أخيرًا وبعد طول عناء وصل فريق التعاون لما كان يبحث عنه طوال رحلته الشاقة والشاقة جدا في الدوري، بل في الموسم بأكمله عندما حصل على البطاقة الرابعة المؤهلة لدوري أبطال آسيا. وهي التجربة الأولى لسكري القصيم ولكنها لن تكون الأخيرة طالما تواصل العطاء والدعم الجماهيري والشرفي. لا شك في أنه إنجاز رائع سوف تحظى به منطقة القصيم لأول مرة في تاريخها الكروي. ويذكرنا هذا الإنجاز بالإنجاز التاريخي الذي حظيت به محافظة الأحساء عندما دخل فارسها الكبير فريق الفتح معترك تلك البطولة متوجا ببطولة الدوري. لذلك هي التجربة الثانية على مستوى فرق الوسط في الدوري السعودي وهذا يعطينا مؤشرا إيجابيا لتطور الفرق السعودية وارتفاع سقف طموحها. فريق التعاون في الفترة الحالية يعتبر وبكل المقاييس واحدا من الفرق المتطورة في الدوري السعودي ويستطيع بهمة رجاله أن يكمل مشواره في دوري الأبطال من خلال اجتياز الملحق الآسيوي. فهو فريق لا يقل عن أي فريق سيقابله في الملحق فالاستقرار الإداري وكوكبة اللاعبين تعطيه الأفضلية لأن يتأهل بحول الله لدوري المجموعات إن وجدت الرغبة الأكيدة لدى اللاعبين وهم محور العملية. لقد أعطى صناع القرار بنادي التعاون أول مؤشر إيجابي بأن فريقهم سيكون جاهزا للملحق الآسيوي بعد أن تم حسم الملف الفني بالتعاقد مع المدرب الهولندي داريو كالزيتش لخلافة البرتغالي جوزيه جوميز الذي رحل لقيادة الأهلي. ولا شك أن تلك الخطوة هي أول خطوة في الطريق الصحيح وأول عامل من عوامل النجاح المتوقع فمجرد الانتهاء من هذا الملف بهذه السرعة يعتبر خطوة موفقة وصحيحة. ففترة الاستعداد القادمة ستعطي المدرب الجديد فرصة للتعرف على قدرات اللاعبين وإمكانياتهم قبل الشروع في رسم الاستراتيجية الفنية للفريق والتي ستختلف بالتأكيد عن سابقتها عندما كان المدرب جوميز. ولا شك أن التعاون يحتاج لمدرب من نوعية خاصة يتعرف ويفهم قدرات لاعبيه وطريقة أدائهم التي تعتمد على الأداء الجماعي. لقد خلق فريق التعاون في مباريات الموسم لنفسه شخصية مستقلة تختلف عن باقي الفرق. وكانت تلك الشخصية ستستمر وتتواصل لو تم اقناع المدرب البرتغالي خوسيه جوميز بالاستمرار. ولكن وبما أن البرتغالي جوميز قد رحل فإن مسيرة الفريق سوف تستمر وتتواصل. وثمة عوامل أخرى يحتاجها فريق التعاون لضمان مشاركة ناجحة في الملحق الآسيوي. ومنها تدعيم صفوف الفريق بمجوعة لاعبين محليين لتقوية بعض المراكز وإيجاد البديل الجاهز وهذا هو سر نجاح أي فريق. ويجب أن يكون الاختيار دقيقا والعبرة في الكيف وليس الكم. أما فيما يتعلق باللاعبين الأجانب فأعتقد أن التعاون يمتلك كنزا من هذه النوعية بوجود السوري جهاد الحسين والبرازيلي ساندرو مانويل والكاميروني ايفولو وأخيرا البرتغالي ريكاردو حيث يعتبر هذا الرباعي العامود الفقري للفريق واستمراره مع الفريق سيعطي نوعا من الاستقرار والانسجام في صفوف الفريق. إن مشاركة التعاون في الملحق الآسيوي لأول مرة في تاريخه سترفع قيمة الفاتورة المالية وعلى رجال التعاون الاستعداد لهذا الأمر بشكل جيد لاسيما وأن الفريق بالفعل بحاجة لاستعداد أمثل يختلف في الشكل والمضمون عنه في المواسم السابقة. فقد أصبح التعاون واحدا من ممثلي الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا وهذا الأمر يتطلب توفير سيولة مادية. وبما أننا لم ندخل بعد عالم الخصخصة فإن الحاجة للدعم الشرفي مازالت قائمة ولا أعتقد أن المجلس التنفيذي وباقي أعضاء الشرف سيبخلون على ممثل الكرة السعودية الرابع في البطولة الآسيوية. قبل الوداع.. في الموسم الماضي دخل فريق الاتحاد الآسيوية من خلال الملحق الآسيوي. وكانت المطالبات بأن يتأهل لدوري المجموعات. وفي الموسم القادم سيكون التعاون في الملحق الآسيوي وهو مطالب أيضا بتجاوز الملحق لدوري المجموعات. وهذا يعطينا أملا بأن التواجد السعودي في الآسيوية مازال متواصلا رغم غيابنا عن منصة التتويج لأكثر من عقد من الزمن. خاطرة الوداع.. مبارك عليكم الشهر الكريم جعلنا الله وإياكم فيه من المقبولين.