قال روبرت سولو: «تستطيع أن ترى عصر الكمبيوتر في كل مكان، ما عدا في إحصائيات الإنتاجية.» أظهرت تقرير الوظائف الأخير أن الاقتصاد الأمريكي حصل على 215 ألف فرصة عمل جديدة الشهر الماضي. وارتفعت نسبة البطالة إلى 5 بالمائة من أصل 4.9 بالمائة، في الوقت الذي يعود فيه مزيد من الناس إلى القوة العاملة. ارتفعت الأجور بنسبة 0.3 بالمائة من شهر لآخر، وهي الآن مرتفعة بنسبة 2.3 بالمائة بالمعدل السنوي. اتسع نطاق الرواتب للشهر ال 70 على التوالي، بحيث وصل المتوسط 198 ألف وظيفة شهريا خلال ذلك الاتساع. منذ انتهاء فترة الركود العظيم، تمت إضافة 14.5 مليون فرصة عمل جديدة في القطاع الخاص إلى الاقتصاد. تلك النقاط الثلاث الكبيرة المتصلة بالبيانات - معدل البطالة وعدد التعيينات الجديدة ومكاسب الأجور - هي ما يركز عليه الجميع. لكن إحدى نقاط البيانات التي لا تسمع الكثير عنها هي الإنتاجية. بالنظر فقط إلى مكتب البيانات الإحصائية المتعلقة بالعمل، ربما تتخيل أن مستوى الإنتاجية لم يتحسن كثيرا. هذا أمر حاسم، لأن الإنتاجية تعتبر جزءا كبيرا من معادلة النمو الاقتصادي. مع ذلك، واستنادا إلى ما هو ليس أكثر من خبرتي الشخصية، تقريبا كل شخص آخر سألته عن هذا الموضوع، هنالك شيء ما مختلف يحدث الآن - الإنتاجية في ارتفاع. مع ذلك، ليس هنالك أي شيء يمكن العثور عليه في الأرقام الرسمية. على حد تعبير سولو، توجد مكاسب الإنتاجية في كل مكان عدا الإحصاءات الخاصة بالإنتاجية. فكر للحظة في التكنولوجيا التي تستخدمها في حياتك الشخصية والمهنية، وخذ بعين الاعتبار الكم الأكبر الذي يمكنك القيام به في فترة زمنية معينة بفضل التكنولوجيا، وتكامل خدمات المعلومات والخدمات اللاسلكية المتنقلة والانترنت والبرمجيات والتطبيقات وما تقدم لك من فرصة سانحة للإنجاز كل يوم مقارنة مع الماضي القريب. أراهن بأن تجربتك الشخصية تشير بأغلبية ساحقة إلى أن مكاسب الإنتاجية موجودة في كل مكان رغم عدم وجود بيانات مادية. بحث المحللون في مكتب إحصائيات العمل في الولاياتالمتحدة في هذا الموضوع في عام 2014. وأشاروا في تقرير لهم إلى بعض البيانات المثيرة للاهتمام: الموظفون «في قطاع الأعمال في الولاياتالمتحدة عملوا تقريبا نفس عدد ساعات العمل في العام 2013 كما عملوا في العام 1998- تقريبا 194 مليار ساعة عمل.... لم يكن هنالك أي نمو على الإطلاق في عدد ساعات العمل خلال هذه الفترة التي امتدت ل 15عاما، على الرغم من الحقيقة التي مفادها أن عدد سكان الولاياتالمتحدة ازداد بمقدار 40 مليون شخص خلال تلك الفترة، ورغم حقيقة أنه كان هنالك آلاف من الشركات الجديدة التي تأسست خلال تلك الفترة». كما شهدت تلك الفترة الزمنية التي امتدت ل15 عاما زيادة نسبتها 42 بالمائة في الناتج الحقيقي، وأنتجت الشركات التجارية الأمريكية 3.5 تريليون دولار أكثر في السلع والخدمات (بالقيمة الحقيقية) في العام 2013 من إنتاجها في العام 1998. كدولة، كيف يمكن أن يكون لدينا مثل هذه الزيادة الهائلة في الناتج دون وجود زيادة كبيرة في الإنتاجية؟ يجب أن تكون التكنولوجيا جزءا من الإجابة، والجزء الآخر ربما يكون مسألة قياس. يطلق ريك ريدر، كبير الإداريين الاستثماريين للدخل الثابت العالمي في شركة بلاك روك، على نمو الإنتاجية البطيء اليوم «السراب الإحصائي». كما يلاحظ أيضا بأن «المقاييس الاقتصادية التقليدية لم تواكب ببساطة وتيرة التكنولوجيات سريعة التغير الموجهة نحو المزيد من الكفاءة بتكلفة أقل». بحث آخرون في شركة بلاك روك في تباطؤ الإنتاجية، مستكشفين الأسباب الهيكلية والدورية المتسببة بفقدان المكاسب. ويواصل الخطأ القياسي في كونه الجاني الرئيسي. الطريقة التي نحصل فيها على بيانات الإنتاجية الرسمية لم تواكب الطرق الحديثة في تنفيذ الأعمال. نتيجة لذلك، أعتقد أن خبراء الاقتصاد يقللون من قيمة الزيادات في الإنتاجية. فكر في الموضوع: يتجول معظمنا ولديه طاقة حاسوبية أكبر في جيوبنا وحقائب يد مما امتلكه رواد فضاء المركبة أبولو في رحلاتهم إلى القمر. إن الهواتف الذكية والتكنولوجيا المتصلة بذلك تجعل الجميع أكثر إنتاجية. وفي الوقت الذي تواصل فيه الشركات الأمريكية والمستهلكون اعتماد تكنولوجيات جديدة بأسرع معدل منذ ظهور التلفاز، تكون النتيجة هي إنتاجية آخذة في التزايد. في اقتصاد التطبيقات، تكون مكاسب الإنتاجية في كل مكان - ما عدا في البيانات الرسمية. دعونا نأمل بأن يتغير هذا قريبا.