■■ في عالم كرة القدم صورة الجمال الفنية داخل المستطيل الأخضر قد تمنح المشاهد الإعجاب والمتعة، لكن نهايتها ليست بالضرورة أن تكون سعيدة لأصحاب الأقدام المهرة أو الرؤوس الذهبية، فقد يكتب لهم دراما المسلسلات الخليجية التي عادة ما تكون دموعا وأسى وحزنا فوق طاقة البشر. ■■ في المقابل قد يكون الأداء مملا للغاية، وروتينيا لحد التثاؤب للمشاهد والمتابع، لكن نهايته مفرحة لأولئك الذين لم يتعد دورهم داخل المستطيل الأخضر سوى مراقبة الخصم، والاعتماد على غزوة واحدة لا أكثر طوال المعركة الكروية داخل الملعب. ■■ إذا لم أمارس الخيال المعتمد على العاطفة والميول، أجد أن الفئة الأولى تمثل الملكي ريال مدريد، والفئة الثانية أتلتيكو مدريد في مواجهة الليلة لنهائي دوري أبطال أوروبا. ■■ ومواجهة هذين الفريقين بالذات تغيب فيها أبجديات كرة القدم في المنطق، ويحضر اللامنطق، فقد يفعل الملكي كل شيء ويخرج خاسرا، بينما جاره لا يفعل شيئا ويخرج منتصرا. ■■ هذا هو تاريخهما على الأقل في الخمس السنوات الماضية، ففي حالات كثيرة الأبيض يلعب والأحمر يكسب، وفي حالات كثيرة أيضا يتحول الريال لحمل وديع كأنه فريق مغمور أمام الجار أتلتيكو، ولم يجد أي من النقاد تفسيرا لهذه الحالة حتى الآن. ■■ المهم.. أن الأول يعشق الهجوم، والثاني يسبح في بحر الدفاع، ولغة كرة القدم تخدم من يحافظ على الشباك أكثر ممن يحاوك اصطيادها. ■■ زيدان المبدع في المستطيل ينتظر منه أن يمارس هوايته في موقع آخر وأعني بالتأكيد سلك التدريب، ويجعل من نفسه رقما مميزا في عالم التدريب كما كان عبر المستطيل الأخضر. ■■ ولكن المشكلة الكبرى التي ستواجه الفرنسي من أصل عربي أنه سيكون أمام الداهية سيموني الذي يعتبر مباريات ريال مدريد لعبته وعنوانه وأحيانا تسلطه وسلطنته.. فهل ينهي زيدان هذه المعضلة لفريقه؟! ■■ عناوين كثيرة في هذا النهائي المرتقب، لكن العنوان الأهم هو تأكيد العقدة أم انفراج أزمة، وما بين المعادلتين تترقب الملايين عبر الكرة الأرضية هذا النزال الفاخر. ■■ أمنيتي أن ينتصر المنطق في عالم كرة القدم وتتحقق العدالة الكروية.