عاد الفرح مجددا لأبناء الخبر عقب بلوغ فريق القادسية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين الموسم القادم، بعد غياب ثلاثة مواسم قضاها في دوري الدرجة الأولى (دوري المظاليم).. بالتأكيد هناك صناع لهذا الفرح، وهذا المجد الكبير لا يمكن أن يغيبهم عن صفحات هذا التاريخ العظيم.. ومن أبرز هؤلاء مدير عام الفريق الأول لكرة القدم الكابتن غازي عسيري الذي فتح قلبه ل(الميدان) في هذا الحوار: نبارك لكم الانجاز الكبير والمتمثل في العودة من جديد لدوري الأضواء.. كيف تقرأ فصول ذلك الانجاز؟ الله يبارك فيك أخي ماجد.. بالتأكيد هذا الانجاز فخر لكل من يمثل نادي القادسية سواء لاعبا.. إداريا.. مسئولا.. جهازا فنيا أو حتى جمهورا.. ودوري الدرجة الأولى كما هو معروف يُعتبر دوريا مُزعجا ومُرهقا في نفس الوقت، ويحتاج مكافحة منذ البداية، وأيضا يحتاج مدربا يستطيع قراءة كافة جوانب هذا الدوري بشكل جيد، ونحن للأسف لم نُوفق مع المدرب المقدوني جوكيكا في جزء كبير من مواجهات الدور الأول من الدوري، قبل أن يتم الاستغناء عنه قبل نهاية الدور الأول بأربع جولات، ليتم جلب المدرب التونسي جميل بلقاسم، والذي استطاع انقاذ الفريق وإعادته للواجهة من جديد، حيث اختلف الوضع مع اللاعبين من حيث انضباطيتهم وكذلك تجاوبهم الكبير مع المدرب في التدريبات، مما انعكس ايجابيا على اللاعبين في المباريات، وهذا قادنا ولله الحمد لبلوغ دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بعد غياب ثلاثة أعوام في غياهب دوري الدرجة الأولى. ما الذي اختلف هذا الموسم عن المواسم الماضية، خصوصا أن الفريق ومنذ هبوطه موسم 2011-2012 لم يستطع العودة من جديد لدوري الأضواء.. هل هناك أسرار خلف هذا الانجاز؟ في المواسم الماضية كانت هناك (مشاكل)، وبالتأكيد تلك المشاكل لن تعطيك نتائج ايجابية مهما كان، والوضع هذا الموسم اختلف تماما كون البيئة أصبحت بيئة عمل ايجابية (جاذبة)، وكان العمل على قدم وساق والهدف منه بلوغ دوري عبداللطيف جميل وهو ما تحقق، حتى انني ولله الحمد أخذت الصلاحية كاملة من إدارة النادي كمدير للفريق الأول لكرة القدم، ودعمتني بشكل لافت وكبير مما انعكس ايجابيا على طبيعة عملي. من هم أبرز صناع الانجاز برأيك؟ وهل فعلا هناك أشخاص كانوا يعملون خلف الكواليس؟ بالتأكيد الانجاز يُجير بعد الله سبحانه وتعالى لإدارة النادي، وكذلك الجهازان الفني والإداري واللاعبون وحتى الجماهير.. فالعمل كان جماعيا لذلك ظهرت هذه النتيجة الطيبة في النهاية.. لكن لا أخفيك أن الإدارة عملت جهودا جبارة وكبيرة طوال المواسم الماضية حتى تحقق هذا الانجاز ولله الحمد. بالرغم من عودتكم الكبيرة لدوري الأضواء، إلا أن المدرجات القدساوية لاتزال غائبة عن المشهد.. كيف تُعلق على ذلك؟ وما هي رسالتك لتلك الجماهير قبل الموسم الجديد؟ يجب أن نُدرك أخي ماجد أن النتائج غير الايجابية أو الابتعاد الطويل عن البطولات احيانا يسبب احباطا لدى بعض الجماهير، ومن خلال ذلك تبتعد عن المدرج وهذا للأسف ما حصل خلال السنوات الماضية، فالنتائج لم تكن على ما يرام، وهبوط الفريق لدوري الدرجة الأولى أيضا ساهم بشكل كبير في غياب المشجع القدساوي، لكن لا أخفيك أن الجمهور القدساوي بدأ يعود بقوة للمدرج الموسم الماضي، وتحديدا من خلال مباراتنا مع الباطن في الدور الثاني، حتى إن هناك جماهير لاحقتنا خارج المنطقة خصوصا في مباراتي الرياض والحزم، وكانت ضمن أسباب الصعود للممتاز من جديد، وما أتمناه من تلك الجماهير هو العودة القوية ومساندة الفريق في دوري جميل الموسم القادم. كان الفريق يعاني مشكلة (التعادلات)، حيث إن الموسم قبل الماضي خسر الفريق 24 نقطة بسبب تعادله في 12 لقاء، وساهمت هذه التعادلات في ابتعاده عن المراكز الأولى.. كيف تمكنتم من علاج تلك المشكلة الموسم الماضي؟ بالتأكيد هناك أسباب عالجت تلك المشكلة، وأهمها طموح اللاعبين الكبير بالصعود لدوري الأضواء واللعب مع الكبار، وبحكم قربي من اللاعبين استطعت أن أعرف ظروف كل لاعب وأحاول علاجها حتى يكون اللاعب جاهز نفسيا وبدنيا، إضافة إلى أنني وجدت اهتماما وجدية كبيرة من اللاعبين لتحقيق نتائج كبيرة وعظيمة، وهذا بالتأكيد انعكس على الأداء وسط الملعب، بدليل أن الفريق لم يخسر أي مباراة في الدور الثاني، إضافة لكون مستوى الفريق أصبح في تصاعد بفضل النتائج المميزة التي قدمها من مباراة إلى أخرى. هل هناك (حكاية) للفريق مع الدقائق الأخيرة من المباريات؟ بمعنى هناك لقاءات عديدة تتكرر سنويا مع الفريق لا يحسم نقاطها أو نتائجها إلا في الدقائق الأخيرة، وعلى سبيل المثال ما حدث الموسم الماضي أمام الرياض والمجزل والباطن. هي ليست حكاية أو سرا خلفا اللحظات الأخيرة من المباراة، بل ان كل ما في الأمر أن الفريق عندما يلعب تحت ضغط تحدث أمور خارجة عن الإرادة، وبالتالي لا يتمكن من تحقيق الفوز أو نتيجة ايجابية إلا في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، وبإذن الله سوف نعالج ذلك خلال الفترة القادمة؛ لأنه بالعمل أمر صعب جدا أن يحدث ذلك في عالم كرة القدم. متى شعرت بأن القادسية بلغ دوري الأضواء أو بات على مقربة من بلوغ دوري الأضواء خلال منافسات الموسم الماضي؟ خلال مواجهة الباطن في الدور الثاني كان الفريق متأخرا بهدف دون مقابل، واستطعنا قلب النتيجة إلى فوز بهدفين سجلهما اللاعب عبدالعزيز المطير، وبصراحة هذه المباراة بدأت أشعر بأن الفريق اقترب كثيرا من تحقيق حلم أبناء الخبر، بالرغم من أن الوحدة والنهضة كانا يلاحقان الفريق خلال كل مواجهة، وهذا ما سبب نوعا من القلق لدي، لكن الحمد لله مواجهة الرياض كانت بمثابة إعلان التأهل لدوري عبداللطيف جميل، بالرغم من أن لدينا مواجهة أخيرة أمام الحزم هناك في القصيم، لكن انا أعتبرت مباراة الرياض هي المنعطف الحقيقي لبلوغ دوري الأضواء. أفهم من كلامك أن ذهابكم للقصيم للقاء الحزم في المواجهة الأخيرة كان بمثابة التتويج، بالرغم من أن الدوري والتأهل لم يُحسم بعد؟ قبل ذهابنا للقصيم كنت واثقا بعد الله في قدرات لاعبينا بحسم البطولة والتتويج وبلوغ دوري عبداللطيف جميل؛ كون مباراة الرياض كانت المنعطف الحقيقي، لذلك عقب فوزنا على الرياض تأكدت أن البطولة لن تفلت من ايدينا، وهذا ما حدث ولله الحمد. كيف سيكون الاعداد للموسم الجديد؟ هل انتهيتم من وضع كافة النقاط على الحروف؟ بالتأكيد لم يتبق لنا سوى انطلاق المعسكر، حيث سيكون على مرحلتين، الأولى داخلية وتبدأ الاثنين القادم، والمرحلة الثانية ستكون في معسكر خارجي يقام في تركيا بإذن الله، ويبدأ ثالث أيام عيد الفطر المبارك.. طبعا عقب نهاية المعسكر الخارجي ربما نشارك في دورة رباعية ودية بقطر أو الامارات، أو قد نخوض عددا من المباريات الودية حتى نكون جاهزين للموسم الجديد بإذن الله. ما أكثر ما تخشاه على فريق القادسية الموسم القادم وهو ينافس أندية جميل للمحترفين؟ لا أخفيك أننا لا نخشى إلا من الفريق نفسه، وبإذن الله لن نخشى أحدا، ومواقف الموسم الرياضي الماضي كانت كفيلة، وخير برهان على ذلك قوة فريقنا بروحه وعطائه وسط الميدان، وبإذن الله سوف ننافس بقدر المستطاع على تحقيق المركز الرابع في سلم الترتيب، وهذا حق مشروع لكل الأندية.. وللتذكير الموسم الماضي أخرجنا فريق الأهلي وهو صيف الدوري وبطل كأس ولي العهد من منافسات كأس الملك ولدينا طموح عال ولله الحمد. هل ترى أن المدرب جميل بلقاسم هو المدرب الأنسب للفريق خلال منافسات الموسم القادم؟ للأمانة ليست مجاملة أو من هذا القبيل، لكن المدرب جميل بلقاسم لديه احترافية كاملة، وهو رجل المرحلة القادمة، والتوقيع معه لموسم قادم أمر رائع جدا؛ كونه عرف طبيعة اللاعب وبات قريبا من قلوب الجميع، وكان من أبرز المساهمين في بلوغ الفريق لدوري عبداللطيف جميل، ونحن بالتأكيد بالفريق نبحث عن الاستقرار، وإن شاء الله يكون النصر حليفنا خلال الموسم القادم. هل من الممكن أن يُعيد القادسية سيناريو الفتح ويتوج بطلا لأقوى دوري عربي؟ أم أن ذلك الحلم يحتاج لمعجزة؟ كرة القدم ليس فيها معجزة، لكن بالتأكيد البطولات تحتاج لميزانيات ضخمة ولاعبين أجانب على مستوى احترافي عال، وكذلك وقوف كبير من أعضاء شرف النادي ورجالات أعمال الشرقية كما حدث إبان فترة الجيل الذهبي للقادسية، وبالتأكيد انجاز الفتح لا يزال يدون في تاريخ كرة القدم بالشرقية، والتي كانت متعطشة للبطولات تحديدا بطولة الدوري التي كان الاتفاق آخر فريق من الشرقية حققها إبان فترة الثمانينيات الميلادية، وأتمنى أن تخدمنا الظروف ونحقق ذلك الحلم خلال السنوات القادمة من أجل اسعاد ابناء الخبر، وكذلك الشرقية مرة أخرى كما فعلها الفتح. من أبرز من دعمك خلال مسيرتك الأخيرة مع القادسية؟ يجب أن أؤكد أن أبرز من دعمني بقوة خلال مسيرتي الأخيرة مع الفريق هما شخصان فقط، الأول رئيس النادي الاستاذ معدي الهاجري، والثاني الاستاذ عبدالله بادغيش نائب الرئيس، وبصراحة قدما لي دعما كبيرا جدا، وقاما بتسهيل العديد من الأمور التي انعكست ايجابيا على مسيرتي مع الفريق، ولك أن تتخيل أنه حتى وهما خارج المملكة كانا يتصلان علي ويقومان بتلبية كافة احتياجاتي، وهذا عمل عظيم وجبار لا يمكن أن أنساه لهذين الشخصين، أيضا لكافة من دعا لي بالخير والامنيات الصادقة. كلمة أخيرة.. الشكر والتقدير لجريدة اليوم ممثلة في الميدان، وأنا بصراحة ممتن كثيرا لها لدعمها الكبير لي خلال مسيرتي الرياضية، وهو أمر غير مستغرب تماما، فالوفاء لا يصدر إلا من أهل الوفاء، وتعتبر (اليوم) بالنسبة لي جريدتي المفضلة. فرحة الصعود بعيون لاعبي القادسية معدي الهاجري جميل بلقاسم