استدعى كريس كولمان مدرب منتخب ويلز لكرة القدم الذكريات السيئة التي مر بها في بداية مسيرته التدريبية وذلك في غمرة الاحتفال ببلوغ الفريق الدور قبل النهائي لبطولة كبيرة لأول مرة في تاريخ البلاد. وفازت ويلز بجدارة 3-1 على بلجيكا القوية لتتأهل إلى قبل نهائي بطولة أوروبا لتشكل عودة مثيرة للبطولات الكبرى والتي تغيب عنها منذ 58 عاما. واحتفلت جماهير ويلز طوال الليل في شوارع مدينة ليل الفرنسية بالفوز الذي وصفه معلقون بأنه أعظم انجاز في تاريخ ويلز الكروي. قبل أربع سنوات كان من الصعب تحقيق الانتصار على أي صعيد. لكن ومنذ تولي كولمان المسؤولية خلفا لجاري سبيد في 2012 خسرت ويلز أول خمس مباريات تحت قيادته منها هزيمة قاسية 6-1 أمام صربيا الأمر الذي دفع المدرب لإعادة النظر في مستقبله. وقال كولمان الذي كان فريقه يحتل المركز 117 في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) في 2011 «الوضع الذي وصلنا له حاليا لا يمكن تصديقه لأنه قبل أربع سنوات كنا بعيدين للغاية عما بات ممكنا حاليا». «هذه منطقة لم نصل لها من قبل لكن كل ما يمكنني فعله هو الاستمرار في تذكير اللاعبين بما كنا عليه وما وصلنا له حاليا». وكان أول انتصار لكولمان كمدرب لويلز على حساب اسكتلندا في أكتوبر تشرين الأول 2012 بنتيجة 2-1 بفضل هدفين لجاريث بيل. وبينما لم تتأهل ويلز لكأس العالم 2014 أثبت التعادل مع بلجيكا خارج ملعبها 1-1 ضمن تلك التصفيات أن هناك أساسا يمكن أن يبني كولمان عليه. وخسرت ويلز مباراة واحدة في مشوار التصفيات حتى تتأهل إلى بطولة أوروبا 2016 وحصلت على أربع نقاط من بلجيكا في التصفيات وتألقت خلال البطولة الحالية. وباتت ويلز أول منتخب يتأهل إلى قبل النهائي في أول مشاركة له في بطولة أوروبا منذ السويد 1992 وسجلت عشرة أهداف في خمس مباريات حتى الآن. وكان المنتخب الانجليزي هو الفريق البريطاني الوحيد الذي سجل أكثر من عشرة أهداف في بطولة واحدة (11 هدفا) وكان ذلك في نهائيات كأس العالم 1966 التي فاز بلقبها. ودفع الأداء المذهل لويلز خلال البطولة بكولمان -الذي تضم مسيرته التدريبية العمل في فولهام وريال سوسيداد وكوفنتري سيتي ولاريسا اليوناني- لان يصبح بطلا شعبيا في بلاده. وفي بلد تطغى رياضة الرجبي على كرة القدم سمح الانتصار لجماهير كرة القدم -التي لم تجد الكثير للاحتفال به على مدار 58 عاما سابقة- للتجرؤ على الحلم. وقال كولمان «لو عملت بجدية شديدة دون ان تخشى الحلم فلن تخاف من الفشل. لست خائفا من الفشل. كل شخص يفشل. فلدي اخفاقات أكثر من النجاحات».