تشهد مكةالمكرمة كل عام في هذا الشهر الفضيل روحانية لا تقارن بأي بقعة في العالم، تزدحم الشوارع في هذا الشهر المبارك، وكأنها بلد لا تنام وما يميز شهر رمضان في مكةالمكرمة روحانيته الفريدة التي لا تقارن بأي مكان في العالم لوجود الحرمين الشريفين وتتجلى الروحانيات في صور عديدة منها احتضان مكة للمعتمرين واستقبال الأهالي للمعتمرين من سائر بلاد المسلمين. وفي حوار أجرته «اليوم» مع أهالي مكةالمكرمة ليحدثونا عن كيفية استقبالهم للشهر الفضيل، تجيب آثار بيطار ابنة المرحوم عمدة حي الحرم بمكةالمكرمة: تتجسد الروحانيات في صلاة التراويح وسماع الصلاة والدعاء في الحرم وفي كل شارع، وفي الحرم المكي تتجلى الصور في شرب ماء زمزم وتوزيع وجبات الإفطار الخفيفة في ساحات الحرم الخارجية والتمر واللبن في ساحته الداخلية، كما يوزع الماء والتمر والوجبات الخفيفة في شوارع مكة وعند إشارات المرور كما يوجد في كل حي موائد رمضانية فهذا الشهر شهر الخير تكثر فيه التبرعات والصدقات. وعن سؤالنا كيف هي صور التكافل الاجتماعي في أحياء مكة تجيب: «بيطار كانت الصور تتمثل في أحياء مكة بتقديم المساعدات لسكان الحي والأيتام والأرامل والفقراء وتسجيل المحتاجين من أهل الحي لدى الجهات والجمعيات الخيرية، والعمدة يقوم بمشاركة أهل الحي في ذلك. وقالت: تقام مسابقات في الشهر الكريم للقرآن الكريم وتقدم فيها جوائز مالية وعينية ويشارك فيها أكثر من 200 طالب من أبناء الحي بإشراف من جمعية تحفيظ القران الكريم، منوهة إلى قيام والدها بتأسيس مركز حي الهجلة لإرشاد الحجاج والتائهين ومساعدة كبار السن والعجزة والأطفال والنساء في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف ويقدم خدماته في رمضان وموسم الحج سنويا منذ أكثر من خمس سنوات. ويقول عمر باموسى العامودي أحد أبناء مكةالمكرمة: في السابق نستقبل رمضان بتزيين الحارات بالمصابيح، ووضع للبسطات الشعبية لبيع البليلة وأكياس الايسكريم المثلج ونصب المراجيح الخشبية والحبال ويبدأ السمر بعد صلاة التراويح حتى منتصف الليل، وفي نهار رمضان كانت رائحة البخور التي يتم تبخير كاسات الماء والشِراب (الشربة) وهي القُله التي تصنع من الفخار لتبريد الماء، وعند دخول البيت تفوح رائحة السمبوسة والشربة وبعض الحلا مثل اللقيمات واللحوح المرشوش بدقيق السكر والقطايف، وقبل أذان المغرب تجد البيوت في هدوء بين قراءة قرآن وتسبيح وتهليل، ومن العادات الاجتماعية فإن كل بيت يرسل لجيرانه ما تيسر من الأكل وهكذا تدور صحون الأكل بين الجيران وتسمى (طعمة) وبعد الإفطار تجتمع العائلة على براد الشاهي والاستراحة قليلاً حتى أذان العشاء والتراويح. وأضاف: بعد التراويح يجتمع أهالي الحارة والشباب مع بعضهم وكذلك كبار السن في الحارة لتبادل الأحاديث الاجتماعية والدينية والأطفال يلهون في البيت او يتجمعون على نور (الاتريك) وهو عبارة عن فانوس كبير يوضع مع مغيب الشمس في زوايا وأزقة الحارة، ويحلو السمر تحت الاتريك ويلعبون (استغمايه) و(الزقطه) و(البربر) و(المراجيح) وتكون الحارة شعلة من الحركة والفرح والسمر. استعداد من بائعي البليلة لاستقبال زبائنهم اقبال على محلات البليلة في رمضان