وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، في جلسته أمس، على «رؤية المملكة العربية السعودية 2030»، وقدم خادم الحرمين الشريفين هذه الرؤية للمواطنين، مشدداً على أن المملكة حريصة على الثوابت مثلما هي حريصة على التطور والتقدم والنماء وتنويع مصادر الدخل، والاستمرار في حركة التطوير والتقدم، وفي نفس الوقت قدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، شرحاً وافياً لهذه الرؤية والنقلة النوعية للاقتصاد الوطني ومعالجة مشكلة إدمان الاقتصاد السعودي للنفط، في حديث شامل، بث يوم أمس في قناة العربية. ومن خلال حديث ولي ولي العهد، فإن الرؤية تتأسس على شجاعة في الطرح وشفافيته ومشاريع مدروسة، وتنفيذ محكم ودقيق، وتقديم رؤية عصرية للعمل التنفيذي، تعتمد على الموارد الوطنية المستدامة، وتنمية ثقافة الانتاج والعمل وإدارة الثروات الوطنية بروح علمية مسؤولة. وتفاءل المواطنون خيراً من خلال الروح التي أبداها سموه حيث تحدث عن إصلاح أخطاء شنيعة أدت إلى هدر المال والوقت والجهد. والرؤية الجديدة تؤسس لحقبة أخرى، بل تاريخ آخر جديد للبلاد، يعتمد على الشفافية والمسؤولية والكفاءة في الإدارة والتنفيذ، وهذه المقومات كفيلة بدفع البلاد إلى مرحلة أخرى من النجاح ومستويات خلاقة في التنمية والتطوير، حيث تحدث سموه عن طرح 5 بالمائة من ملكية شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» للبيع، والعوائد سوف تستثمر في مجالات كثيرة ومتنوعة، تضمن دخلاً ضخماً لا ينحصر في سلعة ناضبة مثل النفط، كما تحدث سموه عن تطوير استغلال الثروات الضخمة والمهمة في المملكة وتفعيلها لتكون عائداً ثانياً سيسد جزءا كبيراً من الاحتياجات بلا نفط، أيضاً خلق قنوات إنتاج واستثمار جديدة، وتفعيل كل ما يمكن استثماره ليكون منتجعاً، بما في ذلك موقع المملكة الجغرافي، وبحارها وأرضها ومخزونها التراثي والثقافي وميزها النسبية الإسلامية والعربية. وهذا يعني أن فكر الاستثمار السعودي سيجري تحريره من أسر النفط، إلى أن يكون خلاقاً ومبدعأً ومبتكراً لمجالات استثمار كثيرة عذراء، لم يجر التفكير بتنشيطها، وليس أقلها المخزون التراثي السياحي الهائل في المملكة. «الرؤية السعودية 2030» تؤهل المملكة والسعوديين إلى نقلة جديدة تتطلب أن يساهم فيها الجميع - مسؤولين ومواطنين وأخصائيين- كل في مجاله، للبقاء في المقدمة المؤثرة والقائدة للاقتصاد العالمي، وتحسين وسائل التمكن وتأسيس خبرة جديدة في عالم يتغير اقتصاداً ووسائل وتفكيراً وتقنية. والرؤية هي ثمرة لتطلع خادم الحرمين الشريفين وخبرته، زعامته المجربة، وحرصه على أداء الأمانة بمسؤولية ووفاء وإخلاص، حفظه الله وسدد خطاه.