تحت رعاية مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان اختتمت أمس الأول مسابقة التحدي «k50 Challenge» التي نظمتها عمادة البحث العلمي بالجامعة، وعرضت فيها 10 فرق طلابية منتجات ابتكارية صناعية أمام لجنة تحكيم دولية لتقييم مدى جاهزيتها ودخولها للأسواق. وفاز بالجائزة الأولى في المسابقة، التي حظيت بحضور كثيف من الطلاب ومسؤولي الجامعة وعدد من رجال الاعمال والمهتمين، المتسابق محمد الودعاني عن اختراعه جهازا يعمل بالليزر ينظف فرشاة الرسم ويجففها تماما في وقت قصير جدا، ويمكن الرسام من استخدام فرشاة واحدة لجميع الألوان دون أن تختلط، وبلغت قيمة الجائزة 50 ألف ريال، كما فاز الودعاني بجائزة تصويت الجمهور ومبلغ 5 آلاف ريال. وفاز بالجائزة الثانية ومبلغ 30 ألف ريال المتسابق أحمد ظاهر الظاهر عن اختراعه جهازا رقيقا يثبت على الظهر، ويوصل لاسلكيا بالهاتف المحمول يقوم برصد حركة العمود الفقري وينبه عن الأوضاع الخاطئة التي تؤثر على الظهر وتسبب مشاكل صحية. وفاز بالجائزة الثالثة ومبلغ 20 ألف ريال المتسابق حسين السادة عن ابتكار يمكن من إنتاج الطاقة عن طريق استغلال الطاقة الكامنة الناتجة عن قابلية الأجسام للطفو في الماء. واعتمدت لجنة التحكيم في تقييم المشاريع على معايير تتضمن مدى اقتراب المشروع من المنتج النهائي، ودرجة جاذبية المشروع للمستثمرين، وقدرة المبتكر على الإجابة على جميع أسئلة اللجنة، وأن يكون المنتج قادرا على تلبية احتياج فعلي أو حل مشكلة قائمة. كما كان للجمهور دور في عملية تقييم الفرق عبر التصويت الإلكتروني الفوري بعد انتهاء الفرق من تقديم عروضها وتتابع الفرق نتائج التصويت مباشرة أثناء إجاباتها على أسئلة لجنة التحكيم. وذكر الدكتور خالد السلطان أن توجه المملكة للتخلي عن الاعتماد على النفط، وهو ما تضمنته رؤية المملكة 2030، يتطلب وجود بدائل أحدها بناء مجتمع معرفي واقتصاد قائم على المعرفة، مشيرا إلى أن براءات الاختراع والملكية الفكرية تعد من الركائز المهمة للاقتصاد المعرفي، ولافتا إلى أن الجامعة تقوم بدور كبير في هذا المجال، فقد بدأت من خمس براءات اختراع قبل عشر سنوات حتى أصبحت اليوم من الجامعات المتقدمة عالميا حيث تحقق في العام الواحد أكثر من 115 براءة اختراع. وأضاف: «لدينا الآن عشرة منتجات معتمدة على براءات اختراع من الجامعة، 2 منها بدأت بالعمل»، وقال: طورنا تقنية لمعالجة الزيت الثقيل بالتعاون مع أرامكو وشركة نيبون اليابانية، وتم ترخيص التقنية لمصفاة تابعة لشركة إس أويل في كوريا الجنوبية، كما أن لدينا عددا من براءات الاختراع في معالجة المياه تم تنفيذها فعليا، فهناك مصنعان كبيران في ولاية تكساس الأمريكية لمعالجة المياه المستخدمة في استخراج الزيت الصخري، إضافة إلى 8 منتجات جديدة في طريقها للسوق. وحول أهمية العائد المادي لهذه المنتجات أوضح الدكتور السلطان أن العائد المادي مهم، ولكن أن نؤهل وندرب شبابا لقيادة مجتمعنا للتوجه للاقتصاد المعرفي يبقى هو الاهم في هذه المرحلة. وبين أن الوصول بالأفكار إلى هذه المرحلة تطلب أن تقوم الجامعة ببناء منظومة ابتكارية متكاملة تتضمن عناصرها معهد الريادة وحاضنات الأعمال ومراكز بحث وتطوير تابعة لشركات كبرى، ومركزا للنمذجة. وقال إنه بالإضافة إلى اهتمام الجامعة بالابتكارات القائمة على أبحاث علمية وتقنيات متقدمة، فإنها تركز أيضا على تشجيع إطلاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تتطلب أفكارا ابداعية تتلمس احتياجات المستهلك اليومية وتقدم له حلولا ابتكارية، مشيرا إلى أن هذا الجانب هو الهدف من هذه المنافسة التي حولت أفكارها إلى منتجات قابلة للاستخدام النهائي. وقال الدكتور ناصر العقيلي عميد البحث العلمي بالجامعة: إن المسابقة هي الأولى من نوعها في جامعات الشرق الأوسط، وتنفرد الجامعة باستضافة هذا التحدي الذي يركز على الإبداع والابتكار والأفكار الخلاّقة التي تساعد في حل مشكلة أو تسهيل عمل ما يخدم البشرية بحيث تكون للفكرة القابلية للتسويق والخروج منها بما يمكن تسميته «شركة ناشئة». وأوضح أن المرشحين وصلوا إلى المرحلة النهائية بعد مشوار طويل من التصفيات مروا خلالها بمراحل تدريب لتعلم كيفية عمل «نموذج تسويقي» لكل فكرة وطوروا مشاريعهم الابتكارية ونمذجتها وتصميم خطط عمل وتسويق لإيصالها للسوق. من جانبه ذكر الدكتور سمير مكيد عضو اللجنة التنفيذية وعضو لجنة التحكيم أن هناك نوعين من المنتجات الابتكارية، الأول يعتمد على البحث العلمي الذي يسجل كبراءة اختراع ثم يمر بمراحل طويلة من التجهيز حتى يصل إلى الأسواق، وفي هذا المجال قطعت الجامعة شوطا كبيرا وهناك العديد من المنتجات الابتكارية التي تحولت إلى شركات ناشئة. أما النوع الثاني فيركز على أفكار ابداعية تتلمس احتياجات المستهلك اليومية وتقدم له حلولا ابتكارية وهو ما نركز عليه في هذه المسابقة، مؤكدا أن هذه المنتجات تلامس الاحتياجات اليومية وتصميمها سهل ولا تعتمد على تقنيات معقدة. وضمت لجنة التحكيم كلا من الدكتور دينيس جيلمور المدير التنفيذي لشركة تطوير البحوث في وادي الظهران للتقنية، جودي ثيودور رئيس إدارة الاستثمارات في أرامكو السعودية، رياض الزامل رئيس مجلس إدارة مجموعة راز، الدكتور أحمد الشميمري رئيس قسم ريادة الأعمال في جامعة الملك سعود، الدكتور ابراهيم المعجل رئيس مجلس إدارة عقال الشرقية، الدكتور سمير مكيد أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد، عبد الوهاب الفردان مدير فرع معهد ريادة الأعمال الوطني في المنطقة الشرقية. الجدير بالذكر أن المسابقة تقام تحت رعاية وإشراف وزارة التعليم بالمملكة، حيث وقع الاختيار على جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لما لها من سمعة مرموقة بين جامعات الشرق الأوسط، بل والعالم طبقا للتصنيفات الجامعية العالمية.