بعد تحقيقه لآخر الألقاب مع فريق بايرن ميونخ وقبل توجهه إلى القطب الآخر لمدينة مانشستر، أثبت المدرب الأسباني بيب جوارديولا أنه واحد من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، فالفيلسوف الجديد استطاع أن يحتكر بطولة الدوري لثلاث سنوات متتالية مع الفريق البافاري، ناهيك عن تحقيقه كأس السوبر في ألمانيا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوربي، قبل أن يختتم مسيرته في ألمانيا بثنائية الكأس ومن أمام الغريم بروسيا دورتموند. وبغضّ النظر عن معدّل البطولات في سجله التدريبي وهو الأعظم على الاطلاق بواقع بطولة واحدة كل عشرين مباراة خاضها، ستبقى بصمته واضحة على الفريق بعد خروجه، كما كان حاصلاً مع الحقبة الذهبية لبرشلونة الاسباني، حيث صنع الفريق الأكثر سيطرة على الكرة والتحكم بمجريات المباراة، وبقي هذا الرقم صامداً في نسبة الاستحواذ للبلوجرانا لمدة ست سنوات قبل أن يُكسر من قبل بايرن ميونخ وبالتحديد في عام 2015 بقيادة مخترع فلسفة (حرية اللاعب في الملعب) الجوزيف بيب. ويرى البعض الآخر أن تجربة جوارديولا مع برشلونة الاسباني وبايرن ميونخ لا تعتبر اختبارا حقيقياً في ظل تفوق تلك الأندية وهيمنتها على الدوريات المحلية والمنافسة بقوة على الساحة الأوروبية، ولذا فإن المحكّ الحقيقي سيكون في الموسم القادم مع السيتيزن في ظل تواجد كبار المدربين أمثال رانييري وكلوب وكونتي وأرسين فينجر وربما العدو الأول للإسباني جوزيه مورينهو، بينما يرى الطرف الآخر أن جوارديولا سيكتسح البريميرليج وسيفرض هيمنته المطلقة على الدوري الأكثر تنافسية كما فعل ذلك مع البايرن وبرشلونة، ولهذا فإن جميع عشّاق كرة القدم موعودون بدوري انجليزي بنكهة أخرى في الموسم القادم. وتبقى لجوارديولا فلسفته الخاصة واسلوبه المميز في تطوير اللعبة والابتكار في عالم التدريب، حيث يرى بعض الأساطير في عالم التدريب كالراحل يوهان كرويف أن الفضل في تتويج اسبانيا بكأس العالم 2010 يعود إلى فلسفة جوارديولا والنسخة المحدثّة في المدرسة الشاملة أو ما تعرف باسم التيكي تاكا، والتي جعلت من أسبانيا أبطالاً للعالم وأوروبا لنسختين سابقتين، ناهيك عن تتويجه مع برشلونة لدوري الأبطال لمرتين، بل ذهب الهولندي إلى أبعد من ذلك، حيث ذكر أن ألمانيا فازت بكأس العالم في نسختها السابقة بفضل فلسفة بيب مع لاعبي بايرن ميونخ، مصادقاً على كلامه مدرب منتخب المانيا خواكيم لوف بأنه كان لا بد من تطبيق فلسفة اسبانيا قليلاً مع الاسلوب الألماني البحت. أخيراً، فإن مدرباً استطاع الحصول على لقب الدوري السادس له في مسيرته كمدرب من اصل سبع مشاركات، بالإضافة إلى لقب الكأس المحلي لخمس مرات من أصل سبع ودوري الأبطال مرتين من أصل سبع مشاركات فقط كمدرب، وبمعدّل بطولة واحدة كل عشرين مباراة، لجدير بأن يصنّف ضمن أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم.