وحدنا نحول كل صرعة إلى صراع.. لأكثر من عقد كامل ولدى البعض لا تزال العباءة محورا للخلاف والاختلاف. فقبل ما يقارب عشر سنوات أو أكثر كانت موضوعية هذا الجدال الشيق ما إذا كانت العباءة توضع على الرأس أم على الكتفين! إلا أنه وفي تلك الفترة لم تكن السوشيل ميديا موجودة لتكون المحرك الأساس للنقاش، فوقع الحظ على المنتديات في هذا الحمل. الآن ومع تطور التكنولوجيا وتسهيل السوشيل ميديا لطرق التواصل والحوار وجب على النقاش أن يتحول إلى أكثر جدية، فجاء الوقت الذي نناقش فيه لون العباءة وإذا كان على النساء ارتداء العباءة الملونة أم العباءة السوداء، ولم لا فهذا الرأي الشخصي يجب أن يحول إلى قضية قومية! في مجتمعنا حولنا الألوان من دلالة جمالية إلى سبب للجدال والنزاع، وتحول اللون من ذائق شخصي إلى فرض اجتماعي، فليس من حق أحدهم أن يجبر النساء على ارتداء اللون الأسود أو عدم ارتدائه، والمشكلة أننا نواجه هنا الفرض من الجهتين، فنرى مجموعات من أنصار اللون الأسود يريدون تعميمه ومجموعات من أنصار الألوان يحاولون نفيه. ويستمر الصراع دون أدنى نظرة أن الموضوع خيار شخصي وأحدهما لا ينفي الآخر، فليس الانفتاح فقط في العباءة الملونة، وليست الحشمة حصرا على السواد، بل حتى إعلاميين وشخصيات معروفة لم يفهموا أن يكونوا جزءا من المجموعات المتراشقة كلاميا في هذا الخصوص، وأن يصنفوا النساء تصنيفات سطحية حسب لون عباءتهن. فصار الرجال يتصارعون، ويتلفظون بمصطلحات مثل «العبايات الفوشي» و«كيس فحم» ويكثرون النقاش في موضوع ليس بالضرورة يعنيهم، في حين أن الكل يتأهب للقفزة المقبلة، وتسعى قيادتنا إلى نهضة إعمارية للمجتمع ككل وتفعيل أعمق للدور النسائي في كل المجالات، لا يزال البعض يكثر اللغط في أبسط الأمور التي قد تكون حتى عديمة الأهمية، على مدى كل تلك السنوات العشر التي مضت. تغيرت العباءة من صرعة إلى أخرى وستظل تتغير ككل العوامل المحيطة بمجتمعنا، هذا لا يعني أن يترك المجتمع كل التغيرات التي تحدث حوله ويركز على موضوع العباءة للسنوات المقبلة.