لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، فكل منهما يمهد للآخر، وكل منهما يخدم الآخر ويدلل عليه، سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية تاريخية للولايات المتحدةالأمريكية لبحث ملفات مهمة على الساحة الساخنة في الشرق الأوسط والعالم. داعش والإرهاب الايراني والملف الفلسطيني الذي ادمى قلوب العرب وما زال يراوح مكانه، كلها سيتم تباحثها وتبادل وجهات النظر فيها، والمهم أيضا في هذه الزيارة الملف الاقتصادي وما يتخلله من تذليل لعقبات التدفق الاستثماري لبلادنا التي تخوض تجربة فريدة من نوعها لفك ارتباط اعتمادنا على النفط كمصدر دخل أساس في بلادنا. الولاياتالمتحدةالأمريكية صاحبة أقوى اقتصاد في العالم وبلا منازع، وهي رائدة التقدم التقني في العالم وصاحبة امتيازات عديدة فيما يشكل عالمنا اليوم. ولا شك في أن جذب خبراتهم وقراءة ومن ثم الاستفادة من تجاربهم مهم جدا، وتعزيز العلاقات الاقتصادية وتذليل الصعاب وتقديم التسهيلات الاستثمارية سيأخذ حيزا مهما من المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان والمسؤولين الأمريكيين. جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأمريكية سيأتي بفوائد عديدة منها جذب و توطين التقنيات والتجارب الأدارية، وسواء كانت القطاعات نفطية أو بتروكيماوية أو صناعية أو عسكرية فأي إضافة من رائدة التقنية في هذه القطاعات سينعكس إيجابيا على واقعنا الاقتصادي، وبالمثل لو كانت الاستثمارات على شكل شراكات أو ملكية أجنبية كاملة فستحقق فوائد في تدفق رؤوس الأموال وتحقيق مزيد من التوظيف للأيدي الوطنية العاملة. الاستماع لوجهات النظر الأمريكية خصوصا فيما يتعلق بالمصاعب من وجهة نظرهم مهم في سبيل تطوير الأنظمة والقوانين بما يسهل تدفق الاستثمارات دون الإخلال بحقوقنا التشريعية. فشريك اقتصادي بقوة الولاياتالمتحدةالأمريكية الاقتصادية والسياسية والعسكرية مهم لنا في تعزيز واقعنا في المنطقة والعالم على حد سواء، ويفتح لنا مجالات استثمارية متعددة وفرصا تحقق لنا عوائد مجزية وتجارب ثرية. بلادنا تسعى لمزيد من التنمية والاستثمار في القطاعات التعدينية والخدمية والتقنية على حد سواء، واللقاءات مع المسؤولين التنفيذيين للشركات الكبرى سيكون ذا تأثير قوي على جذب الاستثمارت وتكوين الشراكات بما ينعكس على اقتصادنا إيجابيا وبما يحقق رؤية 2030 الطموحة. طرح شركة أرامكو للاكتتاب متوقع له ان يأخذ حيزا من المباحثات، فشهية رؤوس الأموال الأمريكية مفتوحة للطرح المزمع الذي سيكون حدثا تاريخيا في أسواق المال العالمية، وسيحقق - بالإضافة إلى العوائد المالية - مزيدا من الشفافية والافصاح والدقة في عرض المعلومة. كانت وما زالت العلاقات السعودية الأمريكية فريدة من نوعها، يسودها الصراحة في الطرح، والثقة المتبادلة في التعامل، والعمل على مزيد من ربط المصالح والشراكات عند تناول المستقبل. وزيارة سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع تأتي في سياق طبيعي للعلاقات الإيجابية التي سادت منذ نشأتها على يد الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله. زيارة الأمير محمد بن سلمان ستأتي بإيجابيات اقتصادية، وستكون نقطة مهمة في جذب ما يعزز قوتنا الاقتصادية التي كانت وما زالت وستظل عامل استقرار مهما في اقتصاد العالم ككل. فنحن كنا وما زلنا وسنظل نحافظ على توازن السوق النفطية بما يضمن مصالح المستهلكين والمنتجين على حد سواء، وبما يحقق مصالح الجميع. بلادنا ماضية في ربط اقتصادها بالعالم وبما يحقق لنا دورا في تعزيز الإنسان السعودي وشركائنا في العالم.