قد لا تستحق انتخابات رئيس وإدارة جديدة للاتحاد السعودي لكرة القدم كل هذا الضجيج.. وكل هذه الحشود والرهانات والتحديات بالرغم من بقاء ثمانية أشهر على انتهاء مدة الاتحاد الحالي، الذي يرأسه الاستاذ احمد عيد.. وقد لا يستاهل عقد جمعية عمومية لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة لاتحاد لعبة رياضية.. كل هذه المشاحنات والضغوط والتخوين.. ونبرة التحدي.. والاحتقان المتراكم.. وتبادل الاتهامات بين أطراف متصارعة ومتناحرة تنتمي إلى أندية مختلفة.. وكل نادٍ يسعى لجر اللحاف إلى طرفه.. وهذه الطبخات لا تخلو من اتفاقيات ومقايضات ومؤامرات مبنية على أساس تبادل مصالح تُحاك في الخفاء ومن تحت الطاولة. * أنا أعرف أن الانتخابات هي تحوّل ومَخرَج.. وانتقال قانوني.. لاختيار رئيس ومجلس إدارة جديدة يخلف الادارة السابقة أو المنتهية.. لذا فإن الانتخابات القادمة ليست مفصلية.. ولا منعطفاً نوعياً كما يُصور البعض.. إنها عملية إجرائية قانونية تخضع لأنظمة وقوانين ولوائح دقيقة.. وكل ما في الامر تذهب إدارة وتأتي إدارة اخرى وفق عملية مدروسة.. وخطة مرسومة لإرساء اطار ديمقراطي يسهم في تعزيز وشفافية الانتخابات.. ويؤطر روح العمل الجماعي في رؤية موحدة.. وعمل متجانس يؤسس لدور فاعل، خاصة أننا مقبلون على خوض التصفيات النهائية التأهيلية لمونديال موسكو (2018) ونهائيات كأس امم آسيا (2017) في استراليا. * وكان الاتحاد السعودي الحالي لكرة القدم قد طلب من الجمعية العمومية والمؤلفة من (47) عضواً يمثلون أبرز إدارات أندية المملكة بتمديد فترة صلاحية الاتحاد الحالي لمدة ستة أشهر اخرى بعد انتهاء الولاية القانونية ومدتها أربع سنوات بهدف تحاشي فتح باب الانتخابات في منتصف الموسم المقبل على أن تتم الانتخابات مع انتهاء الموسم القادم مباشرة.. وأعتقد أن هذا الاقتراح وجيه ومنطقي وهو الحل الامثل والوازن من أجل ضمان نجاح استمرار المسابقات المحلية والبطولات الدولية، وكل هذا يصب في مصلحة كرة القدم السعودية. * ونمى إلى علمنا أن المرشحين للرئاسة هم: محمد المسحل (وهو المرشح الأقوى للفوز)، وطلال آل الشيخ، وعبدالعزيز العفالق، ويُقال بوجود رغبة لدى سامي الجابر للترشيح فيما رفض حافظ المدلج ترشيح نفسه هو ومحمد النويصر، الذي تراجع عن الترشيح.. ثم استبعاد المرشحين الدكتور عادل عزت وسليمان المالك لعدم استيفائهما الشروط.. ومما تجدر الاشارة إليه أن الرئيس الحالي أحمد عيد رفض الترشيح مرة اخرى.. وقد وضِعَت شروط للمرشح الرئاسي من أهمها العمر والمؤهل والخبرة، التي لا تنقص عن (15) سنة ممارسة وتدرج في المناصب الرياضية وعلاقات المرشح بالأوساط الرياضية المحلية والدولية. * ومما تجدر الاشارة إليه أن أعضاء الاتحاد الحالي تم انتخابهم بالاقتراع الفردي من قبل الجمعية العمومية اسوة بالرئيس، وهذا لا يوفر الانسجام والتكيف والمواءمة الفكرية بين الاعضاء والرئيس.. وأعتقد أنه من الاجدى أن يتم اتباع نظام انتخاب القوائم بحيث يقدم كل مرشح للرئاسة قائمة متكاملة منسجمة بالأفكار والتطلعات المستقبلية لفريق العمل.. ولا ضير في ضم كفاءات وطنية من الاتحاد الحالي إلى جانب الوجوه الجديدة للتوصل إلى منظومة مشتركة.. فالدمج يسهم في ربط الحلقات ويرسم معالم نظام قوي وموحد. * وأخيراً لا شك أن الكل يتطلع لانتخاب رئيس ومجلس إدارة في نهاية الموسم المقبل من أصحاب الكفاءات والخبرة يحوزون على رضا الجميع ويحسمون الجدل ويقررون المصير.. ويفكون العقدة بعيداً عن العلاقات المتوترة.. والاحقاد المأزومة.. وكلنا أمل أن يتمسك الجميع بالروح الرياضية والاخوّة الوطنية وأن يختاروا رئيساً ومجلس إدارة ولجانا مختلفة ينعشون الاحلام.. ويوقظون طموحاتهم.. ويزيدون التنافس ثقلاً ووزناً ويؤسسون لمظلة كبيرة تقي الجميع وتحقق النجاح للوطن... وإلى اللقاء.