ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في غارات نفذها الطيران السوري على مدينة حلب في شمال سوريا الى ثلاثين، بحسب حصيلة جديدة اوردها الدفاع المدني الخميس. واستهدفت الغارات ليل الاربعاء مستشفى ميدانيا ومبنى سكنيا مجاورا له في حي السكري الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة المعارضة في مدينة حلب. وكان الدفاع المدني افاد عن مقتل عشرين مدنيا في الغارات بينهم خمسة من موظفي المشفى، وهم طبيب اطفال وطبيب اسنان وثلاثة ممرضين. وحذر الموفد الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء في مؤتمر صحافي من تصاعد العنف في سوريا وخصوصا في حلب على الرغم من اتفاق وقف الاعمال القتالية. وقال "خلال الساعات ال48 الاخيرة قتل سوري كل 25 دقيقة"، مضيفا ان "طبيب الاطفال الوحيد في حلب قتل" في القصف الاربعاء. وانتشل متطوعون صباح الخميس عشرة جثامين من تحت انقاض مشفى القدس ومبنى سكني في حي السكري. وقال احدهم لوكالة فرانس برس "لم نتمكن من تحديد هوية الجثامين نظرا لاحتراق بعضها ووجود جثامين دون راس او تهشم وجهها". ويستقبل المستشفى المرضى الذين يشكون من الامراض الداخلية والمزمنة. وبحسب مراسل الوكالة، فان معظمهم من كبار السن. وقال مراسل وكالة فرانس برس في المدينة ان الغارات الجوية استؤنفت حوالى الساعة العاشرة صباحا (07،00 ت غ). وفي الاحياء الواقعة تحت سيطرة الحكومة، قتل اربعة اشخاص، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، كما اصيب اربعة آخرون بجروح في "اعتداءات ارهابية على حيي المريديان والمشارقة". ولم تذكر الوكالة نوع الاعتداء، لكن الفصائل المقاتلة المتمركزة في شرق المدينة تستهدف الاحياء الغربية التي تسيطر عليها الحكومة بقذائف الهاون او المدفعية. وقتل الاربعاء عشرة اشخاص بينهم طفل اثر استهداف الاحياء التي تسيطر عليها الحكومة بقذائف صاروخية، بحسب سانا. وتشهد مدينة حلب تصعيدا عسكريا متزايدا منذ اكثر من اسبوع. ودعا دي ميستورا في انتهاء جولة محادثات غير مباشرة بين المعارضة والنظام في جنيف لم تحقق اي تقدم، الى احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية، مطالبا بعقد اجتماع لمجموعة دعم سوريا برئاسة واشنطن وموسكو، الطرفين الراعيين للهدنة. وجددت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات السورية الخميس الحديث عن عملية قريبة بهدف السيطرة على حلب. وكتبت "آن الاوان لاطلاق معركة تحرير حلب كاملة". واضافت ان "القيادة السياسية والعسكرية أعطت فرصة للهدنة لحقن الدماء ومنحت التسوية السياسية فرصة سانحة في جنيف استجابة لطلب الأصدقاء الروس مع أن العمليات العسكرية قبل وقف القتال كانت تسير باتجاه حسم الصراع في حلب". وتعد مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 شباط/فبراير، لكنه يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة، ما يثير خشية من انهياره بالكامل.