حدث ما كان متوقعا في الهلال، لقب الدوري بات ضربا من الخيال!! الكتاب الأزرق كان واضحا عنوانه منذ بداية الموسم، والمكابرة والعناد لم تزد وضعه إلا سوءا وغموضا!! استبشر الهلاليون بقبول وجه السعد للرئاسة، بيد أن كرسي الرئاسة كان ملغما على غير العادة!! الخزينة كانت خاوية والإدارة السابقة خلفت تركة ثقيلة، فالنادي المليونير بأعضاء شرفه ورجاله واستثماراته بات مديونيرا مع مرتبة الشرف!! من يصدق أن الهلال أغنى ناد سعودي يبدأ موسمه بديون تتجاوز ال 80 مليونا!! في نظر الجماهير الأمر سيان والمهم لديهم أن يروا هلالهم بأبهى حلة، يحقق البطولة تلو البطولة، وينافس ويقارع بشراسة!! استهل الزعيم موسمه ببطولة للتاريخ ليس إلا، فلقب السوبر لا يعني أنك الأفضل ولا الأكمل، زد على ذلك خصمك لم يكن في وضعه الطبيعي والمشاكل تكاد تخنقه من كل حدب وصوب!! واصل الهلال مسيرته في الدوري وظهر بمستويات مهزوزة واستطاع أن يحقق عدة انتصارات في الرمق الأخير ليس من المنافسين فحسب وإنما أمام فرق الوسط ومؤخرة الترتيب!! بدأت الصورة تتضح شيئا فشيئا وخسر الهلال أمام منافسيه على اللقب في مشهد يوحي للجميع بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان!! كانت الفرصة سانحة للتغيير سواء على صعيد المدرب المتغطرس أو حتى الأجانب والمحليين، بيد أن الضعف وقلة الحيلة تسيدا الموقف!! استهل الأزرق الدور الثاني وواصل مستوياته الباهتة وتجرع تعادلا بطعم الخسارة عدة مرات، وواصل انكساره أمام الأهلي والاتحاد وزاد هذه المرة بهزيمة ثالثة أمام حصان الدوري الأسود «السكري»!! وصل الزعيم المنكسر إلى نهائي كأس ولي العهد وكان حاضرا على غير العادة واستطاع أن يحقق اللقب بعد أن تجلى لاعبه المبعد والمغضوب عليه «ناصر الشمراني» والذي كان زلزالا كعادته!! عاود الهلال ركضه وحاول لملمة أوراقه للمنافسة على الدوري حتى جاءت الضربة القاضية من منافسه الأهلي والتي أعادته رسميا إلى دوامة البحث عن لقب الدوري الغائب من جديد!! هرع أنصار المدرب والإدارة للذود عن الحمى بجمل من التبريرات الواهية التي لا تخفى على المدرج الغلبان، وانطوى الطرف الآخر لتصفية الحسابات!! الهلال بالنسبة لي كان واضحا منذ البداية، ورأيي الذي لا يعجب البعض احتفظت به على مضض طالما لا يوجد من يجيب!! الهلال «عليل» يا سادة و«غريب» على أبنائه ومحبيه!! الهلال يا زعماء لم يعد هلال سامي والدعيع والثنيان ومن قبلهما النعيمة والدايل والبيشي والمصيبيح!! حتى إدارته التي استبشروا بها وراهنوا عليها ليست كإدارة عبدالله بن سعد ولا بندر بن محمد ولا حتى محمد بن فيصل!! الهلال مريض وشفاؤه بيد أبنائه، الهلال يحتاج التفاتة أبنائه ووقفتهم معه قبل أن يستفحل المرض ويصبح داء لا يرجى برؤه!! الزعيم يحتاج إلى دعم مالي يمكن إدارته من الخروج من مرحلة الوهن إلى القوة بتعاقدات تعيد الحياة إلى شرايين الأزرق!! الهلال يحتاج إلى مدرب متمكن وأجانب بقيمة رادوي ومهارة ويليهامسون وروعة نيفيز!! الهلال بحاجة إلى إداري متمكن، حاذق صارم متفهم، تماما كمنصور الأحمد، مع كل الحب والتقدير للمتفرج عفوا «المفرج»!! الهلال بحاجة إلى أسماء محلية تملك الروح بجانب الإبداع، فقد مل الجمهور جيل «الجل» والخذلان!! الهلال لا يحتاج إلى معجزة، فقط يحتاج إلى أن يعود هلالا كما كان!! الهلال يحتاج أخيرا إلى وقفة صادقة من رئيسه وربانه، فإما العودة به بطلا وإما عليه أن يرفع الراية ويترجل!! وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.