يقولون في الأمثال: «مَن صبر ظفر»، والأهلي السعودي صبر طويلًا حتى حقق بطولة الدوري، ولكي يعلم الجمهور الرياضي مدى قيمة هذه البطولة وقوتها ينظر لتاريخ بطل الكؤوس النادي الأهلي، فالفريق الأهلاوي كان يحقق كل شيء، ويصعد لمنصات التتويج في كل حين، ويصل لنهائياتٍ كثيرةٍ كفريق بطل، لكنه لا يحقق بطولة الدوري، وهذه كانت معضلةً بالنسبة لهم، فعندما استشعر القائمون على شؤون الأهلي بأهمية هذه البطولة، وأيقنوا أن الفريق البطل يجب أن يحقق بطولة الدوري، وهي المقياس الحقيقي لأي فريق كرة قدم في العالم، أعدوا العدة لها، وفي كل موسم كانوا يتحسنون ويتقدمون، أعانهم على ذلك حكمة وصبر الأمير خالد بن عبد الله رئيس أعضاء الشرف السابق والداعم الرئيس للفريق الأهلاوي، هذا الأمير قال ذات يومٍ: الأهلي سيحقق الدوري ولكن بتروٍّ وهدوءٍ، فالعمل والتخطيط لتحقيق بطولةٍ مثل بطولة الدوري يحتاج وقتًا وصبرًا من الجميع، لم يلتفت يومًا لمن يردد الأهلي بطل المنافسات ذات النفس القصير، عاد للمشهد الرياضي وهو يفكر كيف يصل بالأهلي إلى بطولة الدوري. اليوم الأهلي هو بطل الدوري بفريقٍ قويٍّ، وعناصر تصنع الإنجاز بخطوات ثابتة، مَن كان يراهن أن الأهلي لا يملك مقومات التفوق في بطولة الدوري اليوم هو يخسر الرهان وعليه أن يغير قناعاته، فالعمل وحده مَن يصنع المنجز. وفي تصوري أن العنصر الأساسي في تحقيق بطولة الدوري للنادي الأهلي هو العمل التراكمي الذي أرسى أسسه الأمير خالد بن عبد الله، مع التغيير الإستراتيجي في منهجية العمل كان له التأثير الأكبر، بمعنى أن كل رئيس يحضر للنادي يقدم عملًا مختلفًا بسياسةٍ مختلفةٍ، تختلف عن الرئيس الذي يسبقه، وعندما يصل لمرحلة التشبّع يشعر قائد السفينة الحقيقي بهذا الشيء، فيبدأ في التفكير في رئيسٍ جديدٍ تكون أولوياته منجزًا مختلفًا، والمنجز المختلف في السنوات الماضية كان يتمثل في تحقيق بطولة الدوري، فقد بدأ المجتمع الأهلاوي يشعر بأن الدوري قد اقترب، وتحديدًا منذ فترة رئاسة الأمير فهد بن خالد الذي لازم كرسي الرئاسة فترةً ليست بقصيرة، ومع كل موسم يزداد شعور الأهلاوية ممن يفهمون في العمل الرياضي أن الدوري يقترب، ففي الموسم الماضي كان الأهلي قريبًا من الدوري أكثر من أي وقتٍ مضى، لكن الظروف لم تخدمه؛ لأنه كان ينتظر تعثر النصر حتى يصبح البطل. في هذا الموسم، حصد مساعد الزويهري ما أسسه الأمير خالد وصنع ظروف التفوق بحسن إدارته، رغم بعض المطبات التي كان تخيف الأهلاوية، فالحظ دائمًا ما كان يتخلى عن الأهلي في أحلك الظروف، هذا الشعور حدث قبل أن يصدر قرارٌ بتعيين طارق كيال كمشرفٍ عامٍّ على فريق كرة القدم، وفي تصوري هذا القرار أعاد الأهلي لحالة الاستقرار بعد أن فقدها في فترةٍ معينةٍ من الدوري؛ لذا التخطيط الإداري الجيد والتصرف المناسب لمواجهة أي عملٍ طارئٍ ومفاجئٍ يصنع الفرق ويدوّن في مصلحة قائد العمل. مبروك لجمهور الأهلي هذه البطولة الغالية، ويحقّ لكل أهلاويٍّ أن يفخر بهذا الفريق البطل، بعودة الأهلي لبطولة الدوري واتساع رقعة المنافسة ستعود الكرة السعودية من جديد وهذا هو المهم. ودمتم بخير،،،