* يوم الخميس الماضي كنت في طلعة التمياط، والطلعة جوهرة شمالية تقع على طريق الشمال الدولي وتتبع منطقة الحدود الشمالية، وتحوي بين جنباتها رجالاً يحق لها أن تفخر بهم ويفاخروا بها. * لقد كانت زيارتي للطلعة بناءً على دعوة كريمة من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية، لحضور جائزة الشيخ مشل التمياط للتفوق العلمي والتميز المجتمعي في عامها الثاني. * الشيخ مشل التمياط - رحمه الله- هو مؤسس طلعة التمياط وأحد رجالات الوطن الذين نفخر بهم وبأبنائه الكرام، والجائزة مخصصة للطلاب المتفوقين في المراحل التعليمية الثلاث، ولرواد العمل الاجتماعي والخيري في البلدة، والذين لهم مكانتهم في المجتمع، فهم يقومون بعملهم بإتقان ليلامسوا أهداف مجتمعهم وطموحاته، محبة لله ورسوله وحباً بالوطن، كما كتب رئيس لجنة التنمية الاجتماعية مناحي بن متعب التومي في دليل الجائزة. * لم أستطع عد من كرّموا تلك الليلة، وكل من حضر تم تكريمه، فقد كان الحفل نورا على نور، وهذا هو ديدن شباب الوطن عندما يتجهون بجهودهم للبناء والعطاء، ويتركون لغيرهم فارغ الكلام وتوافه المشاكل. * فالجائزة بر ووفاء نوعي لرجل استثنائي عمل من أجل مجتمعه، فاستحق «رحمه الله» واستحق معها الوفاء والتقدير. * كما أن الجائزة عمل من أجل مكونين مهمين من مكونات وطننا: البلدة والقبيلة، وكلتاهما بحاجة ماسة لجهود أبنائهما قبل غيرهم في بلد يسعى لتحقيق التنمية المتوازنة بين جميع أرجاء المملكة. * كما رأيت في الحفل والمعرض المصاحب، مع الهمم والطموحات العالية، تعاوناً راقياً بين القطاع الحكومي والخيري يستحق النمذجة، فقد كان للبلدية تواجد بتكريم المتفوقين، بالإضافة إلى مشاركة المدارس وجمعية تحفيظ القرآن الكريم والمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد التابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وجمعية البر الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، والجائزة تحت إشراف لجنة التنمية الاجتماعية التابعة لنفس الوزارة، ولا غرابة فالسعي للتميز يجمع القلوب ويوحّد الأهداف. * كم أتمنى أن نرى تجارب مميزة كهذه التجربة في كل قبيلة وبلدة، فهذا هو الاستثمار الحقيقي والباقي، والوطنية الصادقة لا العابثة. * لا أريد أن أنتقد في هذا المقال الإيجابي، ولكني كنت أتمنى ألا تغيب إدارة تعليم الحدود الشمالية وعلى الأخص مديرها عن هذه المناسبة، التي هي استثمار مميز للتعليم بدون أي تكلفة. * دعواتي للعاملين بالثبات والحماية من شياطين الإحباط.