عنوان المقال هو عنوان للخبر الذي نشرته الصحف العربية مؤخرا نقلا عن الدبلوماسي الإيراني المنشق «فرزاد فرهنكيان» الذي عمل مستشارا بوزارة الخارجية الإيرانية وملحقا دبلوماسيا في سفارات دبيوالعراق والمغرب واليمن وبلجيكا وكشف في تقرير مفصل نشره على مدونته على الانترنت عن اجتماعه بقائد كبير في الحرس الثوري الإيراني يرتب للانشقاق عن النظام الإيراني والذي أخبره وبالوثائق السرية بتفاصيل توظيف إيران لداعش ضد الدول العربية فكتب «استنادا إلى وثائق سرية اطلعت عليها عبر هذا القيادي الكبير في "الحرس الثوري" فتنظيم "داعش" يتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، شمال شرق إيران، يديرها كبار قادة المخابرات الروسية والإيرانية، بهدف خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج خاصة والسعودية تحديدا» و "غرفة العمليات الروسية - الإيرانية في مشهد'' تتولى عبر استخدام الأقمار الاصطناعية الروسية مهام مساعدة تنظيم "داعش" في مخططاته وتحركاته والتكتيكات التي يتبعها خلال عملياته وكشف طلعات طائرات التحالف الدولي التي تستهدف التنظيم في العراق وسوريا ؛ وذكر أن إيران جمعت أتباع البعث المنحل بالعراق مع أتباع القاعدة ضمن تنظيم واحد هو «داعش» تحركه إيران وأنها تعمل على جعل ليبيا بمثابة محطة ترانزيت لأتباع داعش والوجهة هي سيناء والدول الخليجية. «صحيفة السياسة 22/07/2015». وبالطبع إيران لا تدعم داعش لأنها تريد إقامة خلافة إسلامية سنية إنما لأنها تريد تقويض الدول العربية وذلك باستعمال من لا يستعملون عقولهم بشكل مستقل نقدي تمحيصي يتجاوز الظاهر الحرفي للنصوص والمسميات والشعارات، ولهذا التحصين والوقاية الجذرية الدائمة للأجيال والتي تحصنهم من التجاوب مع الدعوات الديماغوجية المهيجة للعصبيات التي تؤدي للحروب الأهلية وأيضا تحصنهم من التجاوب مع دعوات الجماعات الإرهابية المتطرفة دينيا والقوى التي تتلاعب بها وتوظفهم ضد أوطانهم وأهل دينهم وحتى ضد أهاليهم تكمن في تعويد النشء على تمحيص الأمور بشكل عقلاني نقدي، ويكفي طرح التساؤل أيهما أقرب للتجاوب مع الحركات الإرهابية والديماغوجية؛ من نشأ على عقلية الاتباع الأعمى اللاعقلاني؟ أم من يوصف بالعقلاني الذي يتساءل ويفكر بشكل موضوعي واقعي ويدرك أنه لا يساعد بفتح روما النووية «الغرب» بقيامه بقتل أهله والتفجير ببعض المدنيين واستعباد النساء وقتل شرطي أو اثنين في بلده أو أي بلد؟..