شهر رمضان شهر القرآن، شهر التقوى والإيمان، شهر اختاره الله سبحانه وتعالى لنزول كتابه الكريم على نبيه العزيز «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان» وخص سورة القدر بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» من هذه الآيات البينات نستشف الروحانيات البالغة التي أودعها الله في شهر رمضان المبارك بما يليق بمقامه من الكرامة التي أودعها الله في أيامه ولياليه، اضافة الى ما ورد في فضله من الأحاديث النبوية عن سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على أن نكون متابعين لتلك التوجيهات النبوية التي كانت نبراساً لأداء العبادات التي أوجبها الله تعالى على عباده ليؤدوا فرضاً فرضه الله عليهم وواحداً من الأركان التي بني عليها الإسلام. ما أن تبدأ تباشير الشهر الفضيل حتى يتسابق الرجال والنساء الى مراكز التسوق ومحلات بيع الأطعمة لشراء ما يحتاجون وما لا يحتاجون وكأن بيوتهم خالية مقفرة من الطعام، فلو ولجت أحد مراكز التسوق فسوف تجد الرجال والنساء يدفعون العربات المحملة بالأغذية وكأنهم يتوقعون قيام حرب. أما تأكيد صيام شهر رمضان في القرآن فهو قول العزيز الرحيم «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» الآية 185 سورة البقرة وانني أجد ألا حاجة لسرد المزيد من الآيات الربانية والأحاديث النبوية في فضيلة هذا الشهر وصيامه وقيامه وتلاوة القرآن الكريم في أيامه ولياليه، حيث تتزين تلك الأوقات في البيوت والمساجد بتلاوة الذكر الحكيم كما تتزين أخلاق الصائمين وتعاملاتهم ولقاءاتهم بحسن اللقاء ورحابة الود واسداء المعروف والتراحم فيما بينهم وتزداد أعمال البر وبذل الصدقات والهبات لجعل هذا الشهر الكريم موسماً لصلة الأرحام والصدقة على المحتاجين بأي نوع من الصدقة طعاماً وكساء وسكناً وعوناً للمعسرين ورحمة بالأيتام الذين لا يجدون ما ينفقون، فهذا هو موسم الانفاق ليس كما هو ظاهرة الانفاق التبذيري التي تعم غالبية المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي الذين ما أن تبدأ تباشير الشهر الفضيل حتى يتسابق الرجال والنساء الى مراكز التسوق ومحلات بيع الأطعمة لشراء ما يحتاجون وما لا يحتاجون وكأن بيوتهم خالية مقفرة من الطعام، فلو ولجت أحد مراكز التسوق فسوف تجد الرجال والنساء يدفعون العربات المحملة بالأغذية وكأنهم يتوقعون قيام حرب، وكثير من الناس يشتري لا لحاجة وانما لمجرد الشراء فإذا عاد الى منزله وجد فيه الكثير من المواد المماثلة لما اشتراه، وقد تكون صلاحيتها منتهية دون أن تفطن ربة البيت لذلك، ومع ذلك تكرر شراء هذه المواد دون روية أو تفكر فيما يحتاجه الانسان في هذا الشهر الفضيل. لذلك فان من أوجب الواجبات على كل إنسان تظله أرض الإسلام ان يقتصد في تبذير المال على كماليات وأغذية لا حاجة لها وأن يجتهد في صرف الزوائد من المال في أوجه الخير والبر وصلة الأقارب والأرحام والمحتاجين من الجيران فذلك أجدى وأقوم عند الله للمسلمين.