أكد وزير المالية البريطاني جورج أوسبورن أنه لن يتم إجراء مفاوضات سريعة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول خروجها من الاتحاد قبل تشكيل حكومة جديدة. فيما تعقد الدول القيادية بالاتحاد الأوروبي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا مباحثات أزمة مع رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في كل من باريس وبرلين لبحث خروج بريطانيا من الاتحاد، وذلك قبل قمة قادة الاتحاد التي سوف تستغرق يومين . بينما قدم 18 عضوا في حكومة الظل العمالية اي اكثر من نصف وزراء المعارضة استقالاتهم منذ الاحد تعبيرا عن احتجاجهم على زعيمهم جيريمي كوربن المتهم بانه لم يدافع بشكل كاف عن البقاء في الاتحاد الاوروبي. وقال وزير المالية أوسبورن امس الاثنين: إن من المقرر ألا تبدأ المفاوضات الرسمية قبل أن يتولى رئيس حكومة جديد منصبه ويكون لديه رؤية واضحة عن شكل «الاتفاقية الجديدة التي نسعى إليها مع شركائنا الأوروبيين». وأضاف: إنه لا يمكن بذلك إجراء المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد قبل شهر أكتوبر القادم، لأن رئيس الحكومة البريطاني الحالي ديفيد كاميرون يعتزم البقاء في منصبه لمدة ثلاثة أشهر قادمة. من جانبه، اكد زعيم معسكر الخروج من الاتحاد الاوروبي بوريس جونسون في مقال نشر الاثنين ان الخروج يجب ان يتم «دون تسرع» وحاول طمأنة البريطانيين المقيمين في الخارج ومواطني الاتحاد الاوروبي في المملكة المتحدة. ودعا جونسون مؤيدي الخروج الى «بناء جسور» مع الذين صوتوا من اجل بقاء البلاد في الاتحاد الاوروبي بعد الانقسام الشديد الذي احدثته نتيجة الاستفتاء بالاضافة الى امكان استقلال اسكتلندا. وكتب جونسون في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» ان «التغيير الوحيد والذي لن يتم بتسرع هو ان بريطانيا ستخرج من النظام التشريعي المعقد وغير الشفاف في الاتحاد الاوروبي». وتابع جونسون رئيس بلدية لندن السابق والاوفر حظا لخلافة الزعيم الحالي لحزب المحافظين ديفيد كاميرون «الاوروبيون المقيمون في هذا البلد ستظل حقوقهم محفوظة بالكامل، والامر ينطبق على البريطانيين المقيمين في الاتحاد الاوروبي». وأضاف «سيظل بإمكان البريطانيين التوجه الى الاتحاد الاوروبي من اجل العمل والسفر والدراسة وشراء العقارات والاستقرار». وتابع «سيكون هناك تعاون اوروبي وكثيف سيتعزز في عدة قطاعات مثل الفنون والعلوم والجامعات وحماية البيئة». وحث مؤيدي الخروج على «بناء جسور» مع الذين صوتوا من اجل البقاء. لكنه اشار الى ان «مناخ القلق» السائد نجم عن التحذيرات المبالغ بها خلال حملة الاستفتاء. كما علق على تصريحات على رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن بان استفتاء جديدا حول الاستقلال «بات محتملا جدا» في العامين المقبلين لان الاسكتلنديين صوتوا للبقاء. وقال «اجرينا استفتاء في اسكتلندا في 2014 ولا اشعر باقبال فعلي لاجراء استفتاء ثان في وقت قريب». واضاف «لا حاجة للتذكير بأننا سنقيم علاقات جديدة افضل مع الاتحاد الاوروبي اذا كنا متحدين، ويكون اساسها التجارة الحرة والشراكة بدلا من النظام الفدرالي». وايد البريطانيون خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي بغالبية 52% في مقابل 48% في استفتاء احدث زلزالا في الاسواق المالية وحمل كاميرون على تقديم استقالته واحدث ازمة بين قادة الدول.