شدد ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأممالمتحدة الخاص امس الخميس على وجوب تأسيس حكومة انتقالية جديدة في سوريا،، واستنكر استمرار أعمال العنف والقصف الجوي المتواصلة التي يقوم بها النظام السوري اثناء اجتماعات أطراف النزاع حول طاولة النقاش، وطالب في تصريحات صحفية له بجنيف، بتدخل أمريكي - روسي «عاجل» وعلى أعلى مستوى لإنقاذ محادثات السلام السورية، وجزم بان المحادثات لن تكون ذات معنى إلا في حال عودة وقف إطلاق النار إلى المستوى الذي كان عليه في فبراير ومارس الماضيين. وقال دي مستورا في مؤتمر صحفي عقب جولة المحادثات الثالثة هذا العام بين الأطراف، ان المشاركين في المفاوضات السورية وافقوا على إنشاء هيئة انتقالية في سوريا ستقوم بوضع دستور جديد للبلاد، مضيفا ان مشروع الدستور الجديد سيطرح لاستفتاء عام، وأن الانتخابات ستجري بعد ذلك في ختام الفترة الانتقالية. الا انه قال إن «خلافات كبيرة مازالت قائمة بين النظام السوري وجماعة المعارضة الرئيسة في رؤيتهما للانتقال السياسي، على الرغم من بعض القواسم المشتركة»، وأوضح أن الجولة القادمة من المحادثات السورية ستعقد في مايو المقبل. وأعرب دي ميستورا في وثيقة من سبع صفحات أصدرها في ختام جولة المحادثات التي استمرت أسبوعين، عن قلقه العميق حيال هشاشة اتفاق وقف الاعمال القتالية في حلب، وفي ثلاث بؤر ساخنة أخرى على الاقل، رغم انه رأى تقاربا في المواقف بين رؤيتي النظام والمعارضة للانتقال السياسي، وقال في مؤتمر صحفي «لهذا أدعو إلى مبادرة أمريكية-روسية عاجلة على أعلى المستويات لأن ميراث الرئيس أوباما والرئيس بوتين كليهما مرتبط بنجاح مبادرة فريدة بدأت بصورة جيدة للغاية وهي بحاجة لأن تنتهي بصورة جيدة للغاية»، وقال إن على الولاياتالمتحدةوروسيا أن تعقدا اجتماعا وزاريا للقوى الكبرى والاقليمية التي تشكل المجموعة الدولية لدعم سوريا. وتحدث دي ميستورا إلى الصحفيين في جنيف بعدما أطلع مجلس الامن التابع للامم المتحدة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة على نتائج جولة من المحادثات السورية استمرت اسبوعين. وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيس للمعارضة السورية، من المحادثات الرسمية قبل أسبوع احتجاجا على عمليات القصف التي يشنها النظام، والبطء في تسليم المساعدات الانسانية. ومشيرا إلى روسياوالولاياتالمتحدة قال دي ميستورا «لا يوجد سبب لأن تعجزا -وقد وضعا رصيدا سياسيا كبيرا في قصة النجاح هذه، ولهما مصلحة مشتركة في ألا يشاهدا سوريا تدخل في حلقة أخرى من الحرب -عن تنشيط ما أوجداه والذي لا يزال بالكاد على قيد الحياة». وقال دي ميستورا «كيف يمكن أن يكون لديك محادثات جوهرية بينما لديك فقط أنباء عن قصف من الجو وقصف على الارض؟ إنه شيء حتى أنا أرى أنه صعب، هل يمكنك أن تتخيل السوريين؟» مضيفا انه يهدف إلى استئناف المحادثات في مايو، رغم أنه لم يذكر موعدا محددا. وقال مبعوث الاممالمتحدة في الوثيقة إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي، لكنهما يتشاركان «قواسم مشتركة» بما في ذلك الرأي بأن «الادارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين». وقال إن هذه الجولة من المحادثات «غطى عليها تدهور كبير ومزعج لوقف الاعمال القتالية، وقال: الاعتقاد السائد هو أنه قد ينهار في أي وقت.، وأضاف انه في الساعات الثمانية والاربعين الماضية قتل سوري واحد في المتوسط كل 25 دقيقة واصيب سوري كل 13 دقيقة، وزاد: إن من بين أحدث الضحايا طبيب الاطفال الاخير«في مدينة حلب الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والذي قتل في ضربة جوية استهدفت مستشفى يوم الاربعاء. وأوضح دي ميستورا انه اوصى مجلس الامن بأن يعقد قريبا اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تضم 17 دولة وتترأسها الولاياتالمتحدةوروسيا. وميدانيا قتل 38 مدنيا على الاقل في مدينة حلب الخميس في تبادل قصف بين قوات النظام والفصائل المعارضة، بحسب المرصد السوري، وقال مديره رامي عبدالرحمن: قتل 20 مدنيا على الاقل واصيب العشرات بجروح في غارات جوية استهدفت حيي الكلاسة وبستان القصرفي الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب. واستهدفت الغارات ليل الاربعاء مستشفى ميدانيا ومبنى سكنيا مجاورا له في حي السكري الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة المعارضة في مدينة حلب، وأعلن عن مقتل عشرين مدنيا بينهم أطفال في الغارات بينهم خمسة من موظفي المشفى، وهم طبيب اطفال وطبيب اسنان وثلاثة ممرضين. وأدانت الولاياتالمتحدة غارة النظام قرب مدينة حلب، وأبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر صدمته إزاء الغارات الجوية المتكررة على مسعفي الدفاع المدني. ولفت المتحدث الى ان هذه الغارات تجسد المنحى البائس في التكتيكات المتبعة من قبل نظام بشار اوالتي تستهدف عمدا الطواقم الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان، إن تصاعد العنف في مدينة حلب السورية يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية، وأضافت ان المعارك الشرسة التي تندلع في حلب بين مقاتلي المعارضة والقوات التابعة للنظام السوري، أدت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضررا من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام. وقتل العشرات خلال الأسبوع المنصرم مع تكثيف غارات النظام الجوية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى تدعمه في حلب، واوضحت المنظمة ان الضربة أسقطت 14 قتيلا على الأقل من المرضى والعاملين من بينهم ما لا يقل عن ثلاثة أطباء، وانتشل متطوعون صباح امس عشرة جثامين من تحت انقاض مشفى القدس ومبنى سكني في حي السكري. وقال احدهم لوكالة فرانس برس: لم نتمكن من تحديد هوية الجثامين نظرا لاحتراق بعضها ووجود جثامين دون راس او تهشم وجهها، فيما استأنف النظام غاراته الجوية صباحا.