي السعودية والأراضي الكويتية بعربات الدفع الرباعي، التي تستطيع الوصول للأهداف بسرعة عالية. وأضاف: ان من أخطر ما اطلعت عليه بالصور والوثائق والمستندات خلال تلك الأربع ساعات الخطيرة (في الاجتماع مع القيادي بالحرس الثوري) أن تنظيم داعش يدار ويتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، ويدير الغرفة كبار قادة المخابرات الروسية والإيرانية. والهدف هو خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج خاصة والسعودية تحديدا، فالنظام الإيراني ما زال يؤمن ويسعى بكل الوسائل لإخضاع مكة والمدينة لولاية الفقيه، أما روسيا فترى أن ذلك خطوة لابد منها لأنها تعتقد أيضا أن السعودية كان لها دور كبير بتفكيك الاتحاد السوفيتي وهزيمته في أفغانستان. وأشار إلى أن غرفة العمليات الروسية - الإيرانية في مشهد تتولى عبر استخدام الأقمار الاصطناعية الروسية مهام مساعدة تنظيم داعش في مخططاته وتحركاته والتكتيكات التي يتبعها خلال عملياته، وكشف طلعات طائرات التحالف الدولي التي تستهدف التنظيم في العراقوسوريا. وأضاف: استطاع الروس والنظام الإيراني تجنيد الآلاف من الهاربين من المناطق السورية والعراقية الملتهبة ومن تنظيم القاعدة، إضافة إلى تجنيد وجذب الآلاف من الهاربين من الحرب ضد البعث في العراق، حتى أصبح تنظيما البعث والقاعدة تنظيما واحدا تحت اسم داعش يدار من غرفة عمليات مشهد وبقيادة المخابرات الروسية والإيرانية. وتابع الدبلوماسي قائلا: «إن المخطط المقبل الذي أراه واضحا أمامي هو جر الأردن ومصر إلى الحرب، ومحاولة اقتحام الأراضي السعودية والكويتية، وبالتالي خلق فوضى بالمنطقة، لبدء مرحلة متقدمة ضمن الحرب العالمية الثالثة، فالروس والإيرانيون لن يصمتوا أمام حرب البترول ضدهم وحصار الغرب لروسيا بسبب أوكرانيا. وإذا ما نجح الروس والإيرانيون في تنفيذ أخطر مخطط تشهده المنطقة، فإن ذلك في حقيقة الأمر سيكون كفيلا بإعادة العالم العربي مائتي عام إلى الوراء بكل ما في ذلك من مآس ودمار».