بين المجزل وبين تحقيق الحلم الكبير مسافة 90 دقيقة أخيرة في مشوار طويل بدأ بخطوة حتى وصل لمنطقة غير متوقعة لأشد المتفائلين من أبناء تمير. مباراة الجيل هي مباراة (كسر العظم) و(النفس الأخير) أما وداع الدرجة الأولى والمغادرة على رحلة رقم واحد لدوري الممتاز، أو البقاء لموسم آخر في دوري المظاليم وقد لا يتكرر هذا الموسم الاستثنائي مرة اخرى. مواجهة تاريخية في مسيرة المجزل الكروية، هذا الفريق الذي وصل لدوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي قادما من الدرجة الثانية، والآن ها هو يقترب من الصعود لدوري الممتاز في ظرف سنتين فقط. استطاع أن يعتلي القمة ويتفوق على الجميع على الرغم من الميزانية المتواضعة بل والقليلة التي صرفت على الفريق هذا الموسم، فلم يكن المجزل من الأندية الغنية في دوري الدرجة الأولى. المجزل يقاد بفكر كروي عال، أجاد في اختيار المدرب واللاعبين، وكون كوكبة رائعة من اللاعبين المميزين، فوصول المجزل لهذا المركز وهذه المرحلة لم تأت بمحض الصدفة. فالعمل الكبير هو من قاد المجزل للأول حتى الآن وقبل ختام منافسات الدوري لهذا العام. هل تعلم عزيزي القارئ أن فريق المجزل يقيم تدريباته اليومية في مدينة الرياض التي تبعد عن مقر نادي المجزل في مدينة تمير قرابة ال 100 كيلو، وايضا تعد مكافأة الفوز هي الأقل بين الأندية في الدوري، إلا أن هذه العقبات لم تعق سير الفريق وتثنيه عن مواصلة جهوده لتحقيق هدفه الذي اقترب أكثر وأكثر. الهدوء في المرحلة الحالية مطلب، وعدم الإفراط بالفرح والثقة، فالمباراة الأخيرة قد تهدم كل شيء ويصبح ما فعله المجزل من الماضي، فالتاريخ لا يحفظ إلا الإنجازات والبطولات، وال 90 دقيقة المتبقية يجب أن يلعبها اللاعبون للتاريخ ويقاتلون لآخر قطرة عرق في جبينهم. المجزل لا ينظر ولا ينتظر نتائج منافسيه الآخرين، الفوز على الجيل يحسم له اللقب والتأهل، وهذا يجعل المباراة على صفيح ساخن، احترام المنافس من أهم اسباب الانتصار، والتركيز العالي مهم، وتحفيز اللاعبين ضروري، الجميع على اهبة الاستعداد، والتفاؤل سائد. الجميل أن الجميع يشعر بالمسؤولية ويعلم صعوبة المرحلة، ومدى تأثر نتيجتها على الفريق سواء بالفوز إن شاء الله أو الهزيمة لا قدر الله، هي مباراة تساوي جميع المباريات السابقة.