تتطور أدوات وتقنيات الترفيه والسياحة بشكل سريع، ولم تعد مقصورة على جهاز التلفزيون (كما في السابق) الذي يجتمع حوله أفراد العائلة لمشاهدة ما يتم بثه سواء استمتعنا أو لم نستمتع، إضافة إلى وجود عدد من المحلات تبيع أنواعا معينة من البضائع ترتادها العوائل للتسوق وينتهي الموضوع. الترفيه والسياحة حاليا أصبحت صناعة تدر مبالغ وأرباحا لاقتصاد الدول وتشارك في دعم ميزانياتها إذا تم التعامل معها بذكاء ودراسة لنفسيات المواطنين والمقيمين والسياح على هذه الدولة أو تلك وما يرغبون في تواجده قريبا منهم. في وقتنا الحاضر (ليس كما في السابق) أصبح الخيار بيدك تتجه إلى المكان الذي يحقق لك رغباتك في الترفيه سواء كان في السفر أو المنزل من خلال الألعاب الألكترونية ومشاهدة القنوات أو التسوق الذي أصبح صناعة متكاملة لها متخصصون يديرونها بذكاء واحترافية. «السياحة والترفيه» لم تعد مجرد بحث عن الطبيعة والأنهار ومشاهدة تفتح الأزهار، ولكن حدث تحول كبير في هذه الصناعة، حيث أصبح لدينا حاليا ما يسمى ب (سياحة التسوق) والتي تعتمد بشكل كبير على الأسواق والمولات وما تحويه من وسائل جذب تجعل العاملين في هذه الصناعة هم من يوجهون ويتحكمون في رغبات المتسوقين بذكاء، فالزبون في واقع الأمر هو من يحدد إلى أين يذهب ولكن من خلال عوامل الجذب تستطيع توجيهه إليك بما تضعه من وسائل. وقد حظيت سياحة التسوق بنسبة كبيرة من الزوار إلى مدينة الرياض خلال إجازة منتصف العام الدراسي في العام الماضي، حيث وصل حجم التسوق لأكثر من 700 مليون ريال. ويجذب هذا النوع من السياحة الكثير من المستثمرين والزوار للدول إضافة لخلق آلاف الفرص الوظيفية، حيث تعتبر من المحركات الاقتصادية المهمة لكل مدينة، وتشير منظمة السياحة العالمية في تقرير لها إلى أن عائدات تسوق السائحين الأجانب حققت في الصين في عام 2013م 129 مليار دولار تليها كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا ب 86 مليارا. في عالمنا العربي يوجد نماذج يشار إليها بالبنان، تأتي مدينة (دبي) على رأس القائمة في سياحة التسوق، حيث تجذب المولات الضخمة التي تم تجهيزها على أحدث المواصفات ملايين الزائرين سنويا لهذه المدينة التي لا يوجد بها أنهار أو بحيرات أو غابات ولكنها استطاعت جذب ملايين الزوار سنويا من خلال سياحة التسوق والعديد من الفعاليات، وما دام الشيء بالشيء يذكر فنحن نشاهد آلاف السعوديين في جميع مواسم الإجازات ينطلقون إلى دبي للاستمتاع والتسوق في مجمعاتها الضخمة. ولكن ما هو الشيء الموجود في أسواق دبي ولا يوجد في أسواقنا؟ حقيقة لو نظرنا بشكل عام لوجدنا أن أسواقنا تحتاج إلى أفكار جديدة، فالمسألة لم تعد محلات ومطاعم فقط إنما تحتاج إلى تطوير وأفكار إبداعية، نلاحظ هناك مثلا القرية الثلجية والألعاب المائية ومدن ألعاب الأطفال الضخمة داخل المولات وغيرها من أفكار تجذب المتسوقين والزوار والسائحين لا توجد في مراكزنا التجارية. المشاريع الجديدة التي أقرتها هيئة تطوير مدينة الرياض مؤخرا أشارت إلى وجود مشروعين ضخمين في العاصمة يشتملان على مولات تجارية مهمة لمستثمرين خليجيين سينثرون من خلالهما الكثير من الأفكار الإبداعية التي نحتاجها لتطوير سياحة التسوق لدينا، وهذا ما نحتاجه في المرحلة المقبلة توافقا مع رؤية المملكة 2030.