بعد أن كان النصر يصارع ويلات الهزائم والانكسارات والابتعاد عن صعود المنصات حتى إن جماهيره كان يفرحها بطولة بحجم كأس الاتحاد ويطربها هزيمة أندية أخرى بشعار غير ناديها حتى إنني سمعت مرة الإعلامي النصراوي فيصل الدويش يقول: متى يفرح النصراويون بشعار النصر استناداً إلى أن جماهيره أصبحت تذهب إلى مدرجها لتشجع أندية أخرى على أخرى للشماتة فقط وغاب النصر عن البطولات حوالي ربع قرن حتى إنه تعرض للهبوط وكانت هزائمه كوارثية حتى إنني أتذكر أن نادي الرياض في سنة هبوطه هزم النصر بخمسة وظل النصر على هذا الحال من ((يطلع من مطب يطيح في دحديره)). إلى أن جاء بعد ذلك عهد سمو الأمير فيصل بن تركي عام 1432ه وغربل الفريق عن بكرة أبيه حتى أنه عندما حصل على الدوري لم يكن ولا لاعب كان من ضمن الإدارة السابقة وهذا الإنجاز لم يحدث أن تكرر حتى على مستوى الأندية أن يحقق رئيس بطولة بلاعبين جميعهم من صناعته وأتذكر أن النصر في عهد فيصل بن تركي تعرض للهبوط في الموسم الذي سبق تحقيقه للدوري حتى إن بطل الدوري عام 1434ه وهو نادي الفتح فاز على جميع أندية الدوري عدا نادي النصر. وبعد أن عاد سموه بالنصر للمنصات ووجد النصر بوصلة البطولات التائهة أو بمعنى آخر المعطلة أصلحها سموه وأصبح نصره بعبعاً يهابه الجميع بعد أن كان حملاً وديعاً الجميع يفترسه على مدى ربع قرن. مهما اختلفنا على سياسة فيصل بن تركي التي استخدمها لعودة العالمي ولكن يجب أن نقول كلمة حق ونتفق أنه صانع النصر الجديد الذي حقق النصر معه ثلاث بطولات اثنتان دوري وواحدة كأس ولي العهد في خلال أربع سنوات وغيره مكث سنين يلهث لكيّ يحقق حتى (كأس شاهي) لم يستطع فكيف لجماهير النصر بعد أن ضحى هذا الرجل بوقته وجهده وماله حتى إنه دفع من ماله الخاص 227 مليون ريال في سبع سنوات أليس هذا الرقم مقنعا ليجعل جماهير النصر تقف تعظيم سلام له على ما قدمه لا أن تجحده لمجرد أنه خرج موسمه الأخير دون بطولة لماذا نسى وتناسى النصراويون تحقيقه مع عشقهم النصر بطولة الدوري مرتين متتاليتين وهو رقم قلما يفعله ناد من أنديتنا الكبار. يا سادة يا كرام يا نصراويون يا عالميون متى دخل فيصل بن تركي في صفقة لاعب وخسرها دون ذكر أسماء من اللاعبين عكس الأسماء السابقة من رؤساء النادي الذين كانوا دائماً ما يخسرون المنافسة على ضم لاعبين بارزين بذريعة شح المال وهذا نصر آخر لسموه خارج الملعب والنصراويون بأمانة يجيدون دهاء كبير في اللعب من المكتب! الخاسر الكبير في استقالة فيصل بن تركي هو الكيان وسجلوها عليّ لن يحقق النصر بطولة بحجم الدوري لأكثر من خمس سنوات قادمة خاصة أنه أصبح بينه وبين اللاعبين ألفة قد لا يفهمها الرئيس القادم حتى إنني أكتب مقالتي هذه وأنا أشاهد مقابلته على بعض القنوات وكل ما أكتب سطر أجد سموه يواكبني لأنني أعلم عشق وحب هذا الرجل لنادي النصر. فيصل بن تركي لم يكن مجرد رئيس تسلم القيادة بل أخذ معها الريادة وأصبحت له «كاريزما» ترهق الحكام وتكسب الإعلام وتخيف كل من يقابله لأنك لا تعرف كيف ولا أين سيأتيك الرد منه وتجهل الأسلوب والتصرف الذي سوف يفرزه سواء بعد الهزيمة أو الفوز حتى انه أصبح وجبة دسمة يتناولها الإعلام وله قفشات أو ما يسميها جيل اليوم (طقطقة) لم يسبقه عليها سوى رمز النصر الأول عبدالرحمن بن سعود. أخيراً إذا ما أراد النصراويون الديمومة لناديهم والسعادة لأنفسهم أن يقفوا صفاً مرصوصاً ويثنوه عن الاستقالة بأي طريقه لأن من يأتي بعده سوف يتعب كثيراً لأن سموه أتعب من بعده والرئيس الجديد مطالب بأن يأتي بأول موسم ببطولة وسوف يبكي النصراويون كثيراً على الأطلال ويقولون: « يا ليت اللي صار ما كان» ومثل ما ابكى فيصل وأبكانا على الشاشة رحيله.