أعلن جيش الأسد، الاربعاء، الذي يصادف اول ايام عيد الفطر «نظام تهدئة» لمدة 72 ساعة في كافة الاراضي السورية اعتبارا من أمس. في وقت تدور فيه معارك تنوعت اطرافها على جبهات عدة في البلاد. ولم يحدد بيان صادر عنه اذا كان نظام التهدئة يشمل ايضا قتال تنظيم داعش وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. ويسري منذ 27 فبراير الماضي اتفاق لوقف الاعمال القتالية فرضته الولاياتالمتحدة وروسيا في مناطق عدة، لكنه يستثني التنظيم الإرهابي وجبهة النصرة. ورغم الانتهاكات الواسعة التي تعرض لها الاتفاق، كما انه انهار في حلب بعد حوالى شهرين على دخوله حيز التنفيذ، لم يعلن راعيا الاتفاق انهياره بل ضغطا من اجل فرض اتفاقات تهدئة ما لبثت ان سقطت بدورها. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن: «يبدو ان هذه التهدئة اعلامية فقط؛ كونها سرعان ما شهدت خروقات خصوصا في حلب التي تعرضت احياؤها الشرقية لقصف مدفعي صباحا، وتتواصل فيها الاشتباكات كما في المناطق الواقعة الى الشمال منها». قصف مدفعي في العيد وفي مدينة حلب التي سقطت فيها هدنة 27 فبراير، تعرض حي المشهد، في الجزء الشرقي الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة، صباح الأربعاء لقصف مدفعي اثناء صلاة العيد ما اسفر عن مقتل شخص واصابة آخرين بجروح، وفق المرصد. وقال احمد ناصيف (30 عاما)، وهو احد سكان حي المشهد، لفرانس برس: «كنت اتوقع ان يسود الهدوء في اول ايام عيد الفطر وان يتوقف القصف علينا على الاقل فترة العيد فقط، ولكن منذ الصباح الباكر بدأت قذائف المدفعية تتساقط على الحي». وتابع: «كنت اخطط لزيارة الاقارب والاصدقاء واخذ اطفالي للعب، لكن قررنا البقاء في المنزل خشية تجدد القصف»، مضيفا: «اتمنى ان يهدأ الوضع في العيد قليلا ليس من اجلي ولكن من اجل الاطفال». واطلقت الفصائل بدورها قذائف على الاحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات الأسد. وتدور منذ ايام اشتباكات في مدينة حلب بين الطرفين كما في المناطق الواقعة الى الشمال منها في مسعى من قبل قوات النظام لمحاصرة الاحياء الشرقية بشكل كامل. وتشهد سوريا معارك على جبهات اخرى تنوعت اطرافها، اذ يشهد ريف اللاذقية الشمالي منذ ايام معارك تقدمت خلالها الفصائل الاسلامية على حساب قوات النظام وسيطرت على بلدة استراتيجية فيها، بحسب المرصد. كذلك، تتواصل معارك عنيفة بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي ومحيطها. ويسعى هذا التحالف من فصائل عربية وكردية الى طرد الإرهابيين من هذه البلدة التي تقع على خط الامداد الرئيسي بين معقلهم في الرقة والحدود التركية. غارات تحصد الأرواح من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 1138 مواطناً مدنياً بينهم 249 طفلاً و123 امرأة خلال شهر رمضان، في الفترة من السادس من يونيو الماضي وحتى الخامس من شهر يوليو الجاري. وقال المرصد في بيان صحفي وفقا لوكالة الأنباء الألمانية امس الاربعاء: إن هذه الحصيلة تضم 655 شخصا من بينهم 155 طفلاً و76 مواطنة قتلوا في غارات للطائرات الحربية السورية والروسية وطائرات النظام المروحية على عدة مناطق سورية. وأشار المرصد إلى إعدام تنظيم داعش 45 بينهم ثلاث مواطنات، و108 بينهم 24 طفلاً و15 مواطنة قتلوا في قصف لقوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية، و26 مواطناً بينهم طفل قتلوا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية. ولفت إلى مقتل 35 بينهم 20 طفلاً و12 مواطنة في ضربات جوية لطائرات التحالف الدولي، و98 بينهم 14 طفلاً و20 مواطنة قتلوا في استهدافات وسقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة وتنظيم داعش. وحسب المرصد، قتل 17 بينهم خمسة أطفال وثلاث مواطنات جراء إطلاق حرس الحدود التركي النار عليهم، و44 بينهم خمسة أطفال ومواطنتان قتلوا جراء تفجير عربات مفخخة وأحزمة ناسفة، وأربعة بينهم طفل ومواطنة فارقوا الحياة جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص العلاج.