في كثير من المدن والمناطق، هناك جهات خدمية من المفترض أن تقدم خدماتها للجميع، كونها جهات ربحية، إلا أن الوضع قد يصدقه البعض، ويصدقه من مر بهذه التجربة والمعاناة، فمن المعلوم أن القائمين على الكثير من تلك الجهات بما فيها الفنادق والشقق المفروشة والعمائر السكنية والمنتجعات ترفض دخول السعوديين. الموضوع ليس بمزحة، وإنما هو الواقع الحالي لحال تلك المنشآت الخدمية، فتخيل أن تذهب لتستأجر شقة ويرفض الموظف أن يؤجرك بسبب أنك سعودي، وتخيل أن تذهب إلى مكتب تأجير السيارات ويرفض الموظف أن يؤجرك لأنك سعودي، أيضاً تخيل معي أن تذهب إلى عمارة سكنية ويرفضك لأنك سعودي. في السابق كانت المشكلة أن القائمين على أعمال تلك المنشآت من الوافدين يمنعون السعوديين من استخدام أي مرفق أو وسيلة ترفيه في وطنهم بحجة أن المكان للعوائل فقط، وبعد جهود الجهات المختصة في كسر تلك القاعدة، ظهرت حجج جديدة لدرجة أنه حتى إذا كانت لديك عائلة لا يمكنك الاستفادة من أي خدمة لأنك سعودي. في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع يكون هناك إعلانات لتأجير الشقق والمنازل وغيرها، وتكتب في الإعلان ملاحظة «لا نؤجر للسعوديين»، فكل شيء أصبح ممنوعا عليك في وطنك، ولكن من الذي منع عليك ذلك؟ ومن الذي حرمك من حقوقك في وطنك؟ ومن الذي يتحكم في المرافق الخدمية في وطنك؟ الغريب في الأمر أن الوضع أصبح ظاهرة، فلم ننته بعد من عقدة «للعوائل فقط»، حتى ظهر أمر «لغير السعوديين فقط»، فتخيل معي مرة أخرى أن تسافر لخارج أرض الوطن، وعند عودتك وعلى الحدود تُمنع من دخول المملكة بسبب أنك سعودي، هنا حاول أن تغير جنسيتك وتصبغ لون شعرك، وتضع العدسات، وتنزع الشماغ والعقال، لأجل وطنك وأن ترجع لوطنك. هناك أمر آخر، في المتاجر والمطاعم والشاليهات وغيرها، الأسعار للمواطن تختلف عن أسعار الوافد، فالمواطن يدفع بأعلى تسعيرة، إلا أن نظيره المقيم يدفع بأسعار الحسومات والتخفضيات التي يمنحها له أبناء جلدته، وحاول أن ترجع بذاكرتك قليلاً وتذكر ما مر بك من مواقف، فهي كفيلة بأن تعرف ما يحصل حولك، وأنك مواطن غريب في وطنك!