خسر الهلال بطولته التي كانت محببة له، وهي كأس ولي العهد قبل أن يحرمه النصر في العام الماضي منها، ويكررها الأهلي هذا العام، وأصبح الهلال خارج حسابات الأندية التي تنافس على بطولة الدوري بعد هزيمة مذلة وتاريخية من فارس الشمال العروبة، ولم يتبق للهلال إلا بطولة محلية وأخرى آسيوية هذا الموسم، وهي بطولة كأس الملك التي يبدو أنه في طريقه ليفقدها كما فقد البطولتين السابقتيين مالم يتدارك البيت الهلالي أوضاعه ويرمم صفوفه، وإلا فالفريق يسير في نفق مظلم، قد لا يخرج منه إلا بعد أن يفقد شعبيته الجارفة في الوطن، وتحرم أجيالا قادمة من ناد تمرس على البطولات، ولم يبخل على جماهيره من، على الأقل، بطولة واحدة في الموسم، جعلته يصنع قاعدة جماهيرية عريضة ويغيب كما غاب النصر عن المنصات إحدى وعشرين سنة قبل أن يعود ! لا ... والعودة جاءت من البوابة الهلالية. والبيت الهلالي الذي كان يختلف في حب الهلال، أصبح مشروخاً بل وآيلا للسقوط على من فيه، بعد أن أعلن سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد، تقديم استقالته ثم مالبث أن تراجع عن استقالته مرة أخرى كما يقال، بعد ضغوط شرفية، ثم تبعه بعد ذلك إنهاء عقد المدرب الروماني ريجي، ودفع الشرط الجزائي وإيقاف ناصر الشمراني وغياب أبرز اللاعبين عن مباراة العروبة، كل تلك الأمور تعجل بأن تجعل الهلال خارج كأس الملك ودوري أبطال آسيا. العمل الآن هو محاولة عودة المدرب كوزمين الذي هو كذلك مغضوب عليه في الأهلي الإماراتي، واستقطابه واستغلال الشرخ بينه وبين إدارة الأهلي، بعد تعثره المتكرر وهزيمته المذلة أمام الوصل، وإذا كان هناك شرط جزائي بينه وبين الأهلي الإماراتي فيجب على الهلال دفعه واستقطابه بأسرع وقت قبل أن تطير الطيور بأرزاقها، لأن الوقت لن يسعف الهلال كثيراً من أجل ترميم ما تبقى من هلال مهلهل . الهلاليون حالياً، أصبح النصر يشغلهم كثيرا، فهم أصبحوا يتطلعون إلى سقوطه وتعادله وكأن الزمن يعود مرة أخرى بنا للخلف عندما كان النصراويون يفرحون بشعار الأندية الأخرى، تشفياً بالهلال لا الفكر، هذا فكر جماهير الهلال. ولا اللاعبون الحاليون هم نفس روح وولاء اللاعبين السابقين، ولا حتى الإدارة صاحبت الشعارات الرنانة سابقاً لا يختلف الهلاليون إلا في حب الهلال أصبحوا يتفككون، وكأنهم يقولون (( يا تلعبوني ولا بخرب عليكم)).