أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في ال30 من شهر رجب للعام الحالي 1437ه، حزمة من الأوامر الملكية التي تهدف إلى إعادة هيكلة كثير من الوزارات والهيئات الحكومية في المملكة؛ لتتوافق وتنسجم هذه التغييرات مع رؤية المملكة «2030». وضمت القرارات دمج وإلغاء وتعديل أسماء وزارات وهيئات وشمل الإعلان أيضاً تعيينات واعفاءات. وجاء من ضمن الوزارات والهيئات المستحدثة «هيئة عامة للترفيه»، التي لقي مسماها الاهتمام الأكبر والأكثر تداولا ومناقشة على المستوى الشعبي وفي مواقع التواصل الاجتماعي. فمسمى كلمة «ترفيه» في مجتمعنا وثقافتنا مطاطي وله العديد من التفسيرات والتأويل والتعريفات المتداولة بين أفراده ومنها لا يستند إلى أي تفسير لغوي أو معنى أدبي. فهناك من يرى أنها كلمة لها امتداد بكل ما هو سيئ للغاية، ومنهم من يرى صعوبة مزاولة الترفيه دون توافر الأماكن والأدوات الترفيهية، وآخر يرى أن عملية الترفيه منوطة بأشخاص سواء أكانوا ممثلين أو مغنين أو مهرجين عليهم القيام بأداء الترويح ورسم الابتسامة على شفاه المشاهدين والمتفرجين الحضور. ومع تنوع وتعدد مفاهيم ومعاني شرح هذه الكلمة، لكن الجميع يتفق على أنها كلمة تشمل كل السبل والطرق والأدوات من بنية تحتية وخدمية ومرافق عامة من شأنها المساعده على جعل حياة الفرد مليئة بالسعادة والرضا والراحة. إن البيئة التي تتوافر بها جميع مقومات الترفيه من مناخ عام وقبول ثقافي واجتماعي، لها تأثير إيجابي وحيوي في تشجيع واستمرارية أفراد ذلك المجتمع في ممارسة الترفيه. ومع هذا كله يقع على الفرد جزء كبير من مسؤولية إدخال البهجة والسرور إلى نفسه، وذلك بتخصيص حصة بشكل منتظم لمزاولة الترفيه المناسب لميوله ورغباته دون الاعتماد على الآخرين، وكذلك تنظيم جدوله الترفيهي «اليومي، الأسبوعي، الشهري.. الخ». فالترفيه لا يجب أن يكون إجباريا أو مرتبطا بشخص بعينه أو مناسبة معينة، فبالإمكان مزاولة الترفيه عن النفس في المنزل أو الحديقة دون تأجيل أو انتظار إلى موسم «الترفيه الجماعي» في المهرجانات الصيفية أو احتفالات الأعياد السنوية. أصبح الترفيه في وقتنا الحالي «صناعة» ودخلا قوميا عند بعض الدول وفرصة لهيئة الترفيه بالمملكة لوضع بصمة خالدة يصبح فيها الترفيه مرآة للمجتمع ومصدر دخل للمواطن السعودي. كما أن لإشراك الجانب التربوي ممثلاً في وزارة التعليم في هذه المهمة جزءا أساسيا في تغيير وتطوير نمط الثقافة العام، لنهوض جيل قادر على إسعاد نفسه والآخرين من حوله. وكذلك ضرورة الاتحاد في الرؤى والأهداف مع أمانات وبلديات المدن لجعل أماكن الترفيه مقصدا «ثقافيا، تاريخيا، تراثيا، فنيا»، يحاكي وجدان مرتادي الطريق والمرافق العامة ويعكس الصورة الحقيقية لمفهوم «الترفيه في المملكة».