أجمع خبراء ومحللون اقتصاديون دوليون على أن «رؤية السعودية 2030» التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، تعتبر بمثابة برنامج تحوّل اقتصادي واسع، يضع المملكة في مسار واضح لا يعتمد على النفط ويساعد على تحقيق أهدافها المستقبلية. وأكدوا أن الصندوق السيادي للمملكة يمكنه أن يسهم في تجاوز عقبات الاعتماد على النفط وأن يعمل بشكل جيد أسوة بصناديق سيادية أخرى تعمل جيدا، وتحقق أهدافها الاستثمارية بنجاح. وقال دانيلو أونورينو، مدير مَحافظ مختص بالطاقة في مؤسسة دوجما كابيتال، ومقرها في لوجانو في سويسرا: «الاحتياطيات النفطية فقط يمكن أن تبلغ قيمتها حوالي 2.5 تريليون دولار إذا حسبنا سعر البرميل بأنه 10 دولارات. بالتالي فإن تقييم كامل شركة أرامكو بأنه يبلغ تريليوني دولار يعتبر رخيصا للغاية. أضف إلى ذلك حقيقة أن أرامكو تقريبا لا تدفع أية ضرائب، وأنها أقل شركة في العالم من حيث تكاليف التشغيل، وتستطيع الحصول على التمويل بتكلفة رخيصة للغاية». وفي تعليقاته على تصريحات ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن هناك أصولا بخلاف أرامكو سوف تكون ضمن الصندوق السيادي ومن الممكن أن تصل قيمتها إلى 300 مليار دولار، إضافة إلى القيمة الحالية للصندوق والتي تبلغ حوالي 200 مليار دولار، قال جيفري إيميلت، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، التي تزود أرامكو بالمعدات التي تشتمل على توربينات الغاز: «اليوم نحن نشهد السعودية وهي تزيد التركيز على أهدافها، ولدينا شراكة مع المملكة في الوقت الذي تستعد فيه لمستقبل لا يعتمد على النفط». وأكد الخبير الاقتصادي لدى مصرف «ساكسو بنك» كريستوفر ديمبيك، أنه من الواضح أن هذا (الصندوق) سيغير الوضع بشكل جلي، اذ يستعد لاتخاذ المنحى ذاته لصندوقَي قطر والنرويج، وهما صندوقان سياديان يعملان بشكل جيد جدا. وأوضح ديمبيك أنه «في مرحلة أولى، لا يُتوقع أن تكون البلاد انتقائية جداً، ويفترض أن تتجه صوب الأصول التقليدية قبل أن تُقدم على مزيد من المجازفة بالاتجاه مثلاً الى التكنولوجيا الحديثة، وتاليا فإن السعودية قد تستثمر في إنفاق المليارات لإعادة شراء أسهم وسندات وعقارات، أو تساهم بقسم ضئيل من رأس مال شركات أجنبية. والصندوق الجديد سيعطي الأفضلية للاستثمارات الآمنة، مثل سندات الخزينة الأميركية أو العقارات، الأمر السائد في عدد من الدول الاوروبية. ومن جهته، يرى الخبير الاقتصادي في شركة أوريل بي جي سي جان لوي مورييه أنه، كما في معظم الحالات المماثلة، تقضي الفكرة بإنشاء صندوق لتمويل تنويع موارد الاقتصاد، مشيرا الى أن ذلك سيكون له وقع إيجابي على الأسواق العالمية، وان كان من الصعب تقدير حجم هذا التأثير في الوقت الحاضر، مضيفا أن السعودية ستستخدم على الأرجح بصورة جزئية أموالاً ناتجة من العائدات النفطية المتاحة أساساً، ما سيحد من الاستثمارات الجديدة. جون ديفتيريوس، محرر شؤون الأسواق الناشئة في CNN يرى أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنها ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تعتبر تغييرا كاملا وجذريا في البلاد، مبينا أن هذه الرؤية التي كشف عنها ولي ولي العهد السعودي، توصف بأنها تغيير كامل، حيث ستتم خصخصة شركات وفي مقدمتها بيع أسهم في جوهرة شركات النفط، أرامكو. وقال جان لوي مورييه الخبير الاقتصادي بشركة أوريل بي جي سي إنه، كما في أغلب الحالات المماثلة، تقضي الفكرة بإنشاء صندوق لتمويل تنويع موارد الاقتصاد، مؤكدا أن هذا ما سيكون له وقع على الأسواق العالمية ولو أنه من الصعب تقدير حجم هذا التأثير في الوقت الحاضر. مشيرا إلى أن السعودية ستستخدم على الأرجح بصورة جزئية أموالا ناتجة من العائدات النفطية المتوافرة أساسا، ما سيحد من الاستثمارات الجديدة.